بعد عامين من انتشاره.. هذا ما فعله وباء كورونا في 129 دولة

بعد مرور عامين على انتشار وباء كورونا، كشفت دراسة مسحية أجرتها منظمة الصحة العالمية نهاية العام الماضي عن تعطل واضطراب الخدمات الصحة الأساسية في 90% من الدول التي شملتها الدراسة المسحية.

وركزت الدراسة المسحية على استمرارية تقديم الخدمات الصحية الأساسية خلال جائحة كوفيد 19، وشملت نحو (129) دولة.

منظمة الصحة العالمية تنشر نتائج دراسة مسحية أجرتها أواخر العام الماضي حول تأثير انتشار فيروس كورونا على تقديم الخدمات الصحية الأساسية

وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها الرسمي على الإنترنت: إنّه "بعد عامين على انتشار الوباء، ما تزال النظم الصحية تواجه تحديات كبيرة في توفير الخدمات الصحية الأساسية، حيث تم الإبلاغ عن الاضطرابات المستمرة في أكثر من 90% من البلدان التي شملها الاستطلاع في الجولة الـ3 من مسح النبض العالمي لمنظمة الصحة العالمية بشأن استمرارية الخدمات الصحية الأساسية خلال جائحة كوفيد19".

وفقاً لبيان المنظمة، أبلغت البلدان عن حدوث اضطرابات في الخدمات في جميع المجالات الصحية الرئيسية، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأمهات والمواليد والأطفال والمراهقين والتحصين والتغذية ورعاية السرطان والاضطرابات العقلية والعصبية وتعاطي المخدرات وفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد والسل والملاريا وأمراض المناطق المدارية المهملة ورعاية كبار السن. بالإضافة إلى ذلك حتى مع زيادة التطعيم ضد كوفيد 19، تم الإبلاغ عن اضطرابات متزايدة في خدمات التطعيم الروتينية.

وتشير نتائج هذا المسح الأخير، الذي تمّ إجراؤه في نهاية عام 2021 ، إلى أنّ النظم الصحية في جميع المناطق وفي البلدان من جميع مستويات الدخل ما تزال تتأثر بـ"شدة"، مع تحسن طفيف أو معدوم مقارنة بآخر مسح تمّ إجراؤه أوائل عام 2021.

 تواصل الاضطراب في جميع أماكن الرعاية الصحية

قالت منظمة الصحة العالمية: "في أكثر من نصف البلدان التي شملها الاستطلاع، ما يزال العديد من الناس غير قادرين على الحصول على الرعاية في مستويات الرعاية الأولية والرعاية المجتمعية. وقد تمّ الإبلاغ عن اضطرابات كبيرة في رعاية الطوارئ، لا سيّما فيما يتعلق بالتأثير على الأشخاص ذوي الاحتياجات الصحية العاجلة. وأبلغت 36% من البلدان عن حدوث اضطرابات في خدمات الإسعاف، و32% عن اضطرابات في خدمات غرف الطوارئ على مدار (24) ساعة، و23% عن اضطرابات في العمليات الجراحية الطارئة."

الدراسة تشير إلى أنّ الخدمات الصحية الأساسية في 90% من الدول التي شملها المسح تعطلت أو تعرقلت بسبب كورونا

وبحسب بيان المنظمة، تعطلت العمليات الجراحية الاختيارية في 59% من البلدان، ممّا قد يكون له عواقب متراكمة على الصحة مع استمرار الجائحة، وتمّ الإبلاغ عن اضطرابات في الرعاية التأهيلية والرعاية التلطيفية في حوالي نصف البلدان التي شملها الاستطلاع."

معوقات الوصول لأدوات ولقاحات كوفيد 19

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّ 92% من البلدان أبلغت عن "معوقات خطيرة" في توسيع نطاق الوصول إلى أدوات كوفيد 19 الأساسية، بما في ذلك التشخيصات والعلاجات واللقاحات ومعدات الحماية الشخصية.

وسلط المسح الضوء على قضايا العاملين في القطاع الصحي باعتبارها أكبر العوائق التي تحول دون الوصول إلى أدوات كوفيد19، والتي من المحتمل أن تكون ناجمة عن تعرض العاملين الصحيين للإرهاق أو الإصابة بكوفيد 19 أو ترك العمل.

وفي هذا الشأن، أبلغت 56% من البلدان عن تحديات القوى العاملة الصحية لأغراض التشخيص والاختبار، وأبلغت 64% عن عوائق أمام الوصول لعلاجات كوفيد 19، و36% عن عوائق أمام توزيع واستخدام معدات الوقاية الشخصية.

وتشمل العقبات الأخرى نقص التمويل، ونقص الإمدادات والمعدات، ونقص البيانات والمعلومات والاستراتيجيات والتوجيهات.