أشياء لا تعرفها عن صراع القاعدة وداعش بمنطقة الساحل الأفريقي

أشياء لا تعرفها عن صراع القاعدة وداعش بمنطقة الساحل الأفريقي


10/10/2020

تشهد منطقة الساحل الأفريقي والصحراء تطوراً ملحوظاً في الصراع بين التنظيمين الإرهابيين "القاعدة" و"داعش"، حيث خلّف عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين، بغية السيطرة وإثبات النفوذ بالمنطقة.

وحسب المتتبعين، فإنّ الطرفين يحاولان، من خلال تزايد الهجمات فيما بينهما، إثبات الذات في منطقة الساحل والسيطرة فيها، على اعتبار أنها تمتاز بموقعها الجغرافي الذي يمكنها من تحقيق العمليات الإرهابية، وفق ما أورده مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.

 

صراع داعش والقاعدة بالساحل الأفريقي والصحراء يخلّف عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين

ويُنتظر أن يشتدّ التنافس بين التنظيمين الإرهابيين، حيث يحاول تنظيم "القاعدة" إثبات قوته ونفوذه بالمنطقة، بينما يسعى تنظيم "داعش" إلى ولوج منطقة الساحل من بابها الواسع وإحكام سيطرته عليها، بشنّ هجمات متتالية على القاعدة.

وسبق أن أعلن تنظيم "داعش" شنّه هجمات على تنظيم "القاعدة"، حيث أكد أنّ مجموعة من عناصره تمكنوا من قتل أبي يحيى، أمير منطقة الصحراء التابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، من خلال كمين تمّ نصبه له مع مجموعة من عناصر التنظيم.

ولَم يقف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مكتوف الأيدي تجاه هذه العمليات التي يشنها التنظيم الآخر، حيث عمل بدوره خلال الأعوام الماضية على تحجيم نشاط "داعش"، من خلال توجيه مجموعة من الضربات إليه، بشكل أدى، ضمن عوامل أخرى، إلى تراجع دوره وانحسار المساحة التي كان يسيطر عليها.

داعش يشنّ هجمات على القاعدة، وتمكّن عناصره من قتل أمير منطقة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة

وأكد المركز في دراسته أنّ اعتبارات عديدة وراء هذا الصراع بين التنظيمين، فقد تحدّث عن وجود اختلافات فكرية، والتي تُعدّ "عائقاً كبيراً أمام الجهود التي بذلتها بعض قيادات التنظيمين من أجل تحقيق تقارب بينهما، لا سيّما بعد أن وجّه "داعش" اتهامات إلى "القاعدة"، في العدد 233 من مجلته الأسبوعية "النبأ" الصادر في 3 أيار (مايو) الماضي، بمساعدة القوات الفرنسية والأجنبية في الهجمات التي شنتها ضده، بما يوحي بأنّ الموقف من تلك الأطراف سوف يمثل محدداً رئيسياً سيكون له دور في تحديد مسارات العلاقة بين التنظيمين خلال المرحلة المقبلة".

القاعدة توجّه ضربات لداعش بشكل أدّى، ضمن عوامل أخرى، إلى تراجع دوره وانحسار المساحة التي كان يسيطر عليها

وتضيف الدراسة أنّ "التنافس الجهادي" يدخل ضمن الاعتبارات التي تسم هذا الصراع بين الجانبين، حيث اعتبر تنظيم "القاعدة" أنّ تصاعد دور ونشاط تنظيم "داعش" قد يسهم في إضعاف نفوذه بالمنطقة.

وحسب المصدر نفسه، فإنّ التنظيمين المتطرفين يسعيان لتكريس السيطرة على المناطق التي يوجدان فيها، حيث يعمل كلّ طرف على منع الطرف الآخر من ولوج منطقة نفوذه، وهو ما حاول تنظيم "القاعدة" القيام به لمنع "داعش" من دخول منطقته.

وقد برز هذا التوجه من خلال توجيه تنظيم "القاعدة" هجمات على تنظيم "داعش"، على اعتبار أنّ اختلافاً فكرياً كبيراً بينهما لا يمكّن من دخولهما في تحالفات؛ الشيء الذي يجعله يدافع عن منطقة نفوذه وعدم السماح للتنظيم بالاقتراب منه.

وخلصت الدراسة إلى أنّ منطقة الساحل الأفريقي مقبلة على مرحلة سوف تتصاعد فيها حدّة المواجهات بين تنظيمي "القاعدة" و"داعش"؛ وهو ما من شأنه أن يسهم في إضعاف نفوذهما في المنطقة، لا سيّما في ظلّ العمليات العسكرية التي تقوم بها دول عديدة في المنطقة في إطار حربها على الإرهاب.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية