التشكيك بكلام نصر الله أقوى هذه المرة.. لماذا؟

التشكيك بكلام نصر الله أقوى هذه المرة.. لماذا؟


09/08/2020

كان التشكيك بكلام زعيم حزب الله، حسن نصر الله، عن حادث مرفأ بيروت هذه المرة أكثر من مرات سابقة. فئة صغيرة صدّقت كلام نصر الله عن أنّ حزبه لا علاقة له بانفجار مرفأ بيروت. لقد زاد من الشك، مثلاً، أن قبرص في 2012 والكويت في 2015 وبوليفيا في 2017 وألمانيا في العام 2020 اكتشفوا جميعهم مخازن لنترات الأمونيوم في مناطق في بلدانهم في هذه السنوات، أظهرت استخباراتهم أنها (المخازن) على علاقة بحزب الله اللبناني. لكن لم يؤكد حتى اللحظة تحقيق مستقل عن صلة الحزب بحادث مرفأ بيروت.

سلطات الأمن الألمانية علمت خلال تحقيقاتها بشأن حزب الله بأنّ الحزب خزن في ألمانيا مواد تحتوي على نترانت الأمونيوم

"يتم تفريغ موارد المؤسسات اللبنانية من قبل الزعماء الطائفيين الذين يتعاملون مع الدولة كغنيمة. حزب الله، يعزز قوته، مدعوماً عسكرياً من إيران ومن خلال نجاحه في المعركة في الحرب الأهلية في سوريا لإنقاذ نظام بشار الأسد. في عام 2016، نصّب حزب الله ميشال عون، زعيم أكبر حزب مسيحي، رئيساً للبنان، وبعد ذلك بعامين، وبالتحالف مع العونيين وحركة أمل الشيعية، فاز حزب الله بأغلبية برلمانية تضفي الشرعية على ما فاز به الحزب بقوة السلاح، وفي ظل وجود جسور قوية لحزب الله في الأجهزة الأمنية اللبنانية، فهو دولة فوق الدولة"... هذا ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" في تحليلها لما حدث في مرفأ بيروت من دمار مأساوي الأسبوع الماضي. وأضافت الصحيفة أنه "لطالما كان سراً مكشوفاً أن حزب الله يسيطر على قطاعات من مرفأ بيروت، كما يفعل في مطاره والعديد من المعابر الحدودية، لأغراض استخلاص الإيرادات والتهريب- بحسب ما يقول مسؤولون غربيون وإقليميون، فضلاً عن أنه راكم ترسانة من مئات من الصواريخ الإيرانية".

كلام نصر الله

وتتابع "فايننشال تايمز" أنه "في الواقع، كجزء من المحادثات المشلولة الآن مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ للبنان، أصر الصندوق والجهات المانحة الرئيسية مثل فرنسا على مجموعة من الإصلاحات بما في ذلك إنهاء سيطرة حزب الله الخارجة عن القانون على الميناء. لا أحد يثق في الحكومة للتحقيق في مأساة يتواطأ فيها اللاعبون الأقوياء. هناك دعوات لإجراء تحقيق دولي لتجنب التستر"، على حد وصف الصحيفة.

ونفى حسن نصر الله زعيم حزب الله يوم الجمعة أي مسؤولية عن الحادث، فهو "مثل معظم الطبقة الحاكمة في لبنان، لاذ بالصمت في مواجهة حالة الطوارئ الرهيبة التي خلّفها حادث المرفأ- وترك الغضب الشديد الذي سيطر على المتطوعين اللبنانين الذين بادروا بتنظيف آثار الدمار بأنفسهم"، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز"، التي أردفت: "لقد أصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استُقبل بحرارة يوم الخميس الماضي في شوارع بيروت-حيث لا يجرؤ أي سياسي لبناني تقريباً على الظهور-على أنه لن تكون هناك خطة إنقاذ دولية من دون إصلاحات حقيقية".

دويتشه فيلله: حزب الله ونترات الأمونيوم

سلطات الأمن الألمانية علمت خلال تحقيقاتها بشأن "حزب الله" اللبناني بأن الحزب خزن في ألمانيا مواد تحتوي على نترانت الأمونيوم، كما أفادت "دويتشه فيلله" في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أول من أمس. وذكرت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) رداً على استفسار أنه في إطار تحقيقات بشأن "حزب الله" في الماضي، تم الكشف عن تخزين لما يسمى بـ "الحزم الباردة" (Cold-Packs) التي تحتوي من بين أمور أخرى على نترات الأمونيوم. وأضافت الهيئة: "حزم التبريد المخزنة تم إخراجها من ألمانيا مجدداً عام 2016. لا يوجد أي معلومات أو أدلة على أن هذا التخزين لـ "حزم التبريد" له علاقة بتخزينات (نترات الأمونيوم) في مرفأ بيروت". لكن "دويتشه فيلله" نوّهت إلى أنّ مرفأ بيروت، حيث حدث الانفجار الثلاثاء الماضي، يقع تحت سيطرة "حزب الله" إلى حد كبير. وكان الحزب الديمقراطي الحر في البرلمان المحلي لولاية بافاريا الألمانية قد تواصل مع الحكومة المحلية للولاية للاستفسار عن هذا الأمر قبل بيان هيئة حماية الدستور. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، مارتن هاجن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لا ينبغي لبافاريا أن تصبح مستودع مواد متفجرة لإسلاميين".

حزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في بداية الثمانينيات بدأ مسيرته بسلسلة من التفجيرات، نالت الكويت نصيبها منها في العام 1983

 حزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في بداية ثمانينيات القرن الماضي، بدأ مسيرته بسلسلة من التفجيرات، نالت الكويت نصيبها منها في العام 1983، إضافة إلى المساهمة في محاولة اغتيال أمير الكويت  الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في العام 1985. وفي 13 آب (أغسطس) 2015 تمكّنت القوات الأمنية الكويتية من كشف أكبر خلية تابعة لهذا الحزب مُرتبطة بإيران ومدعومة من حزب الله اللبناني، عُرفت باسم خلية العبدلي.

وقد تم تفجير 241 من مشاة البحرية الأمريكية و 58 مظلياً فرنسياً في عام 1983 بالقرب من المطار في هجمات انتحارية شنها حزب الله، والتي دمرت أيضاً السفارة الأمريكية على كورنيش بيروت .

اقرأ أيضاً: تفاصيل مثيرة.. المسكوت عنه في حياة حسن نصر الله

إلى ذلك، أكد "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن في تحليل له أن من المعروف أن ميليشيا حزب الله تمارس درجة من السيطرة على ميناء بيروت ولديها تاريخ في تخزين المواد واستخدامها في العديد من عملياتها العالمية، بما في ذلك في لندن وبرلين وتايلاند وقبرص وبلغاريا وأماكن أخرى، لكن تحديد ذنب حزب الله على أساس سيطرته على ميناء بيروت يعتمد على أدلة ظرفية، في أحسن الأحوال. علاوة على ذلك ، فإنّ استخدام المجموعة المسبق لنترات الأمونيوم ليس بالضرورة دليلاً على ملكيتها للمادة المتفجرة في مرفأ بيروت.

اقرأ أيضاً: أن يأكل حسن نصر الله نفسه

من جانبها تقول مجلة "الإيكونوميست" إنّ "حجم انفجار مرفأ بيروت استدعى إلى الأذهان انفجار السيارة الهائل الذي قتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وهو سنّي، في عام 2005. ومن المقرر أن تصدر محكمة أممية غير مدعومة حكماً في وقت لاحق من هذا الشهر في قضية أربعة أشخاص، حيث اتهم عناصر حزب الله باغتياله".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية