تحتفل به قوميات وأديان مختلفة.. ماذا تعرف عن عيد نوروز؟

تحتفل به قوميات وأديان مختلفة.. ماذا تعرف عن عيد نوروز؟


21/03/2022

يحتفل حوالي 300 مليون شخص من شعوب الشرق الأوسط وشرق آسيا ومنهم الكرد والفرس والبشتون والأذريون وغيرهم، في 21 آذار (مارس) من كل عام بعيد نوروز، الذي يعني باللغتين؛ الكردية والفارسية "اليوم الجديد"، ويعتبر عيد رأس السنة لدى الأكراد والفرس.

ويقول الكرد إنّهم يحتفلون بهذا العيد منذ عام 612 قبل الميلاد؛ أي إنّهم سيدخلون عام 2633 هذه السنة، أما الفرس، فاحتفلوا به بعد هذا التاريخ، وسيدخلون عام 1400 هذا العام، وهناك من يقول إنّ أصول هذا الاحتفال بدأت مع الزرادشتية قبل 3 آلاف عام.

اقرأ أيضاً: مع حلول عيد النيروز... هل اكتشف الإيرانيون حقيقة نظامهم؟

وتحتفل الشعوب "الآرية" أو الشعوب التي شكّلت في وقت من الأوقات جزءاً من الإمبراطورية الفارسية بيوم نوروز بشكل متشابه تقريباً؛ إذ تُشعل النيران ويرتدي الرجال والنساء والأطفال ملابس زاهية، احتفالاً بقدوم الربيع وانتهاء فصل طويل من الشتاء في تلك المناطق.

يرتدي الرجال والنساء ملابس زاهية وتصدح الموسيقى في المناطق التي يحتفل فيها بنوروز

و"نوروز" هو العيد الوحيد الذي تحتفي به قوميات وأديان وشعوب مختلفة عبر القارات، وأقرته كثير من البلدان مثل إيران والعراق و قرغيزستان وأذربيجان عطلة رسمية، كما يُحتفل به في تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان ومقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وولاية كوجارات الهندية وشمال غرب الصين.

رمزية ثورية أم توسعية؟

ومعظم المحتفلين بنوروز، يعدونه عيداً دينياً أو ثقافياً منذ مئات السنين، لكنه أخذ طابعاً قومياً عند الكرد وخاصة في العصر الحديث؛ إذ بات حدثاً سنوياً يؤكد من خلاله الأكراد على هويتهم ومطالبهم وحقوقهم القومية والسياسية في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا.

ووفق المؤرخين الكُرد، فإنّ قصة النوروز في الرواية الكردية تشير إلى الانتصار على الظلم، حيث تقول الأسطورة إنّ "كاوة الحداد" قام بثورة على الملك الظالم "الضحاك" الذي كان "يأكل الأطفال" من خلال اثنين من الأفاعي ربطتا على كتفه، قبل أن يعمد كاوة إلى إشعال ثورة استعان فيها بأطفال أنقذهم من الموت وقدم لهم التدريب في جبل كانوا يحتمون به، وفق ما أورد موقع "الحرة".

يمتلك نوروز رمزية ثورية بالنسبة للكرد، بينما تشير الأسطورة الفارسية له إلى رمزية (الإمبراطورية والتوسع)

وتشير الأسطورة إلى إشعال كاوه ناراً عظيمة فوق الجبل ليخبر القرى المجاورة لقريته عن الثورة التي أشعلها، وكان هذا في يوم الحادي والعشرين من آذار (مارس).

وفيما يمتلك نوروز رمزية ثورية بالنسبة للكرد، تشير الأسطورة الفارسية له إلى رمزية "الإمبراطورية والتوسع".

وتشير الرواية الفارسية إلى أنّ الملك جمشيد قام باعتلاء عرشه في أذربيجان، فسطعت الشمس وأشرق نور التاج والعرش على الناس المتجمهرين الذين قالوا إنّ هذا يوم جديد، فأصبح اسم العيد نيروز.

في اسطنبول التركية مؤيدات لحزب الشعب الديمقراطي (الكردي) يحتفلن بعيد نوروز

لكن المشترك بين جميع الشعوب التي تحتفل به هو أنه عيد الربيع ودورة الحياة الجديدة التي تمد الإنسان بالطاقة وتزهر البراعم وتخرج الحيوانات من جحورها بعد برد الشتاء، وفق ما أوردت "بي بي سي".

ولم يُسمح بإحياء احتفالات نوروز في تركيا وسوريا حتى وقت قريب، لكن كرد إيران والعراق كانوا أوفر حظاً من أقرانهم؛ لأنّ الإيرانيين أنفسهم يحتفلون به، كما أنّ الكرد في العراق عززوا الاحتفال به بعد حصولهم على الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق في سبعينيات القرن الماضي.

اقرأ أيضاً: 10 معلومات عن الديانة اليارسانية التي يعتنقها بعض الأكراد

أمّا في كل من تركيا وسوريا؛ فكانت الحكومات المتعاقبة تمنع الاحتفالات بشدة وتعتقل المشاركين فيها لدرجة أنّ كثيرين دفعوا حياتهم ثمناً لإحياء هذا اليوم، وخاصة في أوائل التسعينيات، عندما استخدمت المدرعات والرصاص الحي ضد المشاركين في الاحتفالات في مدينة جزرة الواقعة جنوب شرقي تركيا واعتقلت السلطات كثيرين حتى من هم دون سن الـ 18 عاماً.

طقوس العيد 

والاحتفالات بهذا العيد ترافقها طقوس معينة منها إشعال النار والقفز فوق المشاعل للتخلّص من الأمراض وسوء الحظ حسب بعض المعتقدات.

ومن طقوس نوروز أيضاً حمل المشاعل وتسلّق جبل "عقرة" الذي يبعد عن العاصمة بغداد بمسافة 500 كيلومتر.

من العادات الشهيرة بين الإيرانيين خلال موسم العيد، ما يُعرف بـ (آبريزگان) أو اللعب بالماء، والحكمة منها هي الطهارة والتفاؤل بهطول الأمطار

وفي هذه المناسبة يلتئم شمل العائلات ويخرج بعض المحتفلين إلى الهواء الطلق للتنزّه والرقص.

ويعد يوم نوروز من العطلات الرئيسية في إيران حيث تغلق المؤسسات الحكومية أبوابها على مدى 5 أيام.

وفي المناطق الكردية في العراق وتركيا وسوريا وإيران وغيرها يولي الكرد المناسبة أهمية خاصة وتختلف مظاهر الاحتفال من مكان لآخر وفقاً للظروف السياسية السائدة.

أكراد سوريون يوقدون شعلة نوروز في مدينة القامشلي

وفي أذربيجان؛ يستعد السكان قبل أسابيع للاحتفال بالعيد حيث تنتشر مشاعل النار ويجوب الأطفال الأحياء من بيت لبيت طلباً للحلوى.

سُفرة السينات السبع

ويقوم المحتفلون أيضاً بإعداد مائدة خاصة تدعى "سُفرة السينات السبع"، وهي مكونة من الثوم "سير"، والسنابل أو الورد "سنبل" والخل "سيركة" وعملة معدنية "سكة" والخضروات "سبزي أو سبزه" وحلوى "سمنو" و ثمرة "سنجد" البرية.

وفي بعض الأحيان يوضع "سمّاق" وهو نوع من التوابل الحمراء حامضة الطعم بدلاً من الخل أو بدلاً من أحد المكونات الأخرى، أو يتم الاستعانة بالتفاح "سيب".

إضافة إلى الأشياء الـ 7، يوضع "الكتاب المقدس" وسط الأشياء، وهو كتاب "آفيستا" لزرادشت، أما العائلات المُسلمة فقد استبدلت كتاب آفيستا بالقرآن.

ومن العادات المشهورة بين الإيرانيين خلال موسم العيد، ما يُعرف بـ "آبريزگان" أو اللعب بالماء، والحكمة منها هي الطهارة والتفاؤل بهطول الأمطار.
 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية