أين ذهبت 128 مليار دولار من الخزانة التركية خلال تولي صهر أردوغان؟

أين ذهبت 128 مليار دولار من الخزانة التركية خلال تولي صهر أردوغان؟


01/03/2021

طالب رئيس البنك المركزي التركي السابق، دورمان يلماز، ونائب رئيس البنك السابق، إبراهيم تورهان، بفتح تحقيق عاجل للوقوف على مصير 128 مليار دولار تمّ إنفاقها من الخزانة.

وشدّد يلماز وتورهان، وفق ما ذكرت صحيفة "سوزجو"، على ضرورة إطلاق تحقيق نزيه لكشف الأشخاص الذين تمّ بيع هذه المبالغ لهم وسبب بيعها لهم وسعر العملة الذي تمّ البيع به.

دورمان يلماز وإبراهيم تورهان يطالبان بفتح تحقيق عاجل للوقوف على مصير 128 مليار دولار تم إنفاقها من الخزانة

وتساءل يلماز إن كانت شركات القطاع الحقيقي التي حصلت على النقد الأجنبي أم أنها أنفقت لمنع الإفلاس، قائلاً: "من المسؤول عن هذه الآلية وكيف نفذها؟ ومن هم المسؤولون الذين حصلت على موافقتهم؟ لا بدّ من الإجابة عن كل تلك التساؤلات".

وقال يلماز: "اللص عندما يسرق فإنه بهذا يغير الملكية أيضاً، كيف تغيرت ملكية هذه النقود؟ ولصالح من؟ المهم هو الكشف عن كل هذه الملابسات".

وفي السياق نفسه، أكد تورهان على ضرورة الكشف عن الطرق التي تمّ اتباعها خلال بيع هذه العملة الأجنبية، والجهات التي حصلت عليها، وسعر الصرف الذي تمّت به عمليات البيع هذه، وسبب بيع هذه الأموال.

وأضاف: "بالإمكان تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لتتولى معرفة مصير هذا المبلغ، وإن استدعى الأمر يتمّ تحويله إلى تحقيق عام، وتقديم المعلومات الحقيقية للرأي العام".

وما يزال الجدل متواصلاً في تركيا حول فقدان خزينة البنك المركزي التركي 128 مليار دولار، خلال فترة تولي وزير المالية السابق بيرات ألبيراق، صهر رجب أردوغان، القضية التي فجّرتها المعارضة.

اقرأ أيضاً: تركيا تواجه عزلة جيوسياسية وانقساماً داخلياً وتحدياتٍ اقتصادية

وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو أوّل من طالب بالكشف عن مصير النقد الأجنبي المفقود، وقال مؤخراً مخاطباً الرئيس رجب أردوغان: "تلك الأموال هي أموال فقراء هذا البلد، لمن قدّمت الـ128 مليار دولار؟ توجهنا باستجواب في البرلمان حول مصير هذه الأموال ولكن تمّ رفضه من قبل حزب العدالة والتنمية، والحزب الذي يصف نفسه بأنه قومي "حزب الحركة القومية".

 وكان نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك قد أكد أنه لا يوجد سند واحد في وثائق البنك المركزي التركي على موقعه الرسمي على الإنترنت يكشف كيف خرجت الـ128 مليار دولار من خزينة البنك، وهو السؤال الذي طرحه لأول مرّة زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو.

رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو أوّل من طالب بالكشف عن مصير النقد الأجنبي المفقود

أوزتراك أوضح أنه لا يهمّ كيف تم إهدار الـ128 مليار دولار، ولكن السؤال الآن هو كيف خرجت هذه الأموال من خزينة البنك المركزي التركي؟

وتابع أوزتراك: "نحتاج لمعرفة ما تمّ بيعه، كيف تمّ بيع 128 مليار دولار؟ ولماذا؟ ولمن تمّ البيع؟ أنظر إلى موقع البنك المركزي، فأجد أنّ التدخلات التي يتمّ إجراؤها في العملة الأجنبية هناك مكتوبة واحدة تلو الأخرى، لكن لا يوجد سجل واحد بخصوص 128 مليار دولار، لا توجد شفافية".

يُشار إلى أنّ البنك المركزي التركي أنفق مبالغ هائلة خلال عامين، أثناء تولي بيرات ألبيراق منصب وزير المالية، في سبيل دعم العملة المحلية، بعد أن فقدت الليرة التركية كثيراً من قيمتها أمام العملات الأجنبية، وارتفع التضخم بشكل كبير.

ويشير خبراء ومصادر مصرفية إلى أنه خلال العامين الماضيين حدث انخفاض "غير مبرر" بنحو 140 مليار دولار في صافي احتياطيات البنك المركزي التركي، وقد تمّ استخدام هذه الأموال ضمنياً للحدّ من ارتفاع أسعار الصرف.

واحتلت تركيا المرتبة الأولى في العالم عام 2020، من حيث انخفاض احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.

وفي سياق متعلق بفساد حزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه أردوغان، كشفت تقارير أنّ شركة الرئيس الجديد لشعبة حزب العدالة والتنمية الحاكم بمدينة إسطنبول، تدير شركة فازت بمناقصات بقيمة 41.9 مليون ليرة خلال الفترة بين عامي 2012 و2020.

الرئيس الجديد لشعبة حزب العدالة والتنمية الحاكم بإسطنبول يدير شركة فازت بمناقصات بـ41.9 مليون خلال 2012 و2020

وذكرت صحيفة "سوزجو" أنّ شركة (عين) للخدمات الإعلامية التي تتولى شركة رئيس شعبة الحزب الحاكم الجديد في إسطنبول عثمان نوري كاباك تبه، إدارتها مالياً وقانونياً منذ آب (أغسطس) الماضي، جاءت في صدارة الشركات التي حصلت على أعلى عدد من المناقصات من بلدية أسنلار خلال الفترة بين عامي 2012 و2020، بحسب سجلات هيئة المناقصات العامة.

وخلال تلك الفترة، حصلت الشركة على 21 مناقصة من البلدية بقيمة 41 مليون و961 ألف و180 ليرة من أجل الأعمال الثقافية والفنية.

اقرأ أيضاً: بمصارعين ورؤساء حدائق حيوانات ورجال مؤهلاتهم الولاء للسلطان | هكذا يقود السلطان تركيا إلى الهاوية؟

وخلال عام 2020 أحالت الشركة، التي نمت بفضل المناقصات التي حصلت عليها من بلدية أسنلار، المسؤوليات القانونية والمالية إلى شركة بيلجا المتحدة للتجارة الدولية، وتبيّن أنّ الرئيس الجديد لشعبة حزب العدالة والتنمية بمدينة إسطنبول، عثمان نوري كاباك تبه، هو أحد الشركاء في تلك الشركة، ويمتلك نصف أسهم الشركة.

هذا، ويحظى المقرّبون من حزب العدالة والتنمية الحاكم بفرص أكثر من غيرهم للفوز بمناقصات عامّة، وفق تقارير صحفية.

الصفحة الرئيسية