إيران: التهديد لإسرائيل والضرب للأكراد

إيران: التهديد لإسرائيل والضرب للأكراد


14/03/2022

نفذت إيران تهديداتها بالرد على هجمات إسرائيلية مؤلمة استهدفت قادة كبارا في الحرس الثوري الإيراني في قواعد سورية باستهدافها ما وصفته “مركزا استراتيجيا” إسرائيليا في أربيل، ولكنها عمدت إلى حصر عملياتها في العراق دون استهدافها إسرائيل كما توعدت مما يشير إلى تخوف إيراني من فتح جبهة مباشرة مع الإسرائيليين، سواء بإطلاق الصواريخ بعيدة المدى أو الطلب من حزب الله بشن الهجوم نيابة عنها.

وقال الحرس الثوري في بيان عن الهجوم نشر على موقعه الإلكتروني “سباه نيوز” إن “المركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني تم استهدافه بصواريخ قوية ونقطوية (دقيقة) تابعة لحرس الثورة الإسلامية”، في حين نفت الحكومة الكردية وجود إسرائيليين.

وأكد بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في كردستان أنه “في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخا باليستيا”، موضحاً أن “الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق”. وأضاف البيان “الصواريخ كانت موجّهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل” وأن الهجوم لم يسفر عن “خسائر بالأرواح”.

ومن الواضح أن استخدام صواريخ باليستية في ما تسميه مراكز إسرائيلية في أربيل مقصود لأن من المعروف أن الصواريخ الباليستية أقل دقة في إصابة الهدف من صواريخ كروز أو الطائرات المسيّرة.

وكان الحرس الثوري قد توعّد قبل نحو أسبوع بالردّ على قصف إسرائيلي قرب دمشق أدى إلى مقتل اثنين من ضباطه.

وعلى الرغم من استهداف إسرائيلي منهجي للوجود الإيراني في سوريا، ومن تكرار مستمر من طهران بأنها سترد بشكل مباشر على إسرائيل، إلا أن الطرفين يتجنبان المواجهة المباشرة عبر تحويل سوريا والعراق إلى ساحة لمناوشات لا تجرّهما إلى صدام مباشر.

وشهدت البلاد مطلع العام تصاعداً في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيّرات المفخخة تزامناً مع الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس اللذين قتلا بضربة أميركية في مطار بغداد.

وفاجأ رد فعل السلطات العراقية الذي اكتفى بطلب توضيحات بشأن الهجوم الذي أدى إلى جرح شخصين الرأي العام المحلي والعربي. وطالب العراق إيران، الأحد، بـ”توضيح صريح” حول الهجوم الصاروخي الذي استهدف محافظة أربيل، في إقليم كردستان شمالي البلاد.

جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، عقب اجتماعه بشكل استثنائي، برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، في العاصمة بغداد، لبحث الهجوم.

وذكر بيان المجلس الوزاري أن “الاعتداء بالصواريخ الذي انطلق من الأراضي الإيرانية واستهدف مدينة أربيل العراقية يعد اعتداء على مبدأ حسن الجوار بين العراق وإيران، والعلاقة التاريخية التي تربط شعبي البلدين الجارين، فضلاً عن كونه انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية”. وأردف “العراق سبق أن أعلن رفضه انتهاك سيادته واستخدام أراضيه لتصفية الحسابات بين الدول والجهات”.

وأعلن أن “العراق طلب عبر المنافذ الدبلوماسية توضيحات صريحة وواضحة من الجانب الإيراني، وهو ينتظر موقفاً من القيادة السياسية الإيرانية في رفض الاعتداء”.

وتعقيبا على الهجوم، قالت حكومة إقليم كردستان في بيان إن “أربيل تعرضت إلى هجوم جبان بذريعة ضرب قاعدة إسرائيلية قرب القنصلية الأميركية في أربيل”.

وندد رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني بهجوم الأحد في بيان قائلاً إن “استهداف أربيل بهذه الصورة وتكراره، سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق”. كما ندد الرئيس العراقي برهم صالح كذلك بالهجوم، داعياً إلى “الوقوف بحزم ضد محاولات زج البلد في الفوضى”.

فيما اتفق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مع رئيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” مسعود بارزاني، على تشكيل لجنة “للتحقق من مزاعم وجود مقرات إسرائيلية في أربيل”، وفق بيان لمكتب الصدر.

عن "العرب" اللندنية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية