التحالف الدولي لهزيمة داعش ينبه لمشكلة الإرهابيين الأجانب

التحالف الدولي لهزيمة داعش ينبه لمشكلة الإرهابيين الأجانب


04/07/2021

عقد وزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة داعش بتاريخ 28 حزيران (يونيو) 2021 اجتماعاً في العاصمة الإيطالية روما، وعقبه أصدر وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني ج. بلينكن ونظراؤه بياناً مشتركاً، أبرز ما جاء فيه أنّه لأول مرة منذ عامين يجتمعون وجاهياً بدعوة من إيطاليا وأمريكا. وأكّد الوزراء عزمهم المشترك على مواصلة القتال ضدّ داعش وتهيئة الظروف لهزيمة نهائية للجماعة الإرهابية، والتي تعتبر الهدف الوحيد للتحالف، وذلك من خلال جهد شامل ومنسَّق ومتعدّد الأوجه. 

ورحّب الوزراء بالأعضاء الجدد الذين انضموا إلى التحالف، وهم جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وموريتانيا واليمن. 

وشدّد الوزراء على اعتبار حماية المدنيين أولوية لهم، مؤكّدين على ضرورة الالتزام في جميع الظروف بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حسب الاقتضاء، وكذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وأعلن الوزراء التزامهم بتعزيز التعاون عبر جميع خطوط جهود التحالف من أجل التأكد من جعل نواة داعش في العراق وسوريا وفروعها وشبكاتها حول العالم غير قادرة على إعادة تشكيل أي جيب إقليمي أو مواصلة تهديد دول التحالف. وأنهم متّحدون بقوة في موقفهم الغاضب إزاء الفظائع التي ارتكبها داعش، والتصميم على القضاء على هذا التهديد العالمي، والوقوف إلى جانب الناجين وعائلات ضحايا جرائم داعش الذين يسعون إلى تحقيق العدالة والمساءلة.

كما أكد الوزراء عزمهم على عقد الاجتماع الوزاري القادم للتحالف العالمي بحلول حزيران (يونيو) 2022 وعقد اجتماع المديرين السياسيين للمجموعة المصغرة في بروكسل خريف 2021، بناء على الظروف التي يمكن أن تستجدّ.

عقد وزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة داعش مؤخراً اجتماعاً في العاصمة الإيطالية

لكن اللافت في هذا الاجتماع كان تصريحات بلينكن في الجلسة الافتتاحية للاجتماع التي لخصت الاستراتيجية العالمية المستقبلية لهزيمة داعش، إذ أكّد أنّه "منذ إنشاء التحالف في العام 2014، كانت جهودنا المشتركة مع شركائنا المحليين وبهم ومن خلالهم عنصراً حاسماً في تحقيق هزيمة داعش الإقليمية على الأرض في العراق وسوريا. فتمكن ملايين المدنيين من العودة إلى ديارهم، وتوقفت عملياً حركة مقاتلي داعش الأجانب من سوريا والعراق".

اقرأ أيضاً: 4 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن هذا الإرهابي

 ثم أشار الى مشكلة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، التي "أعتقد أنها أبرز مشكلة تواجه الدول الأعضاء خاصة الدول العربية مثل السعودية ومصر والأردن وتونس وغيرها"، وأنّه مايزال نحو 10 آلاف مقاتل من داعش محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، مؤكداً بشكل صريح أنّ "هذا الوضع ببساطة لا يمكن الدفاع عنه ولا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية"! 

شدّد الوزراء على اعتبار حماية المدنيين وضرورة الالتزام في جميع الظروف بالقانون الدولي

وفي هذا الصدد، تواصل الولايات المتحدة حثّ البلدان الأصلية، بما في ذلك شركاء التحالف، على استعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم ومقاضاتهم عند الاقتضاء، ووفق بلينكن قامت عدّة دول بـ"عمل جيد" على هذه الجبهات، لكنه لم يذكر أي دولة عربية، حيث أعادت كازاخستان أكثر من 600 مقاتل وأفراد عائلاتهم إلى أوطانهم وقيدت العديد من العائدين في برامج إعادة التأهيل. وأعادت أوزبكستان وطاجيكستان وجمهورية قيرغيزستان أفراد عائلات المقاتلين الإرهابيين الأجانب من العراق، وفي حالة أوزبكستان، من سوريا وأفغانستان أيضاً. كما أعادت العديد من دول البلقان، بما في ذلك البوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا الشمالية مقاتلين إرهابيين أجانب إلى أوطانهم. 

وأشاد بلينكين بـ"تميّز إيطاليا كواحدة من دول أوروبا الغربية القليلة التي ترغب في إعادة رعاياها من المنطقة. وفي الآونة الأخيرة، أعادوا مقاتلة إرهابية أجنبية وأطفالها. وأظهرت فنلندا أيضًا دوراً قيادياً في إعادة العديد من العائلات التي هي من فنلندا أصلاً".

وأضاف بلينكين إنّ "ضمان الهزيمة الدائمة لداعش يعني أيضاً المواجهة الفعالة لتهديدات داعش خارج العراق وسوريا، وفي أي مكان ثمّة وجود داعش فيه – الأماكن التي ركز فيها داعش جهوده مؤخرا. وإننا شديدو الامتنان بشكل خاص لدعم شركاء التحالف لتوسيع جهود بناء القدرات في مجال مكافحة الإرهاب للبلدان الواقعة على الخطوط الأمامية لتهديد داعش في أفريقيا. دعونا نستخدم مناقشة اليوم لكي نسعى إلى توسيع خطط التحالف من أجل التعامل بشكل فعّال ومجدٍ مع التهديد في أفريقيا، وإيجاد السبيل لمزامنة جهودنا مع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين".

وصف وزير الخارجية الأمريكي "المقاتلين الإرهابيين الأجانب" بأنّها أكثر مشكلة تواجه الدول الأعضاء

أورد بلينكن بإيجاز بعض الخطوات الأخيرة التي اتخذها التحالف، إذ "عقدت الولايات المتحدة ونيجيريا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اجتماعاً للتحالف مع ممثلين عن دول غرب أفريقيا لمناقشة مواجهة تهديد داعش في منطقة غرب أفريقيا والساحل، وأجرينا أيضاً مناقشات غير رسمية بين شركاء التحالف حول تهديد داعش المُلحّ في شمال موزمبيق والخطوات التي يمكن أن نتخذها هناك، بينما تقوم العديد من مجموعات العمل التابعة للتحالف بتوسيع نطاق تركيزها ليشمل أفريقيا. على سبيل المثال، اقترحت مجموعة عمل الاتصالات مؤخراً ورقة إطار عملٍ خاصّة بأفريقيا لتوجيه نهج التحالف لمواجهة داعش في أفريقيا في الإعلام والمعلومات، وذلك من خلال تقويض اسم التنظيم وسمعته، وكشف زيف روايته عن التجنيد، وزيادة فرص الحوار، ومشاركة روايات بديلة إيجابية لداعش".

اقرأ أيضاً: تقرير: المتعصبون البيض أكثر عناصر التهديد الإرهابي فتكاً في أمريكا

وأكد بلينكن أنّ "العمل الإعلامي مهم للغاية. لذلك ترانا نحثّ المزيد من مجموعات العمل التابعة للتحالف – على سبيل المثال، مجموعة تمويل مكافحة داعش – لتحذو هذا الحذو وتولي اهتماما إضافيا لداعش والمشكلة الكبيرة التي تشكّلها في أفريقيا".

واختتم: لقد ركّزت جهود توسيع التحالف الأخيرة على الدول الأفريقية، مع انضمام جمهورية أفريقيا الوسطى وموريتانيا كعضوين جديدين رقم 82 و83. ولسوف نستمرّ في تشجيع دول المواجهة الرئيسية والقادة الإقليميين في أفريقيا على التفكير في أن ينضمّوا كأعضاء إلى هذا التحالف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية