الإمارات تحتفظ بحق الرد وترد: حين يعود الحوثي خائباً مهزوماً

الإمارات تحتفظ بحق الرد وترد: حين يعود الحوثي خائباً مهزوماً


26/01/2022

ينطلق العقل الإستراتيجي الإماراتي من مجموعة من القواعد السياسية والعسكرية والأمنية التي لا يمكن التفريط فيها، وأهمها الثبات والمصداقية وقوة الردع في التوقيت المناسب.

وقد أثبتت الحوادث في الأيام الأخيرة أنّ هذا العقل الذكي والحيوي لا يطلق وعوداً كالتي دأبت أن تطلقها بعض الأنظمة فيما خصّ "الرد في المكان والزمانين المناسبين" والتي أصبحت بعد انعدام الرد، لعقود طويلة وحتى الآن، أضحوكة ومدعاة للسخرية والتندّر.

اقرأ أيضاً: حقيقة الحوثي الإرهابية

في الاعتداء الحوثي الإرهابي الأول الذي استهدف العاصمة أبوظبي، وتحديداً منطقة المصفح آيكاد 3، ومنطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي، وهما عبارة عن بنية تحتية مدنية، جاء الرد قاسياً، بعدما نفذ التحالف العربي الذي تشارك فيه الإمارات (19) عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في مأرب أسفرت عن تدمير (11) آلية عسكرية، والقضاء على أكثر من (90) عنصراً إرهابياً، كما قال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس).

وكانت الهجمات الإرهابية الحوثية أدت إلى انفجار ثلاثة صهاريج بترولية ووفاة ثلاثة مدنيين، اثنان منهم من الجنسية الهندية والثالث من الجنسية الباكستانية، وإصابة 6 مدنيين آخرين، فيما أكد الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات.

هل يتعظ الحوثيون؟

الحوثيون الذين تتوالى دعوات تصنيفهم على اللوائح الإرهابية الدولية، لم يتعظوا بقدرة الردع الإماراتية وقوات التحالف، فواصلوا إرهابهم وأطلقوا، فجر أول من أمس، صاروخين على أبوظبي، تم اعتراضهما بنجاح من قبل الدفاعات الجوية الإماراتية، و"لم تنجم عن الهجوم أي خسائر بشرية، حيث سقطت بقايا الصواريخ الباليستية التي تم اعتراضها وتدميرها، في مناطق متفرقة حول إمارة أبوظبي"، فارتد كيد الحوثي إلى نحره وعاد خائباً إلى كهوفه. لكنّ الردّ لم يطل هذه المرة؛ حيث أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية الاثنين تدمير منصة إطلاق صواريخ باليستية بمحافظة الجوف اليمنية.

ما بين الهجوم الإرهابي الحوثي الذي أحبطته الدفاعات الإماراتية، وبين تدمير منصة إطلاق الصواريخ في الجوف، زمن قصير لا يتعدى الأربعين دقيقة، وهذا في العرف العسكري زمن قياسي

وقالت الوزارة في بيان عبر تويتر إنّ مقاتلة "أف - 16" نجحت في تدمير منصة إطلاق صواريخ باليستية في مديرية الحزم بالجوف، فور إطلاقها صاروخين باليستيين على أبوظبي.

كما أكدت الوزارة أنها على "أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من كافة الاعتداءات".

هذا التعهد يحمل من التحدي ما يحمله في الوقت نفسه من الاستجابة السريعة والفعالة وحق الرد الفوري، فما بين الهجوم الإرهابي الحوثي الذي أحبطته الدفاعات الإماراتية، وبين تدمير منصة إطلاق الصواريخ في مديرية الحزم بالجوف، زمن قصير لا يتعدى الأربعين دقيقة، وهذا في العرف العسكري زمن قياسي، لا يتأتى إلا لجاهزية متقدمة لا تطلق وعود حق الردّ من أجل التداول الإعلامي. قلنا سنرد في الحال وفعلنا.

مواطنون ومقيمون في الإمارات: أمن وأمان

هذه الثقة العالية بالنفس، أوجدت مناخاً نفسياً فائق الارتياح في دولة الإمارات العربية المتحدة التي يؤمن مواطنوها والمقيمون فيها أنّ الأمن والأمان والطمأنينة أركان أساسية تنهض عليها الدولة التي تقوم رسالتها على التسامح والسلام والأخوة الإنسانية، لكن إذا جد الجِد، واستدعت الظروف إظهار وجه الحزم الشجاع، فإنّ المقاتل الإماراتي لا يرتجف، وهذا ما يخشاه الحوثيون الذين أثبتت التجارب أنهم لا يعرفون إلا لغة قوامها كما فعلت الإمارات: الرد على الصاع بصاعين.

الإمارات ماضية في مشروعها الحضاري، رغم يأس المشروع الإرهابي الحوثي التدميري الذي ترعاه إيران وتدعمه وتسهر على توسعه. ولكنّ هذا المسعى المظلم مآله الخيبة والاندحار.

 الظلام كله لا يستطيع أن يطفئ شمعة واحدة، تقول صحيفة "البيان"، "لأنّ الإمارات باتت شعاع النور والأمل والنموذج القدوة للملايين عربياً وعالمياً، فحصانة نموذجها لم تعد تعني الإمارات وحدها، بل تمثل أهمية قصوى لكل أحرار العالم والساعين إلى نشر الخير والسلام والمستقبل المزدهر للإنسانية، الذين اجتمعوا وأجمعوا على التضامن والوقوف مع أمنها واستقرارها، ومن قوة هذه الرسالة التي أصبحت الإمارات عنواناً لها تزداد قوة وصلابة الدولة.

اقر أيضاً: تداعيات اعتداء مليشيا الحوثي على الإمارات

وتردف الصحيفة في افتتاحيتها أمس الثلاثاء: "عبث ميليشيات الحوثي الإرهابية بكل ما تحمله من إجرام وظلام أضعف من أن ينال من الإمارات وأمنها، ومحاولاتها البائسة لن توقف حتى طفل عن الذهاب في الصباح إلى مدرسته والتطلع بأمل وثقة إلى غده المشرق، لأنّ الجميع يدرك أنه يعيش على أرض منيعة وحصينة في وجه أي اعتداء، وهذه الثقة العالية والطمأنينة لها ما يعزز أركانها عندما تأتي بشهادة من العالم أجمع الذي لا يزال يتوافد على الإمارات بلد الأمن والأمان، للزيارة والعمل وحضور الفعاليات بمختلف مقاصدها".

الأولى عالمياً في ثقة الشعب بحكومته

"الإمارات أولاً.. الإمارات دائماً"، كما يقول محمد بن راشد، نعم لأنها في وقت قياسي قدمت نموذجاً حضارياً غير مسبوق لتكون الأولى عالمياً في 152 مؤشراً تنموياً واقتصادياً، والأولى عالمياً في ثقة الشعب بحكومته، والأولى عالمياً في التكيف مع المتغيرات، وهي بهذا النموذج قادرة على مواجهة كل التحديات، وعصية على مطامع كل الحاقدين، وتمضي قدماً دون أن تعبأ بقوى الظلام والخراب.

ولا تمثل ميليشيا الحوثي، في نظر "البيان"، سوى "أنها شرذمة لنشر الظلام والفوضى وزعزعة استقرار المنطقة وسلام العالم، وتأخير التنمية واختطاف المستقبل".

من جهتها، اعتبرت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها، أمس، أنّ هذه الممارسات الحوثية، إن دلت على شيء، فإنما تدل على حالة يأس باتت تعيشها هذه الجماعة، جراء الهزائم المتواصلة التي تلاحقها في ميادين القتال، وانسداد أي أفق أمامها لبلوغ أهدافها المريضة.

وقالت "إنّ اليأس طريق لا يسلكه إلا العاجزون، ومن الواضح أنّ جماعة الحوثي بلغت مرحلة متقدمة من العجز، بحيث لم يعد في متناول يدها إلا أن تضرب ضرب عشواء، مستهدفة المؤسسات والمنشآت المدنية، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والشرائع والقيم الإنسانية والدينية، والتي لا يمارسها إلا من وصل إلى حالة الجنون".

صحيفة الخليج: قالت الإمارات كلمتها وإنها سترد على أي عدوان، وهي ما زالت عند كلمتها، وعندما تقول تفعل، ولا بد من أن تلقى جماعة الحوثي الجزاء الذي تستحقه

لعل الحوثي لا يدرك، كما تؤكد "الخليج" أنه يصدم رأسه بصخرة عاتية صلبة قوية لا تنام على ضيم، ولا تتساهل مع معتدٍ آثم؛ صخرة اسمها الإمارات، قادرة على الرد على أي عدوان، من أين أتى، ومهما بلغ حجمه، فكيف إذا كان من جانب فئة ضالة خرجت على كل القيم، وباتت منبوذة ومرذولة من العالم أجمع، ووضعت نفسها في مقدمة صفوف المنظمات الإرهابية التي تمارس العنف والقتل بلا وجل أو خجل.

اقرأ أيضاً: الخيارات الإماراتية.. يصعب على الحوثيين مواجهتها

وتشدّد الصحيفة "لقد قالت الإمارات كلمتها وإنها سترد على أي عدوان، وهي ما زالت عند كلمتها، وعندما تقول تفعل، ولا بد من أن تلقى جماعة الحوثي الجزاء الذي تستحقه؛ لأنّ لدينا القدرة والإرادة والعزم والقوة، وكلها من شيمنا، وهي جزء من تراثنا وتاريخنا، وسيكون الجزاء الذي لم تحسب له جماعة الحوثي أي حساب، ولن تدري من أين يأتيها".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية