الأيديوبوجيا الدينية العنيفة تقلق راحة المجتمع الألماني

الأيديوبوجيا الدينية العنيفة تقلق راحة المجتمع الألماني


08/07/2021

ترجمة: محمد الدخاخني

خلّف الهجوم بالسّكين، الذي وقع في مدينة فورتسبورغ البافارية، ثلاثة قتلى وسبعة جرحى، خمسة منهم أصابتهم جروح خطيرة، والمشتبه به رجل صومالي رُفض طلب لجوئه.

تُحقّق الشّرطة في دوافعه، بما في ذلك صلاته المحتملة بالإسلامويّة العنيفة، وحتّى الآن، كلّ ما يمكنهم تأكيده أنّه كان يُعالَج من مشكلات نفسيّة.

يصُنّف ما يقرب من 700 شخص على أنّهم جناة محتملون ويخضعون للمراقبة في ألمانيا، ويُشتبه في أنّ معظمهم من المحتمل أن يرتكبوا جرائم بسبب حماستهم الدّينيّة

إنّ مجرّد وجود أثر قليل من تطرّف إسلامويّ يعيد الجدل حول العنف ذي الدّوافع الدّينيّة والسّياسيّة إلى مركز الاهتمام في ألمانيا، ويذكّرنا الحادث بهجوم عيد الميلاد، المُلهَم إسلامويّاً، في برلين، والّذي خلّف 12 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً، فضلاً عن هجمات اليمين المتطرّف في هالي وهاناو، عامَي 2019 و2020 على التّوالي، والتي استهدفت يهوداً وأشخاصاً من أصول تركيّة، وقد قُتل والتر لوبكي، وهو سياسيّ إقليميّ محافظ، بالرّصاص أمام منزله، عام 2019، بسبب موقفه المؤيّد للّاجئين.

اقرأ أيضاً: هل اخترق النازيون الجدد القوات الخاصة في ألمانيا؟

في بعض هذه الحوادث، انتُقِدَت الشّرطة لفشلها في التّحرّك لمنع الجريمة أو مساعدة الضّحايا.

يَعتبر أحدث تقرير استخباراتيّ محلّيّ في ألمانيا، والّذي قُدِّم في حزيران (يونيو)، التّطرّف اليمينيّ أكبر تهديد للمجتمع، كما يتضمّن معلومات حول احتماليّة وقوع أعمال عنف يساريّة وإسلامويّة.

تهديد الذئاب المنفردة

ربطت السّلطات 409 من جرائم عام 2020 بـ "الأيديولوجيا الدّينيّة"، ويمثّل ذلك زيادة بنسبة 13 في المئة عن العام السابق، كما ارتبط أكثر من 90 في المئة من تلك الجرائم بإسلامويّين؛ ومع ذلك، كان العديد من هذه الجرائم غير عنيف، وشكّلت الجرائم الـ 33 الّتي أدّت إلى الوفاة انخفاضاً بنسبة 20 في المئة عن أرقام عام 2019.

وأشار التّقرير إلى أنّ الهجمات المعقّدة الّتي خُطّط لها من الخارج "أمكنَ تصوّرها في أيّ وقت"، لكن لم يحدث أيّ هجوم منها بالفعل، وتُعدّ الهجمات المنفردة، بغضّ النّظر عن دوافعها، التّهديد الأكبر، وهي "ذات مغزى بالنّسبة إلى أهداف الجماعات الإرهابيّة".

تقرير للمخابرات الألمانية: المهاجمون الفرديّون قد لا تكون لهم روابط رسميّة مع أيّة جماعات أو حركات، لكنّ أفكار مثل هذه التّنظيمات قد تلهمهم لمهاجمة أهداف "سهلة"

وأشار تقرير المخابرات إلى أنّ المهاجمين الفرديّين قد لا تكون لهم روابط رسميّة مع أيّة جماعات أو حركات، لكنّ أفكار مثل هذه التّنظيمات قد تلهمهم لمهاجمة أهداف "سهلة"، كان هذا هو الحال "على الأرجح" في دريسدن العام الماضي، عندما طُعن سائحان في هجوم بدافع الرّهاب من المثليّين، وقد مات أحدهما.

ووقع هجوم فرديّ آخر في برلين، عام 2020، هذه المرّة صدمت سيارةٌ راكبي درّاجات ناريّة، ممّا أسفر عن إصابة ستّة أشخاص، وقال التّقرير إنّ "الإعاقة النّفسيّة" للمشتبه به ربما جعلت وجود دافع إسلامويّ أكثر جاذبيّة.

أدّت هجمات مماثلة في بلدان مجاورة لألمانيا، مثل فرنسا والنمسا، إلى قلق السّلطات بشأن الجرائم المقلَّدة هنا.

التّهديد الإسلامويّ المتواصل

يصُنّف ما يقرب من 700 شخص على أنّهم جناة محتملون ويخضعون للمراقبة في ألمانيا، وفقاً لبيان حكوميّ صدر في وقت سابق هذا العام، ويُشتبه في أنّ معظمهم من المحتمل أن يرتكبوا جرائم بسبب حماستهم الدّينيّة، ذات الطّابع الإسلامويّ إلى حدّ كبير.

عام 2020، قالت الحكومة إنّها على علم بوجود 240 إسلامويّاً طلقاء ويمكن أن يشكّلوا تهديداً.

وأفادت تقارير بأنّ حوالي 135 من هؤلاء الأشخاص يحملون الجنسيّة الألمانيّة، بينما يحمل ثلثهم جنسيّات أخرى، 41 سوريّاً و17 روسيّاً وسبعة عراقيّين وسبعة أتراك وأشخاصاً من حوالي 20 دولة أخرى، ووُصفت جنسيّة سبعة إسلامويّين بأنّها "غير واضحة"، بينما سُجّل ثلاثة إسلامويّين كعديمي الجنسيّة.

اقرأ أيضاً: عملية طعن المدنيين في ألمانيا.. تذكير بخطورة الذئاب المنفردة

كما أعربت سلطات المخابرات المحلّيّة الألمانيّة عن قلقها بشأن الرّدكلة الّتي تحصل في الخارج وتأتي إلى الوطن، وبحسب ما ورد، ذهب حوالي 1,100 إسلامويّ إلى العراق وسوريا منذ عام 2012، عاد ثلثهم إلى ألمانيا، بما في ذلك بعض الذين حُكم عليهم بالسّجن لارتكاب جرائم مختلفة.

وذكر التّقرير أنّ سجنهم، وكذلك إطلاق سراحهم، يشكّل "تحدّيّاً خاصّاً" لجهاز الأمن والعدالة الألمانيّ.

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

مارسل فورستينو، دويتشه فيله، 29 حزيران (يونيو) 2021



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية