الإخوان المسلمون في آسيا.. ما الذي يحدث؟

الإخوان المسلمون في آسيا.. ما الذي يحدث؟


21/10/2021

في ماليزيا، يواصل الحزب الإسلامي الماليزي (pas) الذراع السياسي للإخوان المسلمين، خططه الرامية إلى تحقيق المزيد من التمكين، عبر عدة محاور اقتصاديّة واجتماعية وسياسية، وفق استراتيجية ممنهجة. وفي باكستان، تحاول الجماعة الإسلاميّة، الذراع الإخواني، العودة إلى المشهد السياسي، عبر تصدير الأزمات، والهجوم الدعائي الدائم على حكومة عمران خان. وفي بنغلاديش، ومع تواصل الضغط الأمني على الجماعة الإسلاميّة البنغاليّة، شرع التنظيم الإخواني في تنفيذ خطة إشعال البلاد، وتفجير المشهد الطائفي، ما أدى لاندلاع أحداث عنف، وسقوط عدد من الضحايا.

إخوان ماليزيا.. مساعي التمكين

يواصل الحزب الإسلامي الماليزي (pas) الذراع السياسي للإخوان في ماليزيا، مسعاه نحو تحقيق المزيد من التمكين، عبر ثلاثة محاور أسياسيّة، فعلى صعيد البني التحتيّة الحاملة للمشروع السياسي للحزب، واصل باس تقوية مركزه المالي، الأمر الذي يمكّنه من تقديم الخدمات الاقتصادية للجماهير، وكسب المزيد من الأنصار، وتحقيق المزيد من التمدد.

في هذا السياق، أطلق الحزب الإسلامي الماليزي، المرحلة الثانية من مشروع صندوق الاقتصاد والتنمية العقارية وريادة الأعمال، الذي يديره بمعرفة لجنة من أعضائه، وأعلن باس أنّ إجمالي تمويل المرحلة الثانية المطلوب، هو 1.4 مليون رينجيت ماليزي، وحالة تطوير المشروع وصلت إلى 41٪. ورحب الحزب بتلقي التبرعات من جميع الأطراف؛ على حسابه المالي في مصرف ماي بنك الإسلامي؛ لإكمال المشروع.

يواصل الحزب الإسلامي الذراع السياسي للإخوان في ماليزيا مسعاه نحو تحقيق المزيد من التمكين

وعلى صعيد البنية الاجتماعية، واصل الحزب دعايته الدينيّة، وكان آخرها الهجوم الحاد الذي شنه على إحدى الشركات الماليزية، التي فازت بجائزة دولية في مجال تصنيع النبيذ، حيث عملت الآلة الإعلاميّة الإخوانيّة على تضخيم الحدث، وإظهاره في شكل كارثة دينيّة، على الرغم من أنّ المنتج الفائز مُعد للتصدير من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ القانون الماليزي لا يحرم بيع الخمور وإنتاجها.

مجلس الشباب في الحزب الإسلامي الماليزي، أصدر بياناً حاداً، أعرب فيه عن أسفه وخيبة أمله، بشأن فوز مشروب كحولي ماليزي بجائزة دولية، وقال البيان: "هذه ليست مسألة فخر، بل كارثة وإهانة لماليزيا".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مناورات عبثية في تونس وتسريحات داخلية في المغرب

وعلى صعيد العمل السياسي، أبدى نواب الحزب الإسلامي فور بدء جلسات البرلمان، نشاطاً غير عادي، حيث استهل نواب باس جلسات البرلمان، بتوجيه تساؤلات للحكومة، أثار بعضها استغراب المراقبين، حيث طالب النائب، الحاج محمد أباندي، وزير الصحة بإحصائيات عن عدد الموظفين ذوي الحالة الدائمة والتعاقديّة في القطاع الطبي منذ العام 2015، على الرغم من أنّ البيانات متاحة في كل مديريات الصحة، كما أنّ النائب لم يذكر الغرض من طلبه هذا!

وفي السياق نفسه، طلبت النائبة بوان نوريدا بنت محمد صالح، من وزير الموارد البشرية، أن يوضح تفاصيل المناقشات، التي أجريت بين ماليزيا وأستراليا، حول تطوير قطاع الزراعة، وهي التفاصيل التي أعلن عنها كلا البلدين في أكثر من بيان، وفي عدة مؤتمرات صحفيّة!

في حين طلب النائب عن باس، توان حاج أحمد، من وزير المشاريع والسلع، أن يوضح حالة مصنع الشيكولاتة، الذي تم تطويره في لانكاوي، ومدى استجابة رواد الأعمال المحليين.

اقرأ أيضاً: صمت الإخوان عن إدانة مقتل النائب البريطاني: مباركة مبطّنة؟

النائبة مارتينا بينت وان يوسف، طلبت من وزيرة تنمية المرأة والأسرة والمجتمع، توضيح جهود الحكومة؛ لضمان رفاهية النساء!!

اللافت أنّ نواب الحزب الإسلامي، تجاهلوا القضايا المركزية الكبرى، وركزوا على الجانب الدعائي، وهو ما أثار سخرية عدد من المدونين والمتابعين.

إخوان باكستان.. استراتيجية العودة إلى المشهد السياسي

بعد تراجع دور الجماعة الإسلاميّة الباكستانيّة، الذراع السياسي للإخوان، تحاول الجماعة العودة إلى المشهد السياسي، عبر تصدير الأزمات، والهجوم الدائم والدعائي على حكومة عمران خان، والذي تزايد من انسحاب الأخير من قمة كوالالمبور.

في هذا الإطار، هاجم أمير الجماعة الإسلاميّة، سراج الحق، عائلة رئيس الوزراء عمران خان، واتهمها بالفساد المالي، وذلك في حديث صحفي إلى وسائل الإعلام في ماردان.

سراج الحق، واصل توظيف الدين لصالح السياسة، حيث اتهم الحكومة بسن تشريعات غير إسلامية، وطالبها بالاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان، والدعوة إلى عقد اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لدعم حركة طالبان.

أمير الجماعة الإسلاميّة واصل اللعب بورقة كشمير، زاعماً أنّ "الأولوية الوحيدة للجماعة الإسلامية هي استقلال كشمير"، كما زعم أنّ فرصة تحقيق هذا الاستقلال أتت أكثر من مرة، لكن حكام باكستان فرطوا فيها، على حد زعمه.

سراج الحق استخدم أساليب الخطابة الدعائية الكلاسيكية لجذب الانتباه، قائلاً: "إنّ شمعة الاستقلال ما زالت مشتعلة، بسبب شعب كشمير المحتلة".

بعد تراجع دور الجماعة الإسلاميّة الباكستانيّة أخذت تحاول العودة إلى المشهد السياسي عبر تصدير الأزمات

الجماعة الإسلاميّة انتهجت استراتيجيّة التخوين، متهمة الأحزاب الرئيسية الثلاثة، باتباع سياسة المصالح، وأنّها باعت البلاد لصندوق النقد الدولي، كما حاول أمير الجماعة الإسلاميّة تأليب جموع العاطلين على الحكومة، مطالباً رئيس الوزراء بتوفير عشرة ملايين وظيفة، بشكل عاجل. سراج الحق واصل دعايته التحريضيّة، قائلاً: "إنّ الحكومة في قبضة المافيات، والرأسماليين الفاسدين". وأضاف: "هذه هي السنة الرابعة للحكومة، وحتى الآن لم تتخذ خطوة صحيحة، فقط أفسدت البلاد".

أمير الجماعة الإسلامية، سراج الحق، دعا إلى تنظيم احتجاجات واسعة على مستوى البلاد، ضد التضخم، وقال إنّ "الجماعة الإسلاميّة ستنظم مظاهرات ومسيرات، في جميع المدن الكبيرة والصغيرة، على مدار الأسبوع".

إخوان بنغلاديش تحت الحصار

في بنغلاديش، ومع تواصل الضربات الأمنية التي تلقتها الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، أذاعت قناة شموى الإخبارية المحليّة، تقريراً عن الجماعة الإسلاميّة، ودورها في ارتكاب جرائم عنف في مراكز الاقتراع، في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العام 2014، وكشف التقرير وفقاً لمعلومات أمنية موثقة، عن نيّة الجماعة إعادة سيناريوهات تلك الانتخابات.

من جهتها، نشرت جريدة ديش ربانتر، اليومية الناطقة باللغة المحليّة، تقريراً موثقاً بعنوان: "مخطط الجماعة الإسلاميّة لاختراق الوظائف الحكومية"، والذي كشف عن نوايا الجماعة الإسلاميّة الرامية إلى تنظيم نفسها عن طريق تجنيد مزارعين، وعمال، وشباب؛ لاختراق الوظائف الحكوميّة، وأنّها خصصت مبلغاً مالياً ضخماً؛ لإنجاز هذه المهمة، وهذه الأموال سيتم ضخها من الخارج، عبر منظمات غير حكومية.

التقرير اتهم الجماعة الإسلاميّة، بالوقوف وراء الأنشطة التخريبية التي شهدتها البلاد، أثناء الانتخابات البرلمانية الفائتة، وحمّلها مسؤولية قتل المواطنين الأبرياء، بالقنابل الحارقة والمولوتوف.

اقرأ أيضاً: ازدواجية الإخوان واعتلال الميزان في قضايا حقوق الإنسان

على صعيد آخر، ومع الضغط الأمني الذي تتعرض له، انتهزت الجماعة الإسلاميّة وقوع حادثة طائفية، لتشعل البلاد وتدخلها في نفق الاحتراب الأهلي، ففي أعقاب قيام مجهولين بوضع نسخة من القرآن الكريم في معبد هندوسي، في بلدة كوميلا، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، في 13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بياناً تحريضيّاً، طالب فيه بالتظاهر والثأر للإسلام، قائلاً: "جعلوا قلوب المسلمين تنزف دماً، وأعينهم تقطر دمعاً، بهذا الفعل الشنيع الخسيس".

وسرعان ما اندلعت تظاهرات غاضبة، دشّنها أنصار الجماعة الإسلاميّة، الذين قاموا بأعمال عنف وإرهاب طائفي، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وتخريب المنشآت العامة، ما دفع الشرطة إلى التعامل مع المتظاهرين، بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

أمير الجماعة الإسلامية، الشيخ شفيق الرحمن، لم يكتف بما حدث، حيث أصدر بياناً يوم الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، دان فيه بشدة تعامل الشرطة مع المتظاهرين، زاعماً أنّ "الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً، في التعامل مع الأحداث، التي استجدت في بلدة كوميلا، وأنّه كان من الممكن أن تتخذ الحكومة خطوات، لتحديد وتعقب الجناة، إلا أنّ الحكومة وبدلاً من ذلك، قامت الشرطة بالتعرض للمتظاهرين بالعصي والهروات، وأطلقت الغاز المسيل للدموع".

إصرار الجماعة الإسلاميّة على مواصلة التحريض، أدى إلى اندلاع تظاهرات طائفيّة في مدينة تشاندبور، صاحبتها أعمال عنف وتخريب شديدين، ما دفع الشرطة إلى الدفاع عن المدينة، التي كادت أن تحترق، باطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية