السودان: البرهان يتجاهل ضحايا "مليونية الغضب".. والمتظاهرون متمسكون بالشارع

السودان: البرهان يتجاهل ضحايا "مليونية الغضب".. والمتظاهرون متمسكون بالشارع


14/11/2021

تجاهل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان سقوط (6) ضحايا أمس، خلال تظاهرات مليونية الغضب، للاعتراض على قرارته التي اتخذها في 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وسقوط عشرات الجرحى، ومضى قدماً في خطته التي كانت آخر خطواتها الخميس الماضي بتشكيل مجلس سيادة جديد يُغيّب المدنيين، لقيادة المرحلة الانتقالية التي يزعم أنها لن تستمر أكثر من عام.

اقرأ أيضاً: أين وصلت الأزمة السودانية؟ وماذا يريد البرهان من لجنة "إزالة التمكين"؟

ويعقد المجلس الجديد أولى اجتماعاته اليوم، بحسب ما أورده موقع العربية نقلاً عن مصادر لم يسمّها، وذلك على الرغم من رفض المتظاهرين له، في وقت تمسكت فيه قوات الأمن والجيش بنفي استخدام العنف، متهمين لجنة أطباء السودان بتزييف الحقائق، بل اتهمت الشرطة السودانية متظاهرين بانتهاج العنف، ممّا تسبب في إصابة أكثر من (30) أمنياً.

وأوضحت لجنة أطباء السودان عبر صفحتها على فيسبوك أنّ عدد القتلى ارتفع بعد وفاة شخص صباح الأحد جرّاء إصابته بالرصاص في احتجاجات أمس، ليصبح (6) أشخاص، في وقت أشارت فيه اللجنة إلى أنّ عدد القتلى الذين سقطوا جرّاء الأحداث التي شهدها السودان منذ القرارات التي أعلنها قائد الجيش وصل إلى (21) قتيلاً.

 

لجنة أطباء السودان: ارتفاع عدد القتلى بعد وفاة شخص صباح الأحد جراء إصابته بالرصاص في احتجاجات أمس ليصبح (6) أشخاص

 

وكانت اللجنة قد قالت في بيان أمس، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم": إنّ القتيل الأول سقط في مدينة أم درمان متأثراً بإصابته برصاص العسكريين، مضيفة أنّ الضحيتين الأخريين فارقا الحياة في مستشفى رويال كير ومستشفى الـ40 في العاصمة الخرطوم؛ نتيجة إصابة أحدهما بالرصاص الحي، والآخر الاختناق بالغاز المسيل للدموع.

ولاحقاً أفادت اللجنة بمقتل شخصين آخرين؛ أحدهما بمستشفى شرق النيل، والآخر بمستشفى فيوتشر، "نتيجة لرصاص المجلس العسكري الانقلابي".

اقرأ أيضاً: السودان: البرهان يشكل لجنة لمراجعة واستلام أموال الإخوان.. تفاصيل

ولفتت اللجنة إلى "تزايد عدد الإصابات الخطيرة وبعض الإصابات المختلفة، إضافة إلى تفاقم صعوبات وصول المصابين إلى المستشفيات".

وأعلنت اللجنة: "نكرّر نداءنا إلى منظمات حقوق الإنسان وإلى كل الأسرة الدولية بضرورة الالتفات إلى جرائم الانقلابيين، واتخاذ الإجراءات الصارمة حماية لحقّ شعبنا الثائر في التعبير والتظاهر السلمي، وانتزاع سلطته كاملة غير منقوصة".

وقد حشد تجمع المهنيين السودانيين والقوى الثورية الأخرى تظاهرات حاشدة تحت اسم "مليونية الغضب" في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ولم تكن تلك التظاهرات الأولى، فقد سبق أن دعت تلك القوى إلى مليونية في نهاية الشهر الماضي، وسبق تلك التظاهرات الدخول في عصيان مدني، ومترسة الشوارع لمنع تقدم قوات الأمن نحو الاعتصامات.

 

قوى الحرية والتغيير: المتظاهرون تعرّضوا أمس لـ"عنف مفرط غير مبرر" من قبل قوات الأمن والجيش

ويقف السودان في نقطة صفرية، في ظل إصرار كل فصيل على المضي قدماً، ففيما يتمسك الشارع السوداني بحركته الاحتجاجية لحين عودة السلطة إلى المدنيين، تتجاهل قوات الجيش تلك المطالب، في منحنى متزايد للجوء للعنف.

ويقف المجتمع الدولي إلى جانب المتظاهرين، وضدّ تحرك الجيش، ممّا يضع أعباء إضافية على الجيش.

وعبّرت الولايات المتحدة ودول غربية، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز"، عن قلقها البالغ بعد تعيين البرهان لمجلس سيادة جديد.

ورداً على مسيرات السبت، قالت البعثة الأمريكية في الخرطوم: "تأسف السفارة الأمريكية بشدة لخسارة أرواح وإصابة عشرات المواطنين السودانيين الذين كانوا يتظاهرون اليوم من أجل الحرية والديمقراطية، وتندد بالاستخدام المفرط للقوة".

اقرأ أيضاً: السودان: قوات الأمن تفرق التظاهرات بهذه الطريقة... هل يتراجع البرهان عن إجراءاته؟

 وظلت خدمات الإنترنت مقطوعة عن الهواتف المحمولة منذ بدء الأحداث، على الرغم من أمر المحكمة بإعادة تشغيلها، واضطربت تغطية الهواتف، الأمر الذي عرقل جهود حركة الاحتجاجات. غير أنّ لجان المقاومة المحلية التي اشتعل حماسها للتحرك بعد تعيين مجلس سيادة جديد استخدمت منشورات، ونظمت احتجاجات أصغر نطاقاً في الأحياء.

في غضون ذلك، قالت الشرطة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي السبت: إنها لم تستخدم "أسلحة نارية" في تعاملها مع المتظاهرين، وأضافت الشرطة أنّ مظاهرات اليوم كانت ذات طابع سلمي، لكن "سرعان ما انحرفت عن مسارها"، مؤكدة إصابة (39) فرداً من الأمن بإصابات جسيمة، بحسب "سكاي نيوز".

من جانبها، أكدت قوى "الحرية والتغيير" في السودان تعرّض المتظاهرين أمس لـ"عنف مفرط غير مبرر" من قبل القوات الأمن والجيش.

اقرأ أيضاً: بيان دولي مشترك حول السودان... هل ينهي البرهان الأزمة السودانية؟

وقالت خلال بيان بحسب ما نقله "مرصد مينا": إنّ "الجماهير التي خرجت إلى الشوارع قالت كلمتها المطالبة بتحقيق الدولة المدنية الكاملة، ومحاسبة الانقلابيين وقتلة الثوار السلميين. ورغم سلمية الحراك إلا أنّ القوات الأمنية بكافة تشكيلاتها المختلفة واجهته بعنف مفرط وغير مبرر، يعكس حالة التخبط والذعر التي يعاني منها قادة الانقلاب من كلمة الشارع وسطوته"، وقد شدد البيان على أنّ "مسارنا نحو استعادة دولتنا المدنية الديمقراطية لن يتوقف".

واتّهم تجمع المهنيين السودانيين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قوات الجيش والشرطة باقتحام المنازل وإجراء عمليات اعتقال عشوائي، ومحاصرة المستشفيات والمراكز الطبية لمنع وصول الجرحى لتلقي العلاج والخدمات الطبية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية