أطفال اليمن يدفعون ثمن إرهاب الحوثيين.. وهذا ما حذرت منه تقارير حقوقية

أطفال اليمن يدفعون ثمن إرهاب الحوثيين.. وهذا ما حذرت منه تقارير حقوقية


12/08/2021

اتهامات عدة تحاصر ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن بشأن تجنيد الأطفال والإلقاء بهم في أتون حرب لا يعلم أحد متى تنتهي.

 وقد وثقت جهات حقوقية وأممية كثيرة حالات متعددة لتجنيد الأطفال للقتال الى جانب الميليشيات الانقلابية الموالية لإيران.

 وقالت منظمة "ميون" لحقوق الإنسان والتنمية، في أول تقرير لها صدر الأحد الماضي تحت عنوان "أطفال... لا بنادق"، مقتل 640 طفلاً ممّن جندتهم ميليشيا الحوثي للقتال في صفوفها خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري، وتتراوح أعمارهم بين 13 ـ17 عاماً، بينهم 13 طفلاً من الجهاز الإعلامي الحربي، وأنهم شيعوا جميعهم في مواكب دفن علنية، وفق ما نقلت وكالة أنباء سبأ الرسمية.

 وأشارت إلى أنّ عدد الجرحى يقدر بـ3400 طفل، بحسب المعلومات من المستشفيات في أمانة العاصمة والمحافظات الخاضعة للجماعة وما تُسمى مؤسسة رعاية الجرحى، وهو ما قالت المنظمة إنه "يشير إلى مذبحة مروعة تتعرض لها الطفولة في هذه المحافظات خاصة وباليمن بشكل عام".

 وتضمن تقرير منظمة "ميون" قائمة بأسماء أبرز قيادات جماعة الحوثي المتورطين في استقطاب وتجنيد الأطفال، وبلغ عددهم 125 قيادياً، وعلى رأسهم قيادات الصف الأول لميليشيات الحوثي، وهم؛ عبد الملك الحوثي، ويحيى بدر الدين الحوثي، ومحمد علي الحوثي، ومحمد بدر الدين الحوثي، وعبد الكريم أمير الدين الحوثي، وعبد المجيد الحوثي، وأحمد درهم المؤيدي، وأحمد محمد حامد، وعبده المحسن الطاووس، وضيف الله رسام.

 

  منظمة "ميون" لحقوق الإنسان والتنمية: مقتل 640 طفلاً ممّن جندتهم ميليشيا الحوثي للقتال خلال الأشهر الـ 6 الأولى من العام الجاري

 

 وتنوعت انتهاكات ميليشيات الحوثي بحق الأطفال، بين إجبارهم على تنفيذ مهام كالقتال المباشر، ونقل الإمداد، وجمع المعلومات، وزراعة الألغام، وقيادة السيارات والدراجات النارية، وبناء التحصينات والخنادق، ومرافقة القيادات والمشرفين، والعمل في نقاط التفتيش، الأمر الذي يعرضهم للقتل أو الأسر، والإصابات بعاهات مستدامة، بحسب التقرير.

 وأكد رئيس منظمة ميون، عبده علي الحذيفي، أنّ أطفال اليمن يُعدّون الشريحة الأضعف في المجتمع، ولذلك فهم يدفعون ثمناً باهظاً جراء استمرار الحرب، وفق صحيفة "العرب" اللندنية.

 

منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف": 7 ملايين طفل يخلدون للنوم كل ليلة وهم جياع، وتجنيد أكثر من 3 ملايين طفل في اليمن

 

 وفي الإطار ذاته، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف": في اليمن هناك 7 ملايين طفل يخلدون للنوم كل ليلة وهم جياع، في كل يوم يواجه 400 ألف طفل خطر سوء التغذية الحاد، ويتعرضون لخطر الموت في أي لحظة.

 وأكدت "يونيسف" في تقرير صدر قبل 3 أيام، أنّ هناك زيادة ضخمة في حاجة أطفال اليمن إلى مساعدة تعليمية طارئة.

 وأوضحت المنظمة في تغريدة بموقع تويتر أنّ "8.1 ملايين طفل يمني بحاجة إلى مساعدة تعليمية طارئة، وذلك بسبب الصراع في البلاد"، مشيرة إلى أنّ هذه زيادة ضخمة مقارنة بـ1.1 مليون طفل قبل الحرب.

 وشددت المنظمة الأممية على ضرورة توقف الحرب، حتى يستطيع الأطفال عيش طفولتهم، دون إضافة تفاصيل أخرى.

 ويتزامن التصريح الأممي مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد في اليمن، والمقرر في 15 آب (أغسطس) الجاري.

 

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية "رصانة" يصدر كتاباً يوضح علاقة إيران وتوجيهاتها للميليشيات الموالية لها بخصوص عسكرة الأطفال في الشرق الأوسط

 

 ووثقت الأمم المتحدة عبر يونيسف تجنيد أكثر من 3 ملايين طفل، بعضهم لا يتجاوز عمره 10 أعوام، واستخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة على مدى الأعوام الـ5 الماضية، وحسب تقارير الأمم المتحدة، فإنّ "طفلاً يموت كل 10 دقائق في اليمن لأسباب يمكن تجنبها والوقاية منها".

 وفي السياق، كشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" المعنية بحماية الطفولة في العالم النقاب عن أنّ 90% من الأطفال اليمنيين المقيمين في مخيمات النازحين يفتقرون للاحتياجات الأساسية اللازمة لهم، مثل الطعام والتعليم والمياه النقية.

 وأشارت المنظمة في تقرير نشرته منتصف تموز (يوليو) الماضي على موقعها الإلكتروني إلى أنّ استمرار القتال في اليمن أدى إلى أن يصبح حوالي 1.7 مليون طفل يمني في عداد النازحين، قائلة: إنّ ما لا يقل عن نصف مليون من هؤلاء الأطفال لم يعد بوسعهم تلقي أي تعليم نظامي.

وفي إشارة واضحة إلى الآثار الكارثية الناجمة عن تصعيد "الحوثي" لممارساته العدوانية في مناطق مختلفة من اليمن على مدار العامين الماضيين، أكد تقرير المنظمة أنّ نحو 115 ألف طفل يمني أجبروا على الفرار من منازلهم خلال عام 2020 خاصة في مناطق مأرب والحديدة وحجة وتعز، وبلغ عدد النازحين منذ بداية العام الجاري من الأطفال والبالغين قرابة 25 ألف يمني.

 ومن جانبه، قال المدير القُطري لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في اليمن خافيير جوبرت: إنّ الصغار "هم أول من يعاني عواقب النزوح عن الديار بفعل القتال، وهم الأكثر تأثراً بذلك، خاصة في ظل تزامن الهجمات الحوثية الحالية مع تفشي وباء كورونا، وتدهور الأوضاع المعيشية، بما لا يجعل بوسع الكثير من الآباء والأمهات توفير المتطلبات الأساسية لأطفالهم".

 

منظمة سياج اليمنية لحماية الطفولة: جماعة الحوثيين جندت خلال العام الجاري نصف مليون طفل، عبر 6 آلاف مخيم صيفي

 

 وفي دعوة بدت موجهة بالأساس للميليشيات الانقلابية، دعت المنظمة مختلف أطراف النزاع في اليمن إلى الوقف الفوري لجميع الهجمات التي تُشن ضد المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، واحترام القانون الدولي الإنساني، وطالبت الجهات الدولية المانحة في الوقت نفسه بزيادة دعمها المالي والدبلوماسي للأطفال اليمنيين وأسرهم.

 وجاء صدور تقرير "أنقذوا الأطفال" بعد أيام من تأكيد نشطاء يمنيين وغربيين أنّ ميليشيات الحوثي جندت خلال العام الجاري وحده مئات الآلاف من الأطفال، من خلال 6 آلاف مخيم صيفي أقامتها كستار لعمليات التجنيد القسري للصغار، التي تنخرط فيها منذ أعوام، باستخدام المخدرات وعمليات غسيل الأدمغة، وفق موقع  2 سبتمبر.

 وحسب الصليب الأحمر الدولي، فإنّ جماعة الحوثي تعتمد بشكل كبير على الأطفال في معاركها، حيث يمثل الأطفال ثلث المقاتلين.

 وفي السياق، أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية "رصانة" في مقره بالرياض، يوم 28 تموز (يوليو) كتاب "الضحايا الصامتون... إيران وعسكرة الأطفال في الشرق الأوسط".

اقرأ أيضاً: قيادي حوثي يعترف بدعم إيران للميليشيات... والإرياني يرد

 وتألف الكتاب من 150 صفحة، و6 فصول متكاملة، محاولاً التبصير ببروز ظاهرة تجنيد الأطفال في الفكر الإيراني، وأساليب تجنيدهم والمؤسسات القائمة على تبني فكر التجنيد بوصفه إحدى وسائل النظام الإيراني منذ بدء الثورة الإيرانية لترسيخ المفاهيم العَقَدِيَة التي تخدم منهجه وتدعم استمرارية مشروعه.

وقد ركز على ما ترتكبه الميليشيات الإيرانية في البلدان العربية بالزج بالأطفال في صراعات عسكرية نتيجتها تعريضهم للقتل أو الإصابات، والعمل ضد مصالح أوطانهم وتدمير مستقبلهم.

اقرأ أيضاً: ميليشيات الحوثي الإرهابية تفاقم أزمة اليمن الصحية... ما الجديد؟

 وتطرّق الكتاب في فصله الأول بعنوان "تجنيد الأطفال في الفكر الإيراني" لظاهرة تجنيد الأطفال بوصفه منهجاً غير إنساني، متناولاً نشأة ودوافع عسكرة الشباب، وأساليب التجنيد ودوافعه، ثم الآثار النفسية والاجتماعية التي يتحملها الطفل المجند.

وناقش الفصل الخامس بعنوان "الميليشيات الحوثية وتجنيد الأطفال في اليمن" نشأة "الحركة الحوثية" وتأثرها بالنهج الإيراني، وأساليب تجنيد الميليشيات الحوثية للأطفال، واستعرض شواهد مؤكدة لحالات تجنيد الحوثيين للأطفال، واضعاً آليات مقترحة لمعالجة ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن.

 وجاءت تلك التقارير الحقوقية بالتزامن مع أبرز المواسم المرتبطة باتهامات تجنيد الأطفال، ممثلة في "المراكز الصيفية"، وهي الفعاليات التي أعلنت قيادات في جماعة الحوثي الإرهابية أنها تسعى لاستقطاب 400 ألف طفل.

 وفي أحدث بيان صادم، قالت منظمة سياج اليمنية لحماية الطفولة في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الألمانية: إنّ جماعة الحوثيين جندت خلال العام الجاري نصف مليون طفل على الأقل، عبر 6 آلاف مخيم صيفي، أقامتها الجماعة في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتوقعت "إشراك أعداد كبيرة من أطفال المراكز الصيفية في جبهات القتال المستعرة حالياً".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية