"العم عاطف".‎.. تعرف على قصة أقدم "شَيال" شغل مواقع التواصل في مصر

"العم عاطف".‎.. تعرف على قصة أقدم "شَيال" شغل مواقع التواصل في مصر


08/07/2020

يرقد المواطن المصري عاطف كريم، أو "العم عاطف"، والبالغ من العمر 94 عاماً، في غرفة متوسطة في مستشفى قصر العيني بوسط القاهرة، حيث يستعد  لإجراء عملية جراحية اليوم الأربعاء، ورغم معاناته من ضعف النظر إلّا أنّ الابتسامة لا تفارق وجه أقدم "شيال" في مصر، كما أطلقت عليه الصحافة المصرية.

 يُعاني العم عاطف من ضعف الرؤية وهو ما يؤثر سلباً على عمله في (الشيالة) بين المحلات والمتاجر

وكان العم عاطف قد طالب بعلاج عينه المصابة عبر وسائل إعلام محلية؛ إذ إنّه يعاني من ضعف الرؤية وهو ما يؤثر سلباً على عمله في "الشيالة" بين المحلات والمتاجر، ليفاجأ باستجابة سريعة من قبل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.

واستُقبِل الرجل التسعيني من قِبل رئيس لجنة الاستغاثات الطبية بمجلس الوزراء المصري، حسام المصري، وتمّ إخضاعه لكافة الفحوصات الطبية اللازمة، ونُقل إلى مستشفى قصر العيني للتعامل مع حالته الصحية، وفق بيان رسمي للحكومة المصرية.

يقول "العم عاطف" إن الأطباء أبلغوه بإجراء عملية مياه بيضاء يوم الأربعاء على نفقة الدولة، موضحاً شعوره بالامتنان للاهتمام الذي طاله منذ وصوله إلى المستشفى.

أثناء إجراء الفحوصات الطبية لعاطف كريم

وأكّدت الدكتورة هالة صلاح، عميد كلية الطب بقصر العيني والمُشرفة على حالة المريض، على استقبال العم عاطف وإجراء عدد من الفحوصات الطبية للاطمئنان على جاهزيته لإجراء العملية.

فمن هو "العم عاطف"؟ 

يعمل الرجل التسعيني عاطف كريم في مهنة نقل البضائع بين المحال التجارية (الشيّالة) منذ 58 عاماً، ورغم كبر سنه إلا أنه لا يزال متمسكاً بعمله، حيث يقول؛ "أتمنى عندما يأتيني الموت أن يجدني منشغلاً في عملي".

استُقبِلَ العم عاطف من قِبل رئيس لجنة الاستغاثات الطبية بمجلس الوزراء وتم إخضاعه لكافة الفحوصات الطبية اللازمة

والعم عاطف رجل معروف في منطقة "الموسكى" التجارية بوسط القاهرة، منذ قدومه من قرية ملوي بمحافظة المنيا في صعيد مصر، خلال فترة الخمسينيات؛ إذ سرعان ما انخرط في عمله كـ "شيَال" وعُرف عنه سرعته وإتقانه لدوره.

وتحوّل الشَيال التسعيني إلى حديث الساعة في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية حتى التقطها فريق الرصد بلجنة الاستغاثات الطبية بمجلس الوزراء المصري خلال الأيام الفائتة.

وولد وعاش عاطف كريم في محافظة المنيا، وعمل لأعوام كسائق على سيارات النقل التي تجوب محافظات الصعيد مُحملة بالبضائع أو مواد البناء، قبل تعرضه لحادث أليم، تذكره قائلاً؛ "انقلبت السيارة التي أستقِلُها خلال إحدى ورديات العمل، تهشم جسدي، وأصبت بكسور بالغة في الرأس، وقضيت فترة في المستشفى ثم خرجت بعد أن فقدت الرؤية تماماً في عيني اليمنى".

اقرأ ايضاً: بكلمات حزينة وصورة تجمعهما.. فاندام ينعى رجاء الجداوي (صورة)

ويُعيل العم عاطف أسرة مكونة من 8 أشخاص، هم زوجته و7 أبناء، وهو ما يضع على كاهله مسؤولية كبيرة تجعله لا يترك العمل يوماً واحداً؛ إذ يخرج الرجل من بيته في حي حلوان جنوب القاهرة إلى الموسكي مع شروق كُل صباح مرتدياً جلباباً بسيطاً، يستلم عربته الحديدية التي اشتراها منذ عقود من داخل جراج صغير بمنطقة الأزهر، ثم يمضي ساعات النهار في البحث عن الرزق.

وتأثرت الحالة المعيشية للأسرة خلال الأشهر الأخيرة، بعد تفشي فيروس كورونا، كما يؤكد نجله "محمد" الذي علق قائلاً؛ "لم يعد والدي يعمل بالكثافة نفسها بسبب كورونا، كما تعطلت مهنتي كبائع في منطقة الموسكي"، ويوضح الشاب الثلاثيني أنّ أشقاءه يساعدون في توفير دخل للبيت، لكن الأمور ساءت منذ 3 أشهر وبات عليهم البحث عن مهن مؤقتة غير كافية لسد متطلبات الحياة.

ودفعت قصة العم عاطف، وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين الكباج، إلى اعتباره واحداً من نماذج عديدة لا بد من توثيق قصص كفاحهم.

عاطف كريم قصة كفاح

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التضامن الاجتماعي، الدكتور محمد العقبي، إن "العم عاطف مثال لأن العمل شرف والسن لا يمثل عائقاً للاستمرار  في أي مهنة أو وظيفة".

وأكّد العقبي أنّ فريق التدخّل السريع بالوزارة تحرّك بعد انتشار قصة العم عاطف، وتمّ التعرّف على احتياجات الأسرة، موضحاً أنّه تم التنسيق مع عدد من الجمعيات الأهلية لتأسيس مشروعات صغيرة لأسرته.

جدير بالذكر أنّ  المتحدث باسم وزارة التضامن الاجتماعي، أشار إلى أنّ الرجل التسعيني بات الآن في عناية رئاسة مجلس الوزراء، حيث صدر قراراً بتوفير كافة احتياجاته واحتياجات أسرته.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية