أردوغان في مأزق... لماذا تغازل تركيا الاتحاد الأوروبي ومصر؟

أردوغان في مأزق... لماذا تغازل تركيا الاتحاد الأوروبي ومصر؟


14/06/2020

كلما شعرت تركيا بأنّها ذهبت بعيداً في تجاوزاتها، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، تتبع سياسة الاستعطاف التي تكون عادة برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان ودائرته المحيطة، لتروج لفكرة أنّ تركيا مستعدة لتقديم التنازلات، والالتزام بمخرجات الاتفاقيات الدولية.

تركيا تستعطف القارة الأوروبية بعد خلافات طويلة وتعلن رغبتها في بدء "مرحلة جديدة" مع بروكسل

فبعد أن شعرت بالخطر والحرج بعد مخاطبة الاتحاد الأوروبي لحلف الناتو بخصوص مساندته لعملية "إيريني"، بعد ضبط سفن تركية محملة بالأسلحة والعتاد كانت في طريقها إلى ليبيا، أعلنت أنقرة "أنّها مستعدة للعب دور رئيسي في وضع نهاية للصراع في ليبيا"، وأنّ مخرجات مؤتمر برلين – التي لم تلتزم بها منذ اليوم الأول- ما تزال صالحة لحل الأزمة.
وحاولت تركيا استعطاف القارة الأوروبية بعد فترة طويلة من الخلافات، وأعلنت على لسان المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومستشاره للشؤون الخارجية، إبراهيم كالين، أمس، رغبتها في بدء "مرحلة جديدة" مع بروكسل، إنّ تركيا تسعى لـ"مرحلة جديدة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي"، موضحاً "لن يتوقف الأمر عند تعديل اتفاقية اللاجئين القائمة منذ 2016، ولكن يشمل أيضاً تعزيز كافة أشكال التعاون، وفتح فصول جديدة في محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي".

 

 

وفي مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة الألمانية" على هامش زيارته لبرلين، قال كالين: "فيما يتعلق بالمناقشات حول اتفاقية اللاجئين الجديدة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، أعرب أردوغان عن رغبته في إبرامها خلال زيارته لبروكسل في آذار (مارس) الماضي".
وتابع مستشار أردوغان: "لن تشمل البداية الجديدة اتفاقية اللاجئين فقط، بل تمتد إلى العديد من الملفات"، موضحاً "هذه المرحلة الجديدة تتعلق برؤية مشتركة للمستقبل، وأفكار مشتركة في سياسات الأمن، كما يمكن تحديث قواعد الاتحاد الجمركي بين تركيا والتكتل الأوروبي".

اقرأ أيضاً: "حراس الليل": هل ينجح أردوغان في محاكاة الحرس الثوري الإيراني في تركيا؟
كما غازلت أنقرة القاهرة، لـ "إعادة العلاقات بين البلدين"، بعد موقفها الحازم من القضية الليبية، وإعلان القاهرة، واتخاذ إجراءات تتعلق بالتدخل العسكري المصري ضد ميليشيات الوفاق ومرتزقة أردوغان، حيث قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأناضول: إنّ "الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلاً من تجاهلها".
هذه التصريحات جاءت بعد يومين من هجوم أوغلو على مبادرة الرئيس المصري حول إنهاء الأزمة الليبية والعودة إلى طاولة الحوار، حيث قال الوزير التركي: "إنّ الدعوة التي صدرت من مصر لوقف إطلاق النار "ليست واقعية"، وإنّ البيان المشترك بشأن ليبيا "وُلد ميتاً" بالنسبة إلى تركيا، وفق ما أوردت شبكة سي إن إن، ممّا يعكس حالة الانفصام التي تعاني منها حكومة العدالة والتنمية الإخوانية في تركيا.

 

 

وفي سياق متصل بعدم التزام تركيا بالاتفاقيات، تواصل أنقرة بسياستها غير الرصينة عرقلة المهمّة البحرية الأوروبية "إيريني" الرامية إلى فرض تطبيق حظر الأسلحة على ليبيا التي تأتيها عبر البحر المتوسط، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى طلب دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويبدو أنّ الاتحاد الأوروبي ذهب إلى أبعد من ذلك، فهو يبحث في كيفية إيجاد ترتيبات مع عملية "سي غارديان" التابعة للناتو والجارية الآن في شرق المتوسط، حسبما أفاد مسؤول أوروبي.

اقرأ أيضاً: المعارضة التركية: أردوغان يستبدل الشرطة بميليشيا مسلحة
وتأتي هذه المبادرة بعد أن منع الجيش التركي سفينة يونانية تعمل ضمن المهمة "إيريني" من تفتيش سفينة شحن يشتبه في انتهاكها الحظر الدولي على التسلح في ليبيا، حسبما أورد موقع "سكاي نيوز".
فضحت السفينة التركية المشبوهة مجدداً استمرار أنقرة في إرسال السلاح إلى ليبيا. وقد رافقت هذه السفينة سفن عسكرية تركية أخرى.
وانطلاقاً من هذا الخرق، يبحث وزراء دفاع الناتو حالياً الطريقة التي يمكن أن يساعد بها الحلف مهمة إيريني البحرية، بما يضمن تطبيق حظر الأسلحة الذي أقرته الأمم المتحدة كاملاً، وفقاً لما قاله مسؤول كبير في الحلف.
ومن المقرر أن يبحث وزراء الخارجية الأوروبيون ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أزمات ليبيا والتدخل التركي، وتداعيات كوفيد19 في اجتماع سيعقد ظهر الإثنين المقبل.

 

 

وجرى إطلاق عملية "إيريني" لوقف إيصال الأسلحة إلى ليبيا التي تشهد صراعاً بين حكومة طرابلس التي يقودها فايز السراج وتحظى بدعم تركيا، وقوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه تركيا عن الحلّ السياسي في ليبيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إنّ تركيا أرسلت نحو 13 ألف مرتزق، من ضمنهم المئات من تنظيم داعش الإرهابي، للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق الليبية التي تهيمن عليها ميليشيات إسلامية مسلحة وجماعة الإخوان. 

أنقرة تغازل القاهرة، وتؤكد أنّ الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية  تكون عبر الحوار

ولجأت أنقرة إلى هذا الخزان من الإرهابيين لترجيح كفة ميليشيات حكومة الوفاق بعد أن زودتها بشحنات أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة في انتهاك واضح لقرار حظر السلاح إلى ليبيا.
وتمكنت ميليشيات الوفاق، والمرتزقة من الفصائل السورية الذين يدعمونها، من إحراز تقدم على الساحل الغربي بعد انسحاب قوات الجيش الوطني من قاعدة الوطية وعدة مدن أهمها ترهونة وصبراتة وصرمان.
وتكبدت الميليشيات خسائر في الأرواح والمعدات عقب تدخل طائرات سلاح الجو التابعة للجيش الليبي، حيث بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا من جرّاء العمليات العسكرية في ليبيا 261 مقاتلاً، والقتلى من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية