اعترافات منشق..السويدي يكشف جرائم الإخوان في الإمارات

الإخوان المسلمون

اعترافات منشق..السويدي يكشف جرائم الإخوان في الإمارات


22/10/2017

"إنني نادم، خصوصاً خلال هذه الظروف التي تفاقمت الأزمة فيها بين الدول الخليجية وما يتبادر إلى أذهان الناس من شكوك حولها". بهذه العبارة، بدأ الإماراتي عبدالرحمن خليفة السويدي، أحد قادة التنظيم السرّي للإخوان المسلمين، حديثه خلال مقابلة أجرتها معه بعد اعتقاله قناة أبو ظبي الإماراتية بتاريخ 14 تموز (يويلو) 2017.

السويدي، المولود في دبي عام 1964، كشف في المقابلة حقائق عديدة حول تجربته في التعاون مع قطر لـ"تهديد السِّلم" في دولة الإمارات العربية، منذ انتمائه إلى التنظيم بداية شبابه، مروراً بانضباطه في خدمة الجماعة وإخلاصه لها، حتى صار مسؤولاً عن الطلاب فيها ضمن منطقة دبي التنظيمية، وليس انتهاء بزواجه زواجاً تنظيمياً يخدم مصالح ومطامع الجماعة، إلى أن اتّخذ السويدي نهج العمل الخيري "غطاء لعلاقته مع التنظيم"، وفق قوله في المقابلة.

السويدي: جمعت قطر العناصر المتطرفة الهاربة من بلادها وقدّمت لها الدعم والتمويل

هذا الغطاء، انكشف بعد هروب السويدي من الإمارات إلى عُمان، ومن ثمّ اليمن بأمرٍ من مسؤول التنظيم السري في الإمارات آنذاك ورئيس جمعية الإصلاح المحظورة سلطان بن كايد،؛ إذ تمّت دعوته  إلى تركيا من قبل أعضاء التنظيم الهاربين للمشاركة في ندوات حول كيفية استخدام المنابر الإعلامية لتشويه صورة دولة الإمارات، وبعد رجوعه إلى اليمن لاحقاً، انتقل  إلى إندونيسيا تحت غطاء العمل الخيري؛ حيث قُبض عليه هناك بتهمة "استصدار هوية يمنيّة مزورة بأمر من التنظيم الدولي للإخوان".
وبعد تسليم السويدي للسلطات الإماراتية، أشيع على مواقع التواصل أنّه اختُطف وتعرض للتعذيب الشديد إبان القبض عليه في 2015، لكنّ السويدي قال في المقابلة إنّه عومل كأيّ مواطن إماراتي يحمل كافة حقوقه، وإنّ هذه المعاملة التي وصفها بـ"الرائعة" من قبل السلطات الإماراتية، أشعرته بـ"الندم"، وفق قوله، مما دفعه للكشف عن "دور قطر في التحريض ضد الإمارات وتعليمها الشباب كيفية استخدام مواقع التواصل للعمل ضد الحكومة الإماراتية في إطار ما يسمّى "الربيع العربي"".

 

 

وبسؤاله عن الدور القطري في محاولة "زعزعة أمن" دولة الإمارات العربية عام 2010، وتوظيف أحداث هذا "الربيع" لصالح سياساتها، أشار السويدي إلى أنّ "دورة تدريبية جرت وقائعها في إمارة دبي عام 2010 بإشراف محمد مختار الشنقيطي أحد العاملين في قناة الجزيرة؛ إذ هدفت تلك الدورة إلى تعليم أعضاء التنظيم السري كيفية تأليب الرأي العام وصنع الاضطرابات". وأضاف أنّ "عدداً من إعلاميي التنظيم السرّي حضروا الدورة التي امتدّت خمسة أيام".

وأسوة بالدول العربية المحاورة، قال السويدي إنّ "المدربين الموفدين من قبل الجزيرة، كانوا متأمّلين أنّ مسألة بدء الاضطرابات في الإمارات العربية مسألة وقت، مثل الدول العربية الأخرى". وذكر السويدي اسم الإعلامي الإخواني في قناة الجزيرة أحمد منصور، المعروف بتقديمه لبرنامج "بلا حدود" مبيناً أنّه كان "محرراً في مجلة جمعية الإصلاح المحظورة، وصاحب علاقة قديمة مع التنظيم المحظور بصفته كاتباً لمقالات جهادية بأسماء مستعارة".

السويدي: جنّدت قطر شباباً إماراتيين ودرّبتهم واستخدمتهم للتحريض ضد الإمارات

وبصفته مسؤولاً عن الجانب الخيري الدعوي في تنظيم الإخوان السرّي، أكّد السويدي خلال المقابلة أنّ "قناة الجزيرة تلعب هذا الدور في عدة دولٍ عربية"، وأنّه شهد في اجتماع تركيا، "قيام القناة بدور غير نزيه، من خلال جمع الهاربين من الإمارات العربية وتوفير الدعم اللوجستي لهم ومنحهم شبكة علاقات واتصالات لا يمكن أن يوفروها وحدهم".
وبالإشارة إلى محمود الجيدة، وهو قطري من تنظيم الإخوان السرّي قبض عليه في الإمارات عام 2013 وأطلق سراحه بعفو رئاسي عام 2015، تطرق السويدي إلى دور الجيدة في التنسيق بين أعضاء الإخوان بمنطقة الخليج، وإشرافه على سير خططهم إلى أن قبض عليه بعد عودته من تايلاند عام 2013 بعد حضوره اجتماعاً سرياً مع أعضاء التنظيم الهاربين هناك؛ إذ ثبت بالتحقيق معه "سعيه لجمع وإيصال أموال قطرية إليهم، ومحاولته اختيار مسؤولين جدد للتنظيم في الإمارات، بدلاً ممن تمّ اعتقالهم".
تحركات من قبل قطريين مثل محمود الجيدة لاحتضان الهاربين من الإمارات وتقديم تسهيلات وأموال لهم و"جوازات سفر" تمكنهم من الإقامة في قطر أو التنقل في بلدان أخرى، رأى فيها السويدي من خلال تجربته مع التنظيم السري، "تعاوناً ودعماً واضحاً من قبل قطر مع التنظيم، وأنّها كانت تعلم بوضوح ما يقومون به من خطط وتجهيزات.

السويدي: وظّفت قطر الجزيرة والعاملين فيها لتنفيذ أجندتها ونشر الفتنة وزعزعة الاستقرار في عدد من البلدان العربية

وعن رحلته إلى فلسطين، لتدقيق سير العمل في إحدى المدارس التابعة لحركة حماس في مدينة نابلس الفلسطينية، قال السويدي إنّ "مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي القطري"، هو من استصدر له ولمجموعته أوراقاً تسمح لهم بالدخول إلى فلسطين المحتلة، وقد عبروا إليها بالفعل، دون أن يجهروا بالأهداف الحقيقية وراء هذه الزيارة.
وقال السويدي في المقابلة إنّ "التمويل وإيصال رسائل تنظيمية، غالباً ما يكون هدفاً لزيارات كهذه"، وأثناء حديثه، أشارت قناة أبو ظبي إلى ما ذهبت إليه معاهد دراسات أمريكية متخصصة عام 2014 من أنّ "قطر تعطي صلاحيات تمويل الإرهاب تحت غطاء العمل الخيري، وهو ما أكّده نائب وزير الخزانة الأمريكية في حينه ديفيد كوهين".
وفي ذات السياق، أوضح السويدي أنّ أموال المتبرعين التي كان من المفترض أن تذهب إلى المحتاجين، "استخدمت عبر جمعيات قطرية مثل "راف ومؤسسة قطر الخيرية" وغيرها، في "تعزيز الفكر المتطرّف ونشر فتاوى يوسف القرضاوي الذي يعد المرجع الفقهي الأول للتنظيم الإخواني العالمي"، كما أنّ الأرصدة الضخمة التي يتبرع بها مانحون كأموال زكاة ودعماً للمحتاجين، "تذهب لصالح أرصدة قيادات التنظيم السري للإخوان"، وفق السويدي.


أما عن علاقة الإخوان مع إيران، فكشف السويدي، أنّها "تتم برعاية قطرية من خلال تمويل مكتب التنسيق الخليجي لجماعة الإخوان ومقره إيران"، مشيراً إلى أنّه التقى سابقاً مسؤول التنظيم الإيراني ويدعى أبويحيى عبدالرحمن البيراني ومقيم في طهران، وهو الذي "ينظم أمور المكتب، وينظم أمور الإخوان تحت إشراف الحكومة القطرية". إضافة إلى "دعمه  لفرع جمعية الإصلاح الإخوانية في اليمن".
وأنهى السويدي حديثه، بأّنّه "مدين لبلاده الإمارات، التي منحته فرصة العيش بسلام من جديد"، وهي فرصة منحه إياها كما قال، "كل مسؤول إماراتي من أصغر رجل أمن، إلى رئيس البلاد".

 

 

الصفحة الرئيسية