الإمارات... نهج إنساني لمواجهة "كورونا"

الإمارات... نهج إنساني لمواجهة "كورونا"


15/02/2022

سلطان حميد الجسمي

بعد أكثر من عامين من تفشي وباء كورونا انقسم العالم إلى أكثر من جبهة، فدول اختارت الانطوائية وأغلقت أبوابها أمام العالم، ودول أخرى فتحت أبوابها لحلفائها المقربين دون النظر إلى جيرانها، ودول أخرى فتحت ذراعيها لدول العالم، الأشقاء والأصدقاء وحتى للدول غير الصديقة، وجعلت النهج الإنساني أمانة على عاتقها لمحاربة فيروس كورنا داخل موطنها وخارجه، وعلى رأس هذه الدول تقف دولة الإمارات التي تمكنت خلال أزمة تفشي كورونا من تحقيق أهدافها الإنسانية العالمية، وهذه الأهداف الإنسانية السامية حققت لدولة الإمارات مكانة مرموقة في العمل الإنساني، وجعلت منها واحة مستدامة للخير والعطاء، ونالت ثقة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العالمية لريادتها العمل الإنساني في المواجهة ضد كورونا.

   تسعى دولة الإمارات إلى ضمان استمرار عملياتها الإنسانية الخارجية إلى جميع أقطار العالم وبالأخص إلى أشقائها العرب، وقد تم افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الميداني في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة والمخصص لمساعدة الإخوة الفلسطينيين لمحاربة تفشي وباء كورونا بتمويل ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتأتي المساعدات التي تشمل دعم أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني انطلاقاً من حرص سموه على الدعم الدائم للشعب الفلسطيني، ومساعدته على تخطي محنة مواجهة الجائحة وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وقد استمر عطاء دولة الإمارات منذ بناء الحجر الأساسي للعمل للإنساني على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عبر مبادرات وأعمال إنسانية خالدة إلى يومنا هذا، وأكملت هذه المسيرة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.

  وفي بدايات تفشي وباء فيروس كورونا كان العالم في مواجهة العالقين في بؤر تفشي الوباء، وقد مدت دولة الإمارات جسوراً إلى بلدان بؤر تفشي الفيروس انطلاقاً من دولة الإمارات لتساعد المصابين بالفيروس على تلقي العلاج التام وكذلك إعادة العالقين إلى بلدانهم بعد نقلهم من بلدان تفشي الفيروس. فقد نقلت الآلاف منهم وتمت رعايتهم إلى حين وصلوهم إلى مواطنهم ولم تفرق بين دولة وأخرى، فباسم الإنسانية بذلت الجهود لدعم الشعوب وتقديم المساعدات الطبية والإغاثية، وهذا ما جعل دولة الإمارات تحتل المقدمة بلا منازع في العمل الإنساني.

  حرصت دولة الإمارات على تقديم الدعم والمساعدة إلى دول العالم وبالأخص الدول الأكثر حاجة إلى المساعدات الطبية في أزمة كورونا، فقد أرسلت المساعدات الطبية إلى أكثر من 135 دولة وبالتعاون مع الدول والمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وكانت سباقة في إرسال المساعدات المستعجلة الطبية والمستلزمات الطبية والأجهزة وبناء مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة وأكثر من 2000 طن من المساعدات لمحاربة تفشي الوباء، وقد شكلت هذه المساعدات 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتعثرة خلال الجائحة.

  تبذل دولة الإمارات، جهودها بإرسال لقاحات كورونا إلى دول العالم، وتلعب دوراً رئيسياً في نقل وتوزيع اللقاحات ضمن المبادرات التي وضعتها الحكومة الإماراتية على ناقلاتها الرسمية، وأيضاً استغلت مخازنها لتخزين اللقاحات ونقلها أيضاً، فقد أرسلت الملايين من الجرعات والمستلزمات الطبية منذ الجائحة لدعم الجهود العالمية لتوزيع اللقاحات وتمكين دول العالم من مواجهة الجائحة.

 إن دولة الإمارات ومن خلال نهجها الإنساني تعمل منذ عقود على تقديم يد العون والمساعدة إلى البشرية من دون تمييز بين لون ودين ولغة وثقافة، وقد احتلت  صدارة الدول في المساعدات الخارجية لسنوات عدة، وأسهمت بذلك في تخفيف المعاناة عن البشرية، وأيضاً من خلال عملها الدؤوب لجعل المجتمعات الفقيرة أكثر استقراراً وأماناً، انطلاقاً من إيمانها العميق بالسلام، والتسامح والتعايش.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية