البرلمان الأوروبي يضع منظمة "الذئاب الرمادية" التركية على قوائم الإرهاب

البرلمان الأوروبي يضع منظمة "الذئاب الرمادية" التركية على قوائم الإرهاب


09/06/2021

أقرّ البرلمان الأوروبي تقريراً يوصي بوضع تنظيم "الذئاب الرمادية" القومي التركي المتطرف على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، وهو ما يعني بالتالي حظره في دول الاتحاد، وذلك بعد 8 أشهر من حظره في فرنسا.

وجاء في التقرير الذي قدّمه ناتشو سانشيز أمور، العضو الإسباني في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي، في 19 أيار (مايو) 2021، أنه "بالنسبة إلى الحكومة التركية، يجب سحق أي انتقاد بكل الوسائل. أن يكون لجالية أجنبية تأثير في أوروبا فهو أمر طبيعي ومشروع، لكنّ المشكلة هي في أنّ جزءاً من هذه الجالية يتصرف سياسياً بأوامر تأتي مباشرة من أنقرة"، بحسب ما أورده موقع أحوال تركية.

وقد تضاعفت في الأشهر الأخيرة حوادث العنف التي تورط فيها أعضاء في التنظيم القريب من السلطات التركية في أوروبا، ففي تموز (يوليو) 2020 هاجم عناصر من الذئاب الرمادية متظاهرين مناصرين للأكراد بالحجارة والمفرقعات النارية في العاصمة النمساوية فيينا.

وقبل ذلك، في تشرين الأول (أكتوبر) 2020، استُهدفت الجالية الأرمنية الفرنسية بهجمات، وتم تحطيم نصب تذكارية تشير إلى الإبادة الأرمنية، وقد واجه سياسيون أوروبيون استنكروا "الموقف العدواني لتركيا على الساحة الدولية" سيلاً من المضايقات والتهديد على وسائل التواصل الاجتماعية.

تضاعفت في الأشهر الأخيرة حوادث العنف التي تورط فيها أعضاء في التنظيم القريب من السلطات التركية في أوروبا

وقد حظرت فرنسا التنظيم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، ودعا العديد من النواب الألمان والنمساويين إلى إجراءات مماثلة في بلادهم، ومن جهتها، ردت وزارة الخارجية التركية على التقرير، ووصفته بـ"المتحيز وغير المقبول".

ومع ذلك، لن يكون لهذا الحظر سوى أهمية رمزية، فبحسب دبلوماسي أوروبي تحدث لمجلة "لكسبريس" الفرنسية، ليس للذئاب الرمادية "مكتب أو وضع قانوني في الدول الأعضاء"، ووضعهم على قائمة المنظمات الإرهابية لن ينهي أنشطتهم، بل إنه قد يُعقد مراقبتهم.

ففي فرنسا، وبعد 5 أشهر من الحظر، تسبب تنظيم الذئاب الرمادية مرّة أخرى في أضرار في أوائل نيسان (أبريل) 2021، من خلال مهاجمة مساحة ثقافية في ليون أصيب خلالها 4 أشخاص كلهم من الأكراد.

ومن المعروف أنّ انتماء الذئاب الرمادية لحزب الحركة القومية اليميني المتطرف، الذي يُصنّف ضمن الأحزاب الفاشية، يتغذى من ريع ودعم حكومة العدالة والتنمية بسبب التحالف المصيري بين الحزبين من جهة، وبين أردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي من جهة أخرى، من خلال ما يُعرف بتحالف الشعب.

وقد تأسست الحركة كجزء من موجة السياسة اليمينية لمسؤولي الدولة التركية المدربين في أمريكا المناهضة للشيوعية في الستينيات.

وبحسب مقال للكاتب أرغون باباهان في "أحوال تركية"، فقد استمر صعود هذه القوة شبه العسكرية برعاية الدولة خلال السبعينيات، وبلغ ذروته مع حكومة بولنت أجاويد. وبينما كانت البلاد تتجه نحو الانقلاب العسكري في 1980، أودت عمليات القتل الجماعي في جامعة إسطنبول وفي أنقرة بحياة العديد من المثقفين والشباب.

بدأت هذه المافيا القومية في المشاركة بنشاط في حرب تركيا ضد الحركة السياسية الكردية في التسعينيات،  وهو ما زاد من تعقيد علاقاتها مع الدولة، ونجحت المجموعة في السيطرة الكاملة على طريق المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا والأمريكتين.

ويدير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شبكة استخبارات واسعة في أوروبا حول تجمعات المساجد والقوميين، وهو تقليد إسلامي محافظ انبثق عنه الرئيس وحزبه الحاكم.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية