الأردنيون يحتفلون بالمئوية: مرحلة التأسيس والبناء والتعزيز.. وتستمر المسيرة

الأردنيون يحتفلون بالمئوية: مرحلة التأسيس والبناء والتعزيز.. وتستمر المسيرة


11/04/2021

يحتفل الأردنيون اليوم بمرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، والتي تحققت خلالها إنجازات تنموية على جميع المستويات، رغم جميع التحديات التي مرّت بها المملكة الأردنية الهاشمية خلال قرن.

ويأتي الاحتفال بمئوية الدولة بهدف التركيز على إنجازات رافقت عمليات بناء وتأسيس مؤسسات حكومية تخدم المواطنين وتطور عملها خلال 100 عام ماضية، فقد شهدت القطاعات في الأردن تحت القيادة الهاشمية وعلى مدى 100 عام تطوراً ملحوظاً منذ تأسيس إمارة شرق الأردن في عام 1921 وحتى وقتنا الحاضر، وفق ما أوردت قناة "المملكة".

شعار مئوية الدولة الأردنية

وفي حديثه عن المئوية، قال الملك عبد الله الثاني: "الحديث عن مئوية الدولة، هو الحديث عن 100 عام من البناء والإنجاز، وتعزيز النموذج الأردني في المحبة والإرادة والمنعة والوفاء، برغم التحديات المستمرة. تحمل ذكرى مئوية الدولة معها مشاعر الفخر والاعتزاز بوطن بُني بسواعد الأردنيين وعزيمتهم وتكاتفهم، إذ التفوا حول الثورة العربية الكبرى وساندوا الحسين وطلال وعبد الله المؤسس، وصولاً إلى الشريف الحسين، طيب الله ثراهم جميعاً، من أجل مبادئ الأمّة ورسالتها التي أوصانا بها جدنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن ثم من أجل بناء واستمرار الدولة ومؤسساتها وعزة الوطن وأبنائه وبناته، وخدمتهم".

 

يأتي الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية بهدف التركيز على إنجازات رافقت عمليات بناء وتأسيس مؤسسات حكومية تخدم المواطنين وتطور عملها خلال 100 عام ماضية

 

وأضاف الملك عبدالله لـوكالة الأنباء الأردنية الرسمية  (بترا): "ما أتمنى أن أراه في المئوية الثانية للدولة الأردنية، هو أن نحتفي بدولة تكبر بأبنائها وبناتها وتكبر أكثر بمنجزاتها، دولة ذات اقتصاد إنتاجي يعتمد على ذاته، وقوى بشرية مدربة ومؤهلة، وقطاع عام رشيق وحيوي يخدم مواطنيه، وقطاع خاص قوي وفاعل وشريك حقيقي لمؤسسات الدولة".

اقرأ أيضاً: الإمارات تشارك الأردن احتفالاته بـ"مئوية التأسيس"... ماذا قال آل مكتوم وآل نهيان؟

وأضاف الملك: "أحب أن أرى الأردن مستمراً في حمل رسالته الوطنية والعربية، جيشه ثابت على مبادئه الراسخة في الدفاع عن أرضه وعن قضايا أمته، يتمتع فيه الجميع بأرقى خدمات الصحة والتعليم والنقل، ويكون مضرباً للمثل في تميزه، وكلي ثقة وتفاؤل وأمل، أنّ مئويتنا الثانية ستكون مئوية التعزيز والتطوير والإنجاز".

الملك عبدالله الثاني: أحب أن أرى الأردن مستمراً في حمل رسالته الوطنية والعربية

من جهته، قال ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني: "من عبد الله المؤسس إلى عبد الله المعزّز، خطّ الأردن قصة وطن عظيم، ساهم في بنائه المخلصون من أبناء هذا الوطن".

وأضاف عبر حسابه على أنستغرام بمناسبة مئوية الدولة الأردنية الأولى: "في اليوم الأول من عبور المئوية الثانية، نعاهد أنفسنا أن نواصل خدمة شعبنا الطيب الوفي، وأن تستمر المسيرة".

 

الملك عبد الله الثاني: الحديث عن مئوية الدولة، هو الحديث عن 100 عام من البناء والإنجاز، وتعزيز النموذج الأردني في المحبة والإرادة والمنعة والوفاء، برغم التحديات المستمرة

 

هذا، وشهد عام 1921 إعلان الأمير عبد الله بن الحسين، رحمه الله، الذي وصل معان في عام 1920، تأسيس إمارة شرق الأردن، والتي أُعلن استقلالها في 25 أيار(مايو) 1946 تحت اسم "المملكة الأردنية الهاشمية"، وأصبح الملك المؤسس عبد الله (الأول) بن الحسين ملكاً دستورياً عليها، وقد اختير تاريخ 11 نيسان (أبريل)، لأنه اليوم الذي شكّل فيه الملك المؤسس عام 1921 أول حكومة لإمارة شرق الأردن، برئاسة رشيد طليع.

اقرأ أيضاً: مئوية الدولة الأردنية: قرن من التحولات والمنجزات والتحديات

وبدأت السلطة القضائية، مع أول حكومة برئاسة طليع، حيث جاء في الحكومة مظهر بك أرسلان مشاوراً للعدلية والصحة والمعارف وعضواً في مجلس المشاورين، وبدأت الدولة بتنظيم تشكيلات المحاكم النظامية بقانون تشكيل المحاكم لعام 1922، ثم استبدل بقانون تشكيل المحاكم لعام 1928، ثم استبدل بقانون تشكيل المحاكم لعام 1929، ثم استبدل بقانون رقم 30 لعام 1946، ثم استبدل بقانون رقم 26 لعام 1952، والذي أدخل عليه العديد من التعديلات، لكنه بقي سارياً إلى الآن.

الملك المؤسس عبد الله بن الحسين رحمه الله

الحياة التشريعية للأردن ظهرت في بداية عمر الدولة الأردنية من خلال مجالس تشريعية، وقد ارتبط تأسيس أول مجلس تشريعي في إمارة شرق الأردن بصدور القانون الأساسي عام 1928، الذي حدّد شكل السلطة التشريعية بأعضاء منتخبيـن على مرحلتين، بالإضافة إلى أعضاء المجلس التنفيذي آنذاك الـذي كان يُشكّله الأمير.

اقرأ أيضاً: الإمارات والأردن.. أخوة راسخة

وشهدت البلاد إجراء أول انتخابات للمجلس التشريعي مطلع عام 1929، بعد أن صدر أول قانون انتخابي سنتذاك، وقد ضمّ المجلس حينها 22 عضواً بينهم 6 أعضاء معينون، واستمرت المجالس التشريعية الـ5 على ذلك النظام الانتخابي حتى عام 1947م.

وتشكّل أول مجلس أعيان بتاريخ 24 تشرين الأول (أكتوبر) 1947 بموجب الدستور الأول الذي صدر في العام ذاته، ومع دخول مئوية الدولة الأردنية الثانية، فإنه يكون قد تعاقب على الحياة البرلمانية 28 مجلساً للأعيان.

 

ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني: من عبد الله المؤسس إلى عبد الله المعزّز، خطّ الأردن قصة وطن عظيم، ساهم في بنائه المخلصون من أبناء هذا الوطن

 

وعن مجلس النواب، أجريت أول انتخابات نيابية في عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين، في 20 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1947م، ومع دخول مئوية الدولة الثانية فإنّ الحياة النيابية في الأردن يكون قد تعاقب عليها 19 مجلساً.

أمّا القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، فتعود نشأتها إلى نخبة مقاتلين من جنود الثورة العربية الكبرى قدموا مع الأمير عبد الله بن الحسين، وفي عام 1923 أطلق الأمير عبد الله على نواة قوة إمارة شرقي الأردن الاسم نفسه ليظل هذا الجيش جيشاً لكل العرب كما كانت الثورة العربية ثورة لكل العرب.

الملك الحسين بن طلال رحمه الله

هذا، وأسس المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي تولى سلطاته الدستورية  في عام  1953 مرحلة البناء ليؤسس عدداً من الشركات والمؤسسات الوطنية التي كان لها الأثر الكبير في دوران عجلة التطور بالمملكة، ففي عام 1955  أصبح الأردن عضواً في الأمم المتحدة، وفي عام1956  قام بتعريب قيادة الجيش، والعام الذي تلاه إنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية، وفي عام1962  أسس المغفور له أول جامعة أردنية.

اقرأ أيضاً: الأردن في مئويته الأولى

وفي عام1963  قام الملك الحسين، طيب الله ثراه، بتأسيس شركة الخطوط الملكية الأردنية، وفي العام 1968 إنشاء التلفزيون الأردني، وفي العام 1971 إنشاء الاتحاد الوطني الأردني، وأسس المدينة الطبية في عام 1973، وفي العام1994  عقد اتفاقية السلام الأردنية-الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً: بالصور.. برج خليفة يتزين بعلم الأردن احتفالاً بمئوية التأسيس

أمّا في مرحلة التعزيز التي قادتها الملك عبد الله الثاني الذي تولى سلطاته الدستورية عام 1999، فقد كان أبرزها تأسيس منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عام 2000، وأسس المركز الوطني لحقوق الإنسان عام 2002، وفي عام 2009 صدرت الإرادة الملكية بتعيين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولياً للعهد، وفي عام2011  أجرى العاهل الأردني تعديلات دستورية، وفي 2012 إنشاء المحكمة الدستورية، وفي العام ذاته تمّ إنشاء الهيئة المستقلة للانتخاب، وفي عام2012  صدرت عن الملك عبد الله الثاني الورقة النقاشية الأولى لترسي الكثير من المبادئ الديمقراطية والاستثمارية التي أصبحت فيما بعد نهجاً يسير عليه الأردنيون.

 ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني

وفي عام2013  دشّن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مشروع الديسي الاستراتيجي لجر المياه، ووقّع في العام ذاته اتفاقية تعزيز الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسجل العاهل الأردني في 2019 النصر الكبير بعودة الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية.

وحرص العاهل الأردني عبد الله الثاني على تكريس الأردن دولة مؤسسات وقانون، قائمة على العدل والمساواة والانفتاح، وتوفير فرص العيش الكريم، ومحاربة الفقر والبطالة، والعمل على تحقيق تنمية اقتصادية وسياسية واجتماعية، تنعكس آثارها إيجابياً على المواطنين ومستوى معيشتهم.

ويؤمن الملك بأنّ الأردن يمضي قُدُماً في مسيرة التقدم والتطور والازدهار، من خلال تحقيق الاعتدال والتوازن والانفتاح المدروس، ونبذ التطرف والعنف والانعزال، ومشاركة جميع مؤسسات المجتمع المدني والقطاعات الأهلية والخاصة في عمليات البناء والتنمية، والانفتاح على اقتصاديات العالم.

وتركزت رؤى الملك على إعداد وتهيئة البيئة المناسبة والبنى الأساسية لانطلاقة تنموية حقيقية تنعكس آثارها الإيجابية على حياة المواطن، وإنجاز المراجعة الشاملة لجميع جوانب المسيرة الوطنية، وتحديد المشكلات التي تعيق هذه المسيرة، ووضع الخطط والبرامج التي تساعد على إيجاد الحلول لها بالعمل الدؤوب من أجل الأردن الحديث المبنيّ على ضمان مشاركة الجميع، والقائم على أسس الحرّية والديمقراطية والتعددية والتسامح.

ركّزت الرؤية الملكية على ضرورة تعزيز المسيرة الديمقراطية

وركّزت الرؤية الملكية على ضرورة تعزيز المسيرة الديمقراطية، وتسريع وتيرة الإصلاحات المبنية على نموذج إصلاحي تطويري متدرّج، يقوم على إشراك جميع فئات المجتمع في العملية السياسية، ووفقاً لهذه الرؤية، فإنّ عملية الإصلاح السياسي النابعة من الداخل، تُترجَم من خلال تمكين المواطنين من المشاركة في صنع القرار عبر ممثّليهم المنتخَبين، وتعميق تجربة الحكومات البرلمانية.

اقرأ أيضاً: الأردن والمقدسات.. مسؤولية تاريخية و4 ترميمات في 100 عام

ويرى الملك أنّ النجاح في الوصول إلى الهدف النهائي للإصلاح، مرهونٌ بقيام جميع أطراف العملية الإصلاحية بمسؤولياتهم وأدوارهم والارتقاء بها، وبترسيخ القيم والممارسات الديمقراطية، وتعزيز الأعراف القائمة وتطوير الضروري منها، وبتحقيق مستويات النضج السياسي الضروري لإنجاز متطلبات كل محطة إصلاحية.

ويدعو الملك الجميعَ لتحمُّل مسؤولياتهم في تبنّي القيم والممارسات الديمقراطية والاستمرار في تطويرها مستقبلاً، من خلال تجذيرها في المنظومة القيمية والتربوية والتشريعية عبر حملات التوعية والمناهج، وتمكين المؤسسات الوطنية المسؤولة عن صون هذه القيم والممارسات.

ويؤكد الملك من خلال رؤيته أنّ الأمن والديمقراطية والرفاهية هي دعائم المستقبل، ويعتمد كلٌّ منها على الآخر، فرغم أنّ التحديات الراهنة تمثل واقعاً استثنائياً ضاغطاً، إلّا أنّ الأردن ماضٍ بثقة على مسار التنمية السياسية الذي اختطّه وأراده لنفسه.

وبشأن علاقات الأردن العربية والإقليمية والدولية، يحرص الملك على التواصل مع أشقائه العرب وقادة العالم وزعمائه، وترتكز سياسة الأردن الخارجية على المواقف المبدئية والواضحة النابعة من التزامه التاريخي والقومي للدفاع عن مصالح الأمّة العربية وخدمة قضاياها العادلة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية