الصومال: مناورة سياسية جديدة لفرماجو.. ما هي؟

الصومال: مناورة سياسية جديدة لفرماجو.. ما هي؟


12/04/2021

رغم المعارضة الداخلية والخارجية لتوجهات الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو المنتهية ولايته سعياً للتمديد لولاية ثانية، إلا أنه يخوض في الوقت الراهن مناورات سياسية لدفع مجلس النواب لإقرار التمديد.

ويسابق فرماجو الزمن لاستغلال البرلمان في البقاء في السلطة والتمديد للمؤسسات الدستورية.

وفي السياق، أعلن مدير شرطة العاصمة مقديشو الجنرال صادق عمر حسن "صادق جون" أنّ قيادة الشرطة الصومالية ألغت اجتماعاً كان مقرراً أن يعقده مجلس الشعب الصومالي المنتهية ولايته اليوم في مقديشو، وفق ما أورده موقع "الصومال الجديد".

 

محمد عبد الله فرماجو يخوض في الوقت الراهن مناورات سياسية لدفع مجلس النواب لإقرار التمديد

وأشار صادق جون إلى أنّ على الشرطة مسؤولية وطنية في الحفاظ على أمن واستقرار العاصمة مقديشو، وأوضح أنهم لن يقبلوا التمديد للمؤسسات الدولة المنتهية ولايتها، وأوضح أنّ على نواب مجلس الشعب أن يذهبوا إلى الانتخابات بعد انتهاء فترة المجلس.

وذكر مدير شرطة العاصمة أنهم لا يسمحون لأحد بإثارة الفوضى والمشاكل في مقديشو، مشيراً إلى أنّ عليهم مسؤولية في الحفاظ على سلامة سكانها، سواء كانوا محافظين أو معارضين، مضيفاً أنه لا داعي لإثارة الصراعات.

وحثّ القوات المسلحة الصومالية على التوحد ضد الأعداء، موضحاً أنّ الإرهاب هو العدو الوحيد للبلاد، وحذّرها من استخدامها في أهداف سياسية، وأشار إلى أنّ الشرطة تحرص على الخروج من المأزق الحالي.

قيادة الشرطة الصومالية تلغي اجتماعاً كان مقرراً أن يعقده مجلس الشعب الصومالي المنتهية ولايته اليوم في مقديشو

وقال: "لا نريد تمديد 15 شهراً في ولاية مؤسسات الدولة، ما قد يؤدي إلى إعادة البلاد إلى الوراء لمدة 15 عاماً"، وشدد على ضرورة الخروج من الأزمة الحالية، وتحقيق التعايش السلمي.

صادق جون دعا رئيس الوزراء محمد حسين روبلي إلى تحمل مسؤولياته وإعادة الجميع إلى مائدة المفاوضات، مشيراً إلى أنّ على السياسيين أن يقدّموا المصلحة الوطنية على مصالحهم الخاصة.

ولفت إلى أنّ هناك حاجة ملحّة لإجراء الانتخابات كما كان يحدث عند انتهاء ولاية كل حكومة، منذ مؤتمر عرتا للسلام في عام 2000، مؤكداً أنهم لن يقبلوا تدمير العاصمة مقديشو من جديد.

شيخ أحمد يحذّر من تمديد غير قانوني لمؤسسات الدولة المنتهية ولايتها مع استمرار المحادثات بشأن الانتخابات

وفي الإطار ذاته، أشار رئيس اتحاد المرشحين الرئاسيين الرئيس الصومالي السابق شريف شيخ أحمد، في حديث لوسائل الإعلام في مقديشو، إلى أنهم يحذّرون من تمديد غير قانوني لمؤسسات الدولة المنتهية ولايتها مع استمرار المحادثات بشأن الانتخابات.

وقال: "أعتقد أنها خيانة وطنية إذا حاولت الحكومة التمديد، بينما كان من الممكن التفاوض على الانتخابات لكنها أهملت، أقول لقيادة الحكومة المنتهية ولايتها: لا تقودوا الصومال إلى مرحلة تم تجاوزها".

وأضاف: "هذا البلد لا يستطيع اقتصادياً وسياسياً وأمنياً تحمّل التمديد ونهب الانتخابات، أدعو إلى النظر إلى عواقب الخطوات المتهورة التي تريد القيادة المنتهية ولايتها اتخاذها".

بيان دولي مشترك يعبّر عن القلق الشديد إزاء تداعيات الانسداد السياسي، واصفاً الوضع في الصومال بـ"الخطير"

وأخيراً ، ذكر الرئيس السابق أنّ الشعب الصومالي والولايات الفيدرالية والمجتمع الدولي يجب أن يدركوا أنّ عواقب التمديد سيتحمّلها فقط القادة المنتهية ولايتهم، الذين فشلوا في الوفاء بالتزاماتهم.

وخارجياً، عبّر بيان دولي مشترك حول أزمة الانتخابات في الصومال عن القلق الشديد إزاء تداعيات الانسداد السياسي، واصفاً الوضع في البلاد بـ"الخطير".

وأكد البيان، الذي صدر أمس عن كل من الاتحادين الأفريقي والأوروبي، والأمم المتحدة ومنظمة إيجاد، أكد على احترام المجتمع الدولي لسيادة واستقلال الصومال.

لكنه شدد أيضاً على التزام دولي "بعدم دعم أي عملية انتخابات موازية أو انتخابات من جانب واحد، أو أي مبادرة جديدة يمكن أن تؤدي إلى أي تمديد للمؤسسات الدستورية".

ويأتي البيان الدولي بعد يوم واحد من مطالبة مقديشو مجلس الأمن الدولي في رسالة عبر وزارة الخارجية بعدم التدخل في الشأن الداخلي الصومالي، معتبرة أنّ الانتخابات أمر داخلي بين الصوماليين.

يُذكر أنّ الحوار السياسي بين الحكومة الصومالية ورؤساء الولايات الإقليمية متوقف في الوقت الراهن لأسباب عديدة، أبرزها عدم الاتفاق على أجندة موحدة للمؤتمر التشاوري العام حول الانتخابات.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية