المتحوّر دلتا: قلق ومخاوف

المتحوّر دلتا: قلق ومخاوف


12/07/2021

أكمل عبدالحكيم

منذ تصنيف النوع المتحور من فيروس كوفيد-19 (دلتا) بأنه صنف مثير للقلق (Variant of Concern)، من قبل العديد من المنظمات الصحية الوطنية والدولية، بداية بالحكومة البريطانية في 7 مايو، ومروراً بمنظمة الصحة العالمية في 11 مايو، ونهاية بمركز الوقاية من ومكافحة الأمراض الأميركي في 15 يونيو، أصبح هذا المتحور من أكثر الأنواع سرعة في الانتشار، دون أن يكون من الواضح بعد، إذا ما كانت التطعيمات المتاحة حالياً تتمتع بنفس المقدار من الفعالية التي تظهرها ضد الأصناف الأخرى.
وتعتبر قدرة هذا المتحور على الانتشار، والانتقال من شخص إلى آخر، كما حدث بالفعل في عدة دول، هي مصدر القلق الرئيسي حالياً. ففي الأماكن التي يثبت تواجد هذا المتحور بها، سرعان ما ينطلق ليصبح الصنف الأكثر انتشاراً، وبكفاءة مرتفعة، حتى مقارنة بالمتحور (ألفا) الذي تم التعرف عليه للمرة الأولى خلال شهري ديسمبر ويناير الماضيين. وحالياً تظهر البيانات والإحصاءات أن المتحور (دلتا) أصبح يتواجد في 96 دولة، مع التوقع أن يتسع مدى ونطاق انتشاره بمرور الوقت.
وبخلاف الطفرات الوراثية التي أنتجت هذا المتحور، وزادت من قدرته على العدوى والانتشار بين أفراد الجنس البشري، هناك أيضاً عوامل أخرى زادت من وتيرة الانتشار والعدوى حول العالم. من هذه الأسباب، تخفيف القيود والإجراءات الخاصة بالتباعد الاجتماعي، وزيادة النشاط الاجتماعي والمهني، بحيث أصبح في عدد من الدول مستويات هذا النشاط مقاربة لمستوياته في الفترة السابقة لظهور الوباء الحالي.
والمعروف أنه بخلاف التطعيمات، تعتبر إجراءات الصحة العامة، والتباعد الاجتماعي، والعمل عن بُعد، وأحياناً حظر التجول والحجر الصحي، هي أكثر التدابير الممكنة فعالية في وقف انتشار الفيروس بين الأشخاص وداخل المجتمعات وحول العالم.
السبب الآخر في انتشار المتحور (دلتا)، وظهوره من الأساس، وظهور باقي الأصناف المتحورة، السابقة والحالية والمستقبلية، هو فقدان العدالة في توزيع التطعيمات حول العالم.
فالسماح للفيروس بالانتشار على نطاق واسع، يتيح له الفرصة للتغير بشكل متسارع، ويسهّل ظهور أصناف متحورة منه، بشكل يهدد فعالية ما هو متاح من سبل لمواجهته. مما يجعل انتشار الفيروس على نطاق واسع في دولة ما، خطراً مستقبلياً داهماً على الجميع دون استثناء، حيث يمكن النظر للمجتمعات التي ينتشر فيها صنف من الفيروس، كمصانع بيولوجية، يستغل الفيروس أفرادها لإنتاج نسخ جديدة متحورة منه، أسرع انتشاراً وأكثر ضراوة.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية