"ألوية اليمن السعيد": تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّراً

"ألوية اليمن السعيد": تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّراً


10/02/2022

تغيرات كبيرة تشهدها إستراتيجية التحالف العربي في اليمن، بدأت منذ الانسحاب التكتيكي للقوات المشتركة في الساحل الغربي من جبهة الحديدة، ثم الزجّ بألوية العمالقة الجنوبية لتحرير مديريات شبوة الثلاث، وجنوب محافظة مأرب.

وتبع ذلك اشتداد العدوان الحوثي بعد خسائره العسكرية والبشرية الكبيرة، وفقدانه مناطق واسعة، على الإمارات والسعودية، اللتين تقودان التحالف، وتقدمان الدعم والإسناد العسكري، خصوصاً الجوي، للقوات اليمنية في العديد من جبهات القتال.

 

اقرأ أيضاً: حملة "أنا أصنف الحوثي إرهابياً": يمنيون يثورون بوجه الصمت الدولي

وكانت آخر جبهة حققت فيها القوات اليمنية، مدعومة بقوات برية وجوية من التحالف العربي، انتصارات كبيرة، هي جبهة حرض في محافظة حجة، شمال غرب اليمن، التي تشترك في حدود من الجنوب والشرق مع السعودية، والتي كان إعادة تنشيطها بمثابة ضربة موجعة للحوثي، الذي بات يقاتل على أربع جبهات اليوم، في تغيير يشي بعزم التحالف العربي حسم الأزمة عسكرياً، على خلفية التعنت الحوثي الشديد، في وقت كاد فيه أن يعتقد أنّه في طريقه للانتصار العسكري.

جبهة حرض

ومنذ الرابع من الشهر الجاري، شباط (فبراير)، شنّت ألوية اليمن السعيد، وهي قوات يمنية، مدعومة بقوات المنطقة العسكرية الخامسة، والقوات البرية السعودية والسودانية، والقوات الجوية السعودية، هجوماً كبيراً، ومن جبهتين على مديرية حرض في محافظة حجة اليمنية، ضدّ ميليشيا الحوثي والقوات المساندة لها.

النقيب راشد معروف: جبهة حرض ليست جبهة جديدة

وتهدف العملية العسكرية إلى تحرير مديرية حرض بالكامل، وانطلقت من اتجاهين؛ الاتجاه الأول من جهة الغرب، بتقدم قوة بقيادة اللواء الركن يحيى صلاح، مروراً بقرية الخمج والخط الإسفلتي والخطوط الرملية الأخرى المؤدية للمدينة وصولاً إلى جبال الحصنين.

مرت الشرعية اليمنية ببعض الخلافات الداخلية، وكان اتفاق الرياض 2019 خطوة نحو حلّ هذه الخلافات، بتوحيد سائر الألوية وفصائل المقاومة تحت قيادة وزارة الدفاع

والاتجاه الثاني من جهة الشرق، بتقدم قوة أخرى بقيادة قائد محور حرض، قائد اللواء الأول خاصة، العميد حسين الأدبعي، من منطقة الفج، مروراً بمعسكر المحصام وصولاً إلى جبال الحصنين، وهي منطقة التقاء القوتين، وإطباق الحصار بشكل كامل على مدينة حرض.

وفي تصريح لـ "حفريات"، قال ضابط الإعلام الحربي بالمنطقة العسكرية الخامسة، النقيب راشد معروف: "جبهة حرض ليست جبهة جديدة، وهي موجودة منذ بداية انطلاق عاصفة الحزم، ولكن كانت هناك ضغوطات دولية لوقف جميع جبهات القتال، لإعطاء فرصة للأمم المتحدة الراعية لمفاوضات السلام في اليمن، وبعد فشل كلّ المفاوضات انطلقت جميع الجبهات بما فيها جبهة حرض".

أهمية مدينة حرض

وحول أهمية حرض، يقول الصحفي اليمني، أحمد الشميري: "حرض تتبع محافظة حجة، وهي من المدن الإستراتيجية الواقعة على البحر الأحمر، وتعدّ منفذاً مهماً يربط اليمن بالسعودية، وتحريره يعني رفع المعاناة عن أكثر من مليوني مغترب مسافر بين السعودية واليمن".

 

اقرأ أيضاً: لماذا على إدارة بايدن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟.. وجهة نظر أمريكية

وتابع لـ "حفريات": "منفذ حرض سيختصر سفر أربعة أيام عبر منفذ الوديعة في حضرموت،  بـ 18 ساعة وأقلّ من ذلك، وينهي عمليات السرقة والقتل والحوادث التي يتعرض لها الذين ذهبوا في رحلة البحث عن لقمة العيش في بلدهم الثاني المملكة. فضلاً عن أهميتها العسكرية؛ فهي الأقرب إلى مينائي الصليف والحديدة، وكذلك بعض المديريات والمرافئ في شمال الحديدة، خصوصاً مديريات اللحية والمنيرة وجزيرة كمران التي تتخذها المليشيا حالياً كورش للزوارق المفخخة ويتواجد فيها عشرات الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله".

أمين العميسي: عملت ميليشيا الحوثي على تهجير أهالي حرض

وهناك أهمية أخرى لمدينة حرض تتعلق بتأمين الحدود السعودية، ومواجهة العدوان الحوثي على أراضي المملكة، وحول ذلك يقول الناشط والإعلامي اليمني، أمين العميسي: "حرض ثاني أكبر مديرية في محافظة حجة، بعد عبس، من حيث المساحة والسكان، ويقع فيها أكبر ميناء بري في اليمن. وتعدّ مدينة حرض من أهم المدن اليمنية من حيث الحركة التجارية حيث يوجد بها أفخم الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية الضخمة".

النقيب راشد معروف، لـ "حفريات": ألوية اليمن السعيد، اسم موحّد لكلّ ألوية المقاومة المشتركة والجيش التي كانت لها مسميات كثيرة، مثل العمالقة والمقاومة الوطنية والجيش الوطني

وتابع لـ "حفريات": "عملت ميليشيا الحوثي في بداية الحرب على تهجير كلّ أهالي المدينة، واتّخذتها ثكنة عسكرية للصواريخ لمهاجمة جنوب السعودية، وتسبّبت في تدميرها بشكل كامل، وزرعها بشبكات الألغام والعبوات والخنادق، حتى أصبحت غير صالحة للحياة".

وذكرت مصادر إعلامية حربية؛ أنّ القوات اليمنية دخلت إلى مدينة حرض، وتقوم بعملية مطاردة في عدد من الأحياء لبقايا ميليشيا الحوثي التي تتحصن في المباني السكنية.

وحاول الحوثيون الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من صعدة ومديريات حجة لصدّ الهجوم المزدوج للتحالف والجيش اليمني، لكنّهم تكبدوا خسائر فادحة في الهجمات الجوية والقصف المدفعي المكثف.

 

اقرأ أيضاً: كيف يتحوّل الاعتداء على الإمارات إلى وبالٍ على الميليشيا الحوثية؟

وذكر إعلام المنطقة العسكرية الخامسة؛ أنّ عدداً من قيادات الحوثيين سقطوا أسرى في يد القوات المهاجمة، وكذلك سقط العديد من المجندين أسرى.

ما هي ألوية اليمن السعيد؟

وتندرج العمليات العسكرية في حرض ضمن العملية العسكرية الشاملة التي أطلقها تحالف دعم الشرعية، في 12 من الشهر الماضي، بعد تحرير كامل محافظة شبوة، وحملت اسم "حرية اليمن السعيد".

أحمد الشميري: مرّت الشرعية اليمنية ببعض الخلافات الداخلية

وأشار المتحدث باسم التحالف، العميد الركن تركي المالكي، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة عتق، في محافظة شبوة، بعد يوم من انطلاق العملية، إلى أنّها سبقتها تهيئة البيئة الاستخبارية والعملياتية في جميع الجبهات والمحاور منذ ثلاثة أيام، وشملت هيكلة واسعة لجميع التشكيلات العسكرية والقتالية، بدعم من قيادة قوات التحالف، وقال: "الهدف واضح، نقوم بعمليات عسكرية تتجاوز المفهوم الحربي التقليدي، في سبيل تطهير اليمن، وجعله آمناً مستقراً، والتأسيس لمرحلة قادمة يتمتع فيها اليمن بالنماء والازدهار".

وفي إطار الهيكلة التي شهدتها القوات اليمنية، برز مسمى ألوية اليمن السعيد، ولم يكن معروفاً من قبل، ويتكون من فرق عسكرية مُعاد تأهيلها، لتكون رأس الحربة في الإستراتيجية العسكرية الجديدة، والتي تقوم على مباغتة الحوثيين في أكثر من جبهة، وتحويلهم من الهجوم على مأرب إلى الدفاع عن مساحات شاسعة، بهدف استنزافهم، ثم هزيمتهم عسكرياً.

 

اقرأ أيضاً: الحوثي مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني يعيث تهديداً براً وبحراً وجواً

ويقول النقيب راشد معروف: "ألوية اليمن سعيد، هذا الاسم تمّ إطلاقه كاسم موحّد لكلّ ألوية المقاومة المشتركة والجيش التي كانت لها مسميات كثيرة، مثل العمالقة والمقاومة الوطنية والجيش الوطني، لذلك تمّ إطلاق اسم ألوية اليمن السعيد لتوحيد الجميع تحت هذا المسمى الجديد، وجميعها تتبع الجيش اليمني تحت مظلة وزارة الدفاع اليمنية".

ومن جانبه، قال الصحفي الشميري: "مرت الشرعية اليمنية ببعض الخلافات الداخلية، وكان اتفاق الرياض لعام 2019 خطوة نحو حلّ هذه الخلافات، وذلك بتوحيد سائر الألوية وفصائل المقاومة تحت قيادة وزارة الدفاع، وهو ما يحصل الآن؛ فألوية اليمن السعيد هي هيكل يتبع وزارة الدفاع، ويضم سائر القوات العسكرية اليمنية، بمختلف تشكيلاتها".

وأفاد بأنّ "هذه الألوية كانت موجودة، وهي جزء من الجيش الوطني والقوات المشتركة، وهي ألوية عالية التدريب والتأهيل وغالبيتهم قوات خاصة لتنفيذ مهمات صعبة والتعامل مع العناصر الإرهابية وحرب العصابات الحوثية".

وحول دلالة اسم اليمن السعيد في العملية العسكرية والألوية، قال: "له دلالات كبيرة على عزم تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية على تحرير اليمن، وإعادة الحرية لكل أبناء اليمن، بل والشروع في تأهيل بلادنا اقتصادياً وتنموياً، بما يؤدي إلى دمجها ضمن المنظومة الخليجية، والتي أعلن عنها نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بشكل صريح وواضح".

وبموازاة جبهة حجة، تجددت الاشتباكات في جبهتي صعدة وتعز، إلى جانب استمرار جبهة مأرب، والتي لم تعد أولوية للحوثيين، بعد أن فقدوا مديرية حريب في جنوبها أمام هجوم ألوية العمالقة.

وفي خطوة تكشف الوضع الصعب الذي تعيشه الميليشيا الحوثية، بادرت ألوية الوعد الحق العراقية بشن عدوان على الإمارات بثلاث مسيّرات، وتمكّن الدفاع الجوي الإماراتي من إسقاطهم في منطقة غير مأهولة، ويأتي دخول الميليشيا العراقية ليؤكد على تبعية الحوثيين لإيران، وعملهم مع الميليشيات الإيرانية والموالية لها في العراق وسوريا ولبنان، تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية