تصعيدات استفزازية روسية تواجه الدعم الأوروبي المتزايد لأوكرانيا... فهل اقترب الصدام؟

تصعيدات استفزازية روسية تواجه الدعم الأوروبي المتزايد لأوكرانيا... فهل اقترب الصدام؟


19/04/2021

غداة تجديد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكس من أوروبا دعمه في مواجهة روسيا وتحديداً في مطلبه بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يُعدّ الأوروبيّون قوى لافتة فيه إلى جانب الولايات المتحدة وتركيا، اتخذت روسيا خطوات تصعيدية جديدة في مواجهة أوكرانيا، في رسالة مفادها أنه كلما زاد الدعم أو طلبه، اقتربت المواجهة.

موسكو ستعلق حتى تشرين الأول حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في 3 مناطق في القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها عام 2014

وبالفعل، تبدو المواجهة وشيكة في منطقة متوترة وحيوية، خصوصاً بعدما طردت روسيا أمس القنصل الأوكراني من أراضيها، بدعوى تلقيه معلومات سرّية أمنية من مواطن روسي، أي اتهامه بالتجسس، جاء ذلك عقب ساعات من قرار روسي بتعليق الملاحة في 3 مناطق في القرم.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، بحسب ما أورده موقع (فرانس 24)، أنّ موسكو ستعلق حتى تشرين الأول (أكتوبر) حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في 3 مناطق في القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها عام 2014.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكس

وأرسلت روسيا قوات إلى القرم، وأطلقت مناورات بحرية في البحر الأسود، وقالت إدارة الإبحار في وزارة الخارجية الروسية لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الرسمية: "من 24 نيسان (أبريل) منذ الساعة 9 ليلاً حتى 31 تشرين الأول (أكتوبر) الساعة 9 ليلاً، سيُعلّق عبور السفن العسكرية وسفن رسمية أخرى في المياه الإقليمية التابعة للاتحاد الروسي".

اقرأ أيضاً: ماكرون يحذر روسيا... ما علاقة أوكرانيا؟

والمناطق الـ3 المعنية بهذا القرار، بحسب المصدر ذاته، هي الطرف الغربي للقرم ومنطقة تقع إلى الجنوب من سيفاستوبول إلى غورزوف، وأخيراً منطقة على شكل "مستطيل" قبالة شبه جزيرة كيرتش بالقرب من محمية أوبوكسكي الطبيعية، وهذه المنطقة الأخيرة هي الأكثر إثارة للجدل؛ لأنها قريبة من مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف، الذي يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة إلى صادرات أوكرانيا من الحبوب والفولاذ.

 

اتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية موسكو بـ"الاتجاه نحو التصعيد من حدة التوتر" وقالت: يتعين على دبلوماسي كبير في السفارة الروسية بكييف مغادرة الأراضي الأوكرانية

 

ومن جانبها، واجهت أوكرانيا التصعيدين الروسيين بالتنديد والتوجه إلى الأوروبيين طلباً للمساعدة، واتخاذ إجراء مماثل في القضية الدبلوماسية.

 وأعربت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان أمس، عن احتجاجها الشديد على توقيف أجهزة الأمن الروسية القنصل العام الأوكراني ألكسندر سوسونيوك، وعلى مطالبته بمغادرة أراضي روسيا، حتى 21 نيسان (أبريل).

ووصفت الوزارة الإجراء الروسي بأنه "غير قانوني"، ويخالف اتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961) وللعلاقات القنصلية (1963). 

واتهمت الوزارة موسكو بـ"الاتجاه نحو التصعيد من حدة التوتر" مع كييف، مضيفة: "رداً على الاستفزاز المذكور، يتعين على دبلوماسي كبير في السفارة الروسية بكييف مغادرة الأراضي الأوكرانية في غضون 72 ساعة، اعتباراً من 19 نيسان (أبريل)".

سارعت الولايات المتحدة بإعلان الدعم الكامل لأوكرانيا مع تصاعد التوترات قبل أسابيع

وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية قد ندّدت من قبل بالقيود على الإبحار التي فرضتها روسيا منذ الخميس، حتى قبل معرفة ما المناطق المعنية، وقالت إنها بمثابة "اغتصاب لحقوق أوكرانيا السيادية"، وأشارت إلى أنّه بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، فإنّ "روسيا يجب ألّا تعرقل وألّا تضايق النقل عبر هذا المضيق في اتجاه المرافئ المطلة على بحر آزوف".

الأوربيّون

وتبدو فرص أوكرانيا في المواجهة أفضل من نظيرتها، حين احتلت روسيا أراضيها أو خلال المواجهات التي تجدّدت حتى العام 2018 قبل توقيع معاهدة نبيس، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي جاء بأجندة تهدف إلى عودة النفوذ والحضور الأمريكي في مناطق انكمش فيها في ظل عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي رفع شعار "أمريكا أولاً"، كما أنّ الأوروبيين أيضاً يبدون سرعة في الاستجابة والتصعيد، ما يضع روسيا في موقف حرج.

 

في ظل التصعيدات الروسية الأخيرة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحاجة إلى رسم خط أحمر أوروبي أمام روسيا في أوكرانيا

 

وسبق أن سارعت الولايات المتحدة بإعلان الدعم الكامل لأوكرانيا مع تصاعد التوترات قبل أسابيع.

وفي ظل التصعيدات الروسية الأخيرة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحاجة إلى رسم خط أوروبي أحمر أمام روسيا في أوكرانيا.

وباتت سياسة الخطوط الحمراء، التي أطلقها بداية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ليبيا في وجه تركيا، مؤشراً على النية للتدخل أو الدعم العسكري.

وقال ماكرون أمس: "علينا تحديد خطوط حمراء واضحة مع روسيا"، مبدياً استعداده لفرض عقوبات في حال أبدت موسكو "سلوكاً غير مقبول"، وذلك في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس" الأمريكية بُثت مقتطفات منها السبت، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

اقرأ أيضاً: هل تكرّر روسيا سيناريو الأزمة الجورجية مع أوكرانيا؟

وقال ماكرون رداً على سؤال بشأن احتمال اتخاذ تدابير ضد موسكو في حال اجتاحت أوكرانيا، في وقت تحشد روسيا قوات متزايدة على الحدود: "أعتقد أنه بعد سلوك غير مقبول، علينا بالفعل فرض عقوبات"، وأضاف: "أعتقد أنه يتحتم علينا تحديد خطوط حمراء واضحة مع روسيا".

الرئيس الفرنسي ماكرون: علينا تحديد خطوط حمراء واضحة مع روسيا

وأكد ماكرون أنّ العقوبات وحدها "غير كافية"، وأنّ من الأفضل إقامة "حوار بنّاء"، واعتبر أنّ العقوبات تشكّل "الطريقة الوحيدة لنكون ذوي صدقية".

وفي الوقت ذاته، أعلنت مصادر بحرية رفيعة أنّ سفناً حربية بريطانية ستبحر إلى البحر الأسود في أيار (مايو) المقبل، وسط تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا.

اقرأ أيضاً: تركيا والبحر الأسود وأوكرانيا.. معضلة التوازن

وأضافت المصادر لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أنّ "إرسال هذه السفن يهدف إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا وحلفاء بريطانيا في حلف شمال الأطلسي"، وفق موقع "العين".

وقال التقرير: إنّ "مدمّرة مسلحة بصواريخ مضادة للطائرات، وفرقاطة مضادة للغواصات، ستغادران مجموعة مهام حاملة الطائرات البحرية الملكية في البحر الأبيض المتوسط، وتتجهان عبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسود".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية