بهذه الطرق تواصل ميليشيات الحوثيين قمع الإعلام

بهذه الطرق تواصل ميليشيات الحوثيين قمع الإعلام


20/04/2021

تمارس ميليشيات الحوثي الإرهابية الكثير من الانتهاكات بحق الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية دون أي رادع، ما جعل من مهنة المتاعب خطراً كبيراً يحدق بالعاملين فيها، ويعرّضهم للقتل أو السجن إذا ما نقلوا خبراً أو تقريراً لا يتماشى مع هوى الميليشيات الموالية لإيران.

وانتهج الحوثيون للتضيق على الإعلاميين الكثير من الوسائل؛ منها مصادرة وسائل الإعلام الخاصة والمستقلة في مناطق سيطرتهم، والتنكيل بالصحفيين المستقلين، إضافة إلى مواصلة عملية "تجريف غير مسبوق للصحفيين والناشطين في مجال الحريات الإعلامية، فقد اضطر الكثير منهم للنزوح إلى مناطق أخرى أو خارج اليمن".

وآخر جرائمهم بحق الصحافة سجلت أمس، حيث داهمت ميليشيا الحوثي الإرهابية شركة "يمن ديجيتال" التي تُعدّ أكبر شركة إعلامية للبث الفضائي في صنعاء، وقامت بمصادرة معداتها بقوة السلاح.

وفي التفاصيل، اقتحم أمس عناصر جهاز "الأمن والمخابرات" التابع للميليشيات مقر الشركة الرئيسي لـ"يمن ديجيتال ميديا للإعلام" بصنعاء، التي تستحوذ على معظم الأعمال الإعلامية داخل اليمن لصالح وسائل إعلام عربية ودولية، وفق ما نقل موقع المصدر اليمني.

وقامت ميليشيا الحوثي بالاستحواذ على معدات الشركة بزعم "التخابر مع دول أجنبية"، ونصّبت مديراً جديداً لفرع الشركة الرئيسي بصنعاء.

وبحسب المصادر التي نقل عنها موقع "العين" الإخباري، فقد رافق مسلحي الحوثي مندوبون آخرون يتبعون "الحارس القضائي"، وهو الجهاز الذي أنشأته الميليشيات لشرعنة مصادرة أموال وشركات ومؤسسات المناهضين لها في مناطق سيطرتها.

 

ميليشيا الحوثي الإرهابية تداهم شركة "يمن ديجيتال" التي تُعد أكبر شركة إعلامية للبث الفضائي في صنعاء، وتصادر معداتها بقوة السلاح

 

و"يمن ديجتال ميديا" تأسست 2004، وتُعدّ أكبر شركة خاصة عاملة في البث الفضائي عبر الأقمار الصناعية باليمن، وسبق لميليشيات الحوثي اقتحام مكتبها في 2018، قبل أن تعود وتداهمها وتصادرها يوم الإثنين.  

وقال المدير التنفيذي للشركة طه المعمري: إنّ ميليشيا الحوثي وجهت للطاقم تهمة "اقتراف جرائم تمسّ بأمن الدولة، وإعانة العدوان، والتخابر مع دولة أجنبية"، وهي تهم سبق أن لفقتها للعديد من الصحفيين اليمنيين.

واعتبر "المعمري" -في بلاغ تقدّم به إلى "مرصد الحريات الإعلامية" اليمني- أنّ توجيه مثل هذه التهم هو مبرر لمصادرة معدات الشركة وإيقاف عملها.

وقد أدان مرصد الحريات الإعلامية المعني بتوثيق الانتهاكات ضد الصحفيين اليمنيين ووسائل الإعلام جريمة اقتحام "يمن ديجيتال"، معتبراً ذلك "سلوكاً يفتقر إلى مسوغات قانونية".

وقال في بيان نشره عبر صفحته على فيسبوك: إنّ ذلك يُعدّ "انتهاكاً صارخاً لحرّية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور والقوانين والمواثيق الدولية".

وحمّل البيان ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الممارسات العدائية ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام باليمن، مطالباً الانقلابيين بسرعة التوقف عن هذه الانتهاكات.

من جهتها، دانت نقابة الصحفيين اليمنيين خطوة الحوثيين هذه، واصفة إياها بواقعة انتهاك جديدة وخطيرة.

 

طه المعمري: ميليشيا الحوثي وجهت للطاقم تهمة "اقتراف جرائم تمسّ بأمن الدولة وإعانة العدوان والتخابر مع دولة أجنبية"

 

وطالبت في بيان أصدرته أمس "سلطة الأمر الواقع بإنهاء هذه الإجراءات التعسفية المقيدة لحرّية الإعلام والاستثمار الإعلامي".

واستنكرت الزجّ بالمؤسسات الإعلامية في الصراع، والإصرار على تصفية كافة المؤسسات غير التابعة للحوثيين، وتلفيق التهم جزافاً لكل ما لا يتطابق وهوى سلطات الأمر الواقع بصنعاء، محمّلة الحوثيين مسؤولية هذه الممارسات، وفق موقع المشهد اليمني.

ودعت المنظمات المعنية بحرية التعبير، وفي مقدمتها "اتحاد الصحفيين العرب" و"الاتحاد الدولي للصحفيين"، للتضامن مع الشركة المذكورة، والضغط لإنهاء هذه الإجراءات القمعية.

اقرأ أيضاً: الحوثيون يرتكبون إبادة جماعية بحق الأطفال... وزير الإعلام اليمني يحذر

هذا، وكانت جماعة الحوثي قد صعّدت منذ بدء انقلابها ضد المؤسسات الإعلامية والصحفيين اليمنيين بشكل غير مسبوق، وذلك باقتحام قنوات، وإغلاق مقرات صحف، وحجب مواقع إلكترونية إخبارية، في خطوة وصفتها نقابة الصحفيين بأنها تهدف لإسكات الأصوات المخالفة لها.

وبدأت الحملة بقيام شركة "يمن نت" -المزود الرئيسي للإنترنت في اليمن- بحجب العديد من المواقع الإلكترونية المناوئة للحوثيين، منها موقع "مأرب برس"، ومحرك البحث اليمني الشهير "صحافة نت"، ومواقع "يمن فويس"، "ويمن برس".

واقتحم الحوثيون مقرات قناتي "سهيل" و"يمن شباب" واحتجزوا موظفيهما، وكرروا ذلك مع قناتي "السعيدة" و"معين"، وصولاً إلى اقتحام مكتب شبكة الجزيرة والعبث بمحتوياته وتعطيل كاميرات المراقبة واختطاف مهندس البث وحارس أمن.

 

مرصد الحريات الإعلامية: اقتحام شركة "يمن ديجيتال" جريمة وانتهاك صارخ لحرّية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور والقوانين والمواثيق الدولية

 

ولم تسلم الصحافة المطبوعة من الاعتداء، فقد اقتحم مسلحون حوثيون مقر صحيفة "المصدر" اليومية وموقعها الإلكتروني وأغلقوه وفرضوا حراسة أمنية عليه، واختطفوا عدداً من الصحفيين ثم أطلقوهم بعد فترة وجيزة.

وتأتي هذه الخطوات تنفيذاً لتهديد وزارة الإعلام -التي يسيطر عليها الحوثيون- الذي أكدت فيه أنها "ستتخذ الإجراءات القانونية الرادعة والصارمة التي قد تصل إلى حد الإغلاق لأي وسيلة إعلامية تعمل على إثارة الفتن والقلاقل".

وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قد خصّ الإعلام في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة لجماعته قبل أعوام، ضمن 5 جبهات لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف.

وقال الحوثي: إنّ مهمة الجبهة الإعلامية "التصدي لكل الحملات الخائنة داخلياً وخارجياً".

وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد أكدت أنّ الحريات الصحفية تشهد أسوأ مراحلها منذ إقرار التعددية السياسية وحرّية التعبير عام 1990.

وحسب مؤسسة "حرّية" للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي، تشمل أبرز الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية حالات اختطاف واعتقال واعتداءات جسدية وضرباً مبرحاً لمراسلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، فضلاً عن مصادرة أدوات تصوير تلفزيونية وصحفية.

وفي الفترة الأخيرة، استخدم الحوثيون قطع الرواتب وسيلة لمعاقبة الصحفيين الموظفين بالمؤسسات الرسمية رداً على انتقاداتهم لهم في الحكم وقمع الحريات الصحفية في البلاد، ويبرر الحوثيون إجراءاتهم بأنها قانونية بحق المتغيبين عن أداء أعمالهم.

ورصدت لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين 24 حالة انتهاك للحريات الإعلامية خلال الربع الأول من العام الجاري.

 

لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين ترصد 24 حالة انتهاك للحريات الإعلامية خلال الربع الأول من العام الجاري

 

وقالت اللجنة في تقريرٍ لها أمس: إنّ 24 حالة انتهاك تعرّض لها صحفيون منذ بداية العام الجاري حتى نهاية آذار (مارس) الماضي، منها 7 حالات اعتقال واحتجاز وملاحقة، و7 حالات محاكمات واستدعاء، و6 حالات منع من التغطية والزيارة والرعاية الصحية، إلى جانب حالتي مصادرة مقتنيات وممتلكات، إضافة إلى حالة اعتداء وحالة تهديد.

وأشارت، وفق ما أورده موقع الخبر اليمني، إلى أنّ 14 حالة انتهاك من مجمل الانتهاكات المرصودة ارتكبتها جماعة الحوثي، وارتكبت الحكومة بمختلف تشكيلاتها وهيئاتها 9 حالات.

اقرأ أيضاً: ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل تدمير قطاع التعليم.. ما الجديد؟

وخلال آذار (مارس) الماضي، سجلت منظمات حقوقية 7 حالات انتهاك، بما فيها استئناف ميليشيا الحوثي جلسات محاكمة 4 صحفيين بعد إصدار حكم إعدام بحقهم من قبل المحكمة المتخصصة بالإرهاب الخاضعة للانقلاب.

وأوضح المرصد أنه رصد في التقرير "143 حالة انتهاك ضد الصحفيين والإعلاميين في اليمن عام 2020، تنوّعت بين حالات قتل وإصابة واختطاف واعتداء وتهديد واستهداف مؤسسات إعلامية".

وتصدّر الحوثيون "قائمة منتهكي الحريات الصحفية، فقد تمّ رصد 70 انتهاكاً للحريات الإعلامية، مارستها الجماعة في مناطق متفرقة في اليمن، ومارست ضدهم أبشع أنواع التعذيب"، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى بعض الحالات المنسوبة إلى الجماعة المدعومة من إيران، ومنها محاكمة 11 صحفياً وإصدار أحكام بإعدام 4 منهم في نيسان (إبريل) 2020، والحكم على 7 صحفيين في تشرين الثاني (نوفمبر)، وصفتهم المحكمة الحوثية بـ"الفارين من وجه العدالة، ومبادلة 5 صحفيين بأسرى حرب، ورفض إطلاق سراحهم في ظل انتشار جائحة كورونا، إضافة إلى تشديد الرقابة عليهم مع الجائحة".

الصفحة الرئيسية