أشهر محاولات الاغتيال التي تعرض لها حسني مبارك

مصر

أشهر محاولات الاغتيال التي تعرض لها حسني مبارك


26/02/2020

كان الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، الذي غيّبه الموت أمس في القاهرة عن عمر 91 عاماً، في مرمى النيران على امتداد أعوام حكمه وعمله في السياسة؛ حيث ذكرت الأنباء أنّه تعرض لأكثر من خمس محاولات اغتيال في داخل مصر وخارجها، لكنه نجا منها جميعها.

اقرأ أيضاً: وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك
فما هي أبرز محاولات الاغتيال التي تعرض لها الرئيس المصري الراحل؟

جماعة أبو نضال تقرر اغتيال مبارك في لندن

في عام 2017 حصلت "بي بي سي عربي" على وثائق سرية بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، كشفت أنّ السفارة المصرية أبلغت السلطات البريطانية بـ"معلومات تفصيلية بشأن تهديد" قد يتعرض له مبارك خلال زيارته إلى لندن عام 1983.

حملت محاولة اغتيال لمبارك اسم "محاولة كوبري الفردوس"، وتضمنت الخطة اغتياله في ميدان رمسيس من كوبري أكتوبر بالقاهرة

وحسب الوثائق، تشير برقية سرية لقسم الأمن في إدارة البروتوكل بوزارة الخارجية البريطانية، إلى أنّ السفارة أبلغت عن أنّ "فصيلاً معيناً من جماعة أبو نضال الإرهابية ربما تنفذ عملاً ضد مقر السفارة أو أي من مكاتبها في لندن". وطلبت السفارة توفير تدابير إضافية لحمايتها ومكاتبها.
وجاء إبلاغ البريطانيين بهذه المعلومات في 27 كانون الثاني (يناير) عام 1983؛ أي قبل ستة أيام من زيارة مبارك لبريطانيا، حسب الوثائق.
محاولة اغتيال في بورسعيد
وفي أيلول (سبتمبر) 1999 تعرض مبارك لمحاولة اغتيال في مدينة بورسعيد؛ ففي أثناء زيارة مبارك لمدينة بورسعيد، كان موكبه يمر وهو يلوّح للمواطنين من نافذة سيارته، وحينها باغت الجميع شخصٌ يدعى السيد حسين سليمان وجرى باتجاه سيارة مبارك وتعلق بها، ولم تمر ثوانٍ قبل أن تنطلق رصاصة من مسدس أحد حراس مبارك الشخصيين في السيارة الخلفية فتصيب السيد في رأسه.

محاولة اغتيال في الطريق براً إلى ليبيا

وروى عمرو فاروق، الباحث في حركات الإسلام السياسي لقناة "العربية" أنّ هناك 3 محاولات لاغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك كان يقف وراءها الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وأركان نظامه؛ ففي كانون الأول (ديسمبر) 1993، خططت الجماعة الإسلامية لاغتيال مبارك، بزرع متفجرات في طريق الساحل الغربي أثناء توجهه لزيارة ليبيا براً، لكن الأجهزة الأمنية اكتشفت الواقعة، وتمكنت من القبض على المتهمين، وكان من بينهم ضابط يدعى مدحت الطحاوي، الذي كان ينتمي للجماعات الإسلامية، واعترف بذلك، مشيراً إلى أنّ التفاصيل حملتها أوراق القضية رقم 2 لسنة 1994، وأصدرت المحكمة العسكرية فيها حكماً بالإعدام على 3 متهمين، وبالسجن مدى الحياة على 3 آخرين.

"محاولة كوبري الفردوس"
كما كشف فاروق عن محاولة أخرى لاغتيال مبارك وكانت في أواخر عام 1994 حيث تم اعتقال نحو 30 من أعضاء تنظيم "الجهاد"، وهم يشقون نفقاً بالقرب من طريق صلاح سالم بالقاهرة، الذي كان موكب الرئيس مبارك يمر منه دائماً، واعتزموا تفخيخ النفق وتفجيره عند مرور موكب مبارك.
وحملت هذه المحاولة اسم "محاولة كوبري الفردوس"، وتضمنت الخطة أيضاً محاولة اغتياله في ميدان رمسيس من كوبري أكتوبر بواسطة سيارة ملغمة، لكنّ الشخص الذي وقع عليه الاختيار تردد في اللحظات الأخيرة، ورأى أنّ اتساع الميدان سينتج عنه ضحايا كثيرون فقام بتسليم نفسه واعترف بالعملية كلها.

محاولة الاغتيال في إثيوبيا

وتبقى محاولة قتل اللواء طيار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 26 حزيران (يونيو) عام 1995 أثناء استعداده للمشاركة في القمة الأفريقية مليئة بالمفاجآت، حيث إنّ الحديث عن واقعة الاغتيال تلك تجدد مرة أخرى بعد إذاعة تسجيل للراحل الدكتور حسن الترابي زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية في السودان يكشف فيه عن أسماء المتورطين في العملية، وحقيقة علم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بالواقعة من عدمه، بعدما ظل محلاً للتكهنات طوال عقدين من الزمن، بحسب صحيفة "اليوم السابع".

اقرأ أيضاً: تونس: ما علاقة الغنوشي في جهاز الاغتيالات السري؟ أدلة جديدة
الواقعة تعود تفاصيلها عند زيارة مبارك إلى العاصمة الإثيوبية لحضور القمة الأفريقية وتعرض موكبه لعملية استهداف من قبل 10 مسلحين دارت الأحاديث فيما بعد أنهم تزوجوا من إثيوبيات للاندماج في المجتمع الإثيوبي حتى يستطيعوا التحضير لعملية الاغتيال، التي أحبطها حرّاس الرئيس بتصفية 5 من القتلة، وقرار مبارك نفسه بالعودة إلى المطار خاصة أنّ الشواهد أكدت على وجود كمين آخر في الطريق كان ينتظر الرئيس الراحل.
ماذا قال مبارك عن عملية إثيوبيا الفاشلة؟
وعن ملابسات المحاولة الفاشلة، قال مبارك في مؤتمر صحفي عقده فور عودته من إثيوبيا: "بدايات الموضوع كانت بعد الهبوط إلى مطار إثيوبيا، ودارت الأحاديث حول تأخر الحراسة الإثيوبية المرافقة لموكبي، ورفضهم اصطحاب حراستي للطبنجات الخاصة بهم لكن حراسي خبأوها، وانطلق الموكب نحو مقر القمة، بعدها قامت سيارة زرقاء بسد الطريق، وترجل مجموعة من الأشخاص وفتحوا النيران على سيارتي لكن حراستي أخذت أماكنها".

وتابع مبارك حديثه: "وجدت طلقتين أصابتا السيارة لكنهما لم تنفذا، بعدها لمحت شاباً صغير السن يحمل رشاشاً يتجه نحو العربية لكن الحرس أصابوه، بعدها ترك السائقون الإثيوبيون عرباتهم وهربوا، لكن حراستي ظلت محافظة على هدوئها، وفي النهاية أمرت سائقي بأن يعود إلى المطار مرة أخرى".

وسائل إعلام: تلميحات الرئيس مبارك آنذاك بأنّ محاولة اغتياله قد يكون وراءها النظام السوداني السابق ظلت محل جدال

وأضاف مبارك: "عقب العودة للمطار وجدت الرئيس الإثيوبي مضطرباً للغاية، لكن أبلغته بقراري بالتوجه فوراً نحو القاهرة، ورد علي بتفهمه لموقفي"، مضيفاً: "بالنسبة للواقعة عادي ولا أي حاجة لكن للعلم اكتشفنا أنّ الفيلا التي كانت تسكنها المجموعة المتورطة في الحادثة كانت مؤجرة من قبل"، موضحاً أنّ الإرهابيين لم يخرجوا من السفارة الفلسطينية مثلما تداول البعض، لكن من فيلا كانت قريبة من مقر السفارة.
وتقول وسائل إعلام إنّ تلميحات مبارك آنذاك بأنّ محاولة اغتياله قد يكون وراءها النظام السوداني ظلت محل جدال، ولكن لم يتم الجزم بها بشكل قاطع، إلا أنّ أصابع الاتهام أشارت إلى جماعة الجهاد الإسلامية بالتورط في الواقعة والتخطيط لها عن طريق عدد من القيادات على رأسهم زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، والحالي أيمن الظواهري الذي كان يحتضنهم في هذا التوقيت الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، وذلك بالتعاون مع الجماعة الإسلامية في مصر التي راودتها فكرة استهداف الرئيس طيلة فترة حكمه التي استمرت ثلاثين عاماً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية