الأفعال أبلغ أثراً من الأقوال: الإمارات تداوي جراح قطاع غزة

الأفعال أبلغ أثراً من الأقوال: الإمارات تداوي جراح قطاع غزة


22/06/2021

الأفعال أبلغ أثراً من الأقوال. الأفعال تبقى، أما الشعارات فتذروها الرياح. هذا ما دأبت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة في علاقتها بالشعب الفلسطيني. كانت منذ عهد الشيخ زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، داعمة ومؤازرة ومداوية لجراحات الفلسطينيين، وها هم قادة الإمارات يواصلون المسيرة، حيث أرسلوا أول من أمس 20 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعاف والطوارئ ومعدات الأمن والسلامة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، للمساهمة في دعم القطاع الصحي، والتخفيف من حدة التداعيات الإنسانية في القطاع، وذلك من خلال ذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

اقرأ أيضاً: الإمارات تطلق المرحلة الثانية من برنامج تطعيم اللاجئين ضد كورونا في الأردن

وتسعى دولة الإمارات دائماً نحو تقديم كل دعم ممكن لتعزيز الاستجابة الإنسانية لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في مثل هذه الظروف التي تتطلب من الجميع التضامن نحو تخطي آثارها القاسية على المجتمعات، وتوفير الاحتياجات الضرورية للسكان خاصة من النساء والأطفال.

عشرون سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الطوارئ لدعم قطاع غزة (وام)

وتتابع دولة الإمارات، عن كثب، تطورات الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث "أرسلت 960 طناً من المواد الطبية والغذائية العاجلة لنحو 20 ألف أسرة في قطاع غزة خلال الشهر الجاري، ضمن البرامج الإنسانية والإغاثية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، إضافة إلى إرسال 808 أطنان من المواد الإغاثية العاجلة وذلك من خلال 29 شاحنة دخلت عبر معبر رفح لدعم 20 ألف أسرة خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين الفلسطينيين ولتحسين ظروفهم المعيشية"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

استئناف تصدير سلع من القطاع

ويأتي ذلك في سياق متابعة الإمارات، بأجهزتها المختلفة، لما يجري في قطاع غزة الذي أفادت الأنباء أمس بسماح إسرائيل باستئناف تصدير سلع تجارية محدودة من قطاع غزة، بعد شهر من وقف إطلاق النار، بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي استمر 11 يوماً.

ويشمل تخفيف القيود على الصادرات المنتجات الزراعية وبعض المنسوجات. ويقول مسؤولون إسرائيليون إنّ الخطوة مشروطة بالوضع الأمني، بحسب "بي بي سي".

الإمارات أرسلت أول من أمس 20 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعاف والطوارئ ومعدات الأمن والسلامة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي

وتفرض إسرائيل حصاراً وقيوداً صارمة على معابر غزة وحركة البضائع من وإلى القطاع منذ أن سيطرت حركة حماس عليه عام 2007.

وتسعى دولة الإمارات إلى كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو موقف راسخ يتجلى في سائر وجوه الدعم الذي يتبناه الشعب الإماراتي، حتى لو كان دعماً ثقافياً، كما فعلت قبل شهر، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة "كلمات"، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، والتي خصصت ريع كتابها "العاصمة العالمية للكتاب"، لدعم قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: الإمارات تساند أهالي شمال لبنان... ماذا قدمت؟

وتأتي المبادرة التي أعلنتها الشيخة بدور القاسمي على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب وسائل إعلام إماراتية، تجسيداً لرؤيتها تجاه تأكيد حق الجميع في القراءة والوصول إلى الكتاب، وتعبيراً عن جهودها الدولية في دعم المكتبات، والمؤسسات الثقافية في غزة.

الإمارات تدعم القطاع باللقاحات

ومن أجل تعزيز الأوضاع الصحية، وتمكين القطاع الطبي في غزة من مواجهة تداعيات فيروس كورونا، وصلت نحو 20 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك-في" الروسي المضاد إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي، في شباط (فبراير) الماضي.

الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي تدعم مكتبات غزة (إنستغرام)

وقال أشرف جمعة النائب السابق في المجلس التشريعي، في تصريح لصحيفة "البيان"، إنّ "دفعة اللقاح وصلت إلى قطاع غزة، بمنحة كريمة من دولة الإمارات، التي تغلبت على كل العوامل التي كانت تقف حائلاً دون وصول اللقاح إلى قطاع غزة".

وفي ذلك الحين عقد القيادي بالتيار الإصلاحي في حركة فتح، سفيان أبو زايدة، مؤتمراً صحفياً، أكد فيه أنّ "هذه الشحنة من اللقاحات، تدعم القطاع الصحي في غزة" موجهاً الشكر لدولتي الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، "لتمويل وتسهيل وصول هذه الشحنة"، في حين قال القيادي في "حماس"، غازي حمد، خلال المؤتمر، إنّ "هذه المبادرة ليست الأولى من الإمارات، فمن قبل وصلتنا العديد من الشحنات التي تتضمن مساعدات طبية وكمامات، وكذا محطة توليد الأكسجين".

اقرأ أيضاً: الإمارات تساند أهل غزة لتجاوز تداعيات العدوان الإسرائيلي

ونقلت "البيان" عن  القيادي إبراهيم المصدر، قوله "إنّ كل مواطني غزة لاحظوا الفارق الواضح في انخفاض معدلات الوفيات بفيروس كورونا منذ وصول محطة توليد الأكسجين التي دعمتنا بها الإمارات".

وساندت الإمارات الشعب الفلسطيني لدى تعرضه للعدوان الإسرائيلي، حيث تبنت أبوظبي الجهود السياسية الرامية لوقف العدوان، لإيمانها أنّ استمرار الحرب يعني زيادة الخسائر والأرواح وتدمير ما تبقى من قطاع غزة.

الإمارات تتبنى المسارات السياسية

ورحبت الإمارات بوقف إطلاق النار في غزة؛ حيث نقلت (وام) أنّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، رحب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وصول شحنة اللقاحات المقدمة من دولة الإمارات إلى غزة (أ.ف.ب)

وعبّر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الاتصال، عن دعم دولة الإمارات للجهود المصرية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، و"أثنى على الجهود المصرية التي أدت إلى وقف إطلاق النار في القطاع، والدور الإنساني المهم الذي قام به الرئيس السيسي للتهدئة وحقن دماء المدنيين الأبرياء".

وشدد الشيخ محمد بن زايد على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود، خاصة من قبل القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكداً أنّ دولة الإمارات على استعداد للعمل مع جميع الأطراف للحفاظ على وقف إطلاق النار، واستكشاف مسارات جديدة لخفض التصعيد وتحقيق السلام.

ساندت الإمارات الشعب الفلسطيني لدى تعرضه للعدوان الإسرائيلي، حيث تبنت أبوظبي الجهود السياسية الرامية لوقف العدوان، لإيمانها أنّ استمرار الحرب يعني زيادة الخسائر والأرواح

أيادي الخير الإماراتية لا تتوقف في إسناد قطاع غزة منذ زمن بعيد، وتعد مدينة الشيخ زايد آل نهيان، شمال قطاع غزة، من أكبر مشروعات دولة الإمارات العربية في قطاع غزة، وجرى تدشينها عام 2005، بدعم وتمويل من المغفور له الشيخ زايد، وسميت بهذا الاسم تيمّناً بمآثره التي سطرها التاريخ.

وقال رئيس لجنة مدينة الشيخ زايد، جلال الشريف، في تصريح سابق لمراسل "حفريات" في غزة: "كانت، وما تزال، دولة الإمارات العربية المتحدة من أكبر الداعمين الفلسطينيين، فمدينة الشيخ زايد هي مشروع إسكاني خيري كبير، وهو عبارة عن (70) عمارة سكنية يعيش فيها ما يزيد عن 7000 لاجئ فلسطيني كانوا من دون مأوى".

اقرأ أيضاً: كلمة الإمارات لمجلس حقوق الإنسان بما يتعلق بالشأن الفلسطيني.. ماذا جاء فيها؟

ويضاف إلى مدينة الشيخ زايد، "الحي الإماراتي"، الذي يقع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وهو ثاني المشروعات الإسكانية التي مولتها دولة الإمارات العربية، افتتح عام 2015، في عهد رئيس الدولة خليفة بن زايد، ويحتوي على (600) شقة سكنية يسكن بها ما يقارب (4000) مواطن فلسطيني، من الذين فقدوا منازلهم خلال الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 مسيرة الخير التي يواصلها "عيال زايد" ستظل مستمرة في إسناد الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات، حتى يتبلور فجر قادم يستطيع الفلسطينيون من خلاله خط مسارهم في بناء مجتمعهم، ومحاصرة كل العقبات والحواجز التي تمنع بزوغ الشمس.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية