تقرير أمريكي يحذر: حزب الله يسعى للتدخل في قرارات الجيش اللبناني

تقرير أمريكي يحذر: حزب الله يسعى للتدخل في قرارات الجيش اللبناني


13/07/2021

كشف موقع "غلوبل ريسك إنسايتس" الأمريكي أنّ حزب الله اللبناني القريب من إيران قد يسعى إلى فرض القانون والنظام بنفسه مستغلاً الأزمة الخانقة متعددة الجوانب في لبنان،  رغم أنّ أمين عام الحزب حسن نصر الله حاول الظهور بشكل مغاير في خطابه في 25 حزيران (يونيو)، حين ادّعى أنه "يدعم تعزيز الجيش اللبناني في مهمته لتأمين البلاد".

 

غلوبل ريسك إنسايتس الأمريكي: حزب الله اللبناني قد يسعى إلى فرض القانون والنظام بنفسه مستغلاً الأزمة الخانقة في لبنان

 

وقال الموقع الذي ينشر تحليلات ومراجعات للمخاطر السياسية لصالح الشركات والمستثمرين، في تقرير حمل عنوان "لبنان على شفا الهاوية"، قال: "إنّ حزب الله قد يتمكن من التدخل في قرارات الجيش، ما قد يثير "مشاعر طائفية عنيفة داخلياً وضجة بين المجتمع الدولي،" داقاً ناقوس الخطر.

وأشار التقرير إلى المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطنون جراء شح المواد الأساسية، وتآكل القدرة الشرائية لدى شرائح واسعة من المجتمع، مؤكداً أنّ قيادة الجيش متخوفة من عدم قدرة قواتها على فرض القانون، بينما يهيج العوز الناس ويؤجج الخلافات داخل البلاد.

وجاء في التقرير أنّ "القيادة قلقة من عدم قدرتها على الانتشار في المناطق الضرورية، لأنّ جنودها لم يتلقوا رواتبهم، ونتيجة لذلك يعاني الجنود إلى جانب الشعب من تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية".

 

حزب الله قد يتمكن من التدخل في قرارات الجيش، ما قد يثير مشاعر طائفية عنيفة داخلياً وضجة بين المجتمع الدولي

 

واتفقت نحو 20 دولة في اجتماع دولي عُقد الشهر الماضي برعاية فرنسية على تقديم مساعدات طارئة للجيش اللبناني، وتألفت المساعدات من الإمدادات الأساسية مثل الحليب والدقيق والأدوية والوقود.

"وما تزال الولايات المتحدة أكبر داعم مالي للجيش اللبناني، وقد ارتفع التمويل هذا العام من 15 مليون دولار كل عام إلى 120 مليون دولار، ومع ذلك، ما يزال هذا أقل بكثير من المساعدات المطلوبة"، وفق التقرير.

ولفت التقرير إلى الجبهات التي يتوجب على الجيش اللبناني مواجهتها على هامش التململ الاجتماعي داخلياً "من القتال على الطعام في منطقتي باب التبانة وجبل محسن بطرابلس إلى توغل المسلحين في عرسال، تتناقص قدرة الجيش على حماية حدود لبنان، ناهيك عن تخفيف حدة الفتنة الداخلية".

وأشار في السياق إلى خطورة الوضع بينما يمتلك الكثير من اللبنانيين الأسلحة، في بلد فيه عدد كبير من الجماعات المسلحة "وأمراء الحرب من أيام الحرب الأهلية".

 

قيادة الجيش متخوفة من عدم قدرة قواتها على فرض القانون، خاصة أنّ الجنود يعانون من تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية

 

وفي الوقت الحالي "ما يزال الفاعلون السياسيون في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، على سبيل المثال، مثل فتح والجهاد الإسلامي الفلسطيني في مخيم الرشيدية، يتمتعون بالسلطة، وأي نقص في المساعدات الآتية من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) يمكن أن يقلب الموازين، لأنّ اليأس يثير العنف"، وفق التقرير.

وفي سياق متصل، اهتمت الصحف البريطانية بوضع الجيش اللبناني في ظل الانهيار الاقتصادي.

وقالت صحيفة "التليغراف" التي نشرت تقريراً بعنوان "يمكن للجيش اللبناني أن يمنع الانهيار الكامل للبلاد - إذا استطاع الاستمرار في إطعام جنوده".

وقال التقرير: إنه "وسط انهيار اقتصادي مدمر" في لبنان، "لم يعد الجيش اللبناني قادراً على إطعام جنوده اللحوم".

وأضاف أنه "وسط التضخم المفرط وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود والغذاء في لبنان، لم يكن السياسيون اللبنانيون مستعدين لتنفيذ الإصلاحات، تاركين الجيش اللبناني كواحد من المؤسسات القليلة في البلد المحاصر التي تتمتع بدعم واسع نسبياً".

 

صحيفة التليغراف: وسط انهيار اقتصادي مدمر في لبنان، لم يعد الجيش اللبناني قادراً على إطعام جنوده

 

وقال التقرير: إنّ التحذير الأخير لقائد الجيش في خطاب ألقاه في آذار (مارس) الماضي من أنّ الجنود "يعانون وجوعى" مثل بقية السكان أثار مخاوف من أنّ الانهيار قد ينذر بالانزلاق إلى الهاوية، لافتاً إلى أنّ انقسام الجيش اللبناني على أسس طائفية في وقت مبكر من الحرب الأهلية 1975-1990 أدى إلى حكم الميليشيات.

وأضاف التقرير أنّ الحكومات الأجنبية تحجم عن توجيه المساعدات من خلال حكومة معروفة على نطاق واسع أنها غير فعالة وفاسدة.

وأشار التقرير إلى قول قائد الجيش إنّ لبنان يواجه عواقب وخيمة إذا استمرت الأزمة، مضيفاً: "كيف يمكن لجندي أن يعيل أسرة براتب لا يتجاوز 90 دولاراً؟"، وأضاف: "إذا لم يتم تخفيفها، فإنّ الأزمة الاقتصادية والمالية ستؤدي حتماً إلى انهيار جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش اللبناني الذي يُعد العمود الفقري للبلد".

وفي السياق، أكد مسؤول عسكري لبناني بارز لأسوشيتد برس أنّ الوضع الاقتصادي أثر بشكل كبير على الروح المعنوية للجنود، وقال: "ليس هناك شك في أنّ هناك استياءً كبيراً في صفوف الجيش".

 

آرام نركيزيان يحذر من أنّ تدهور الجيش سيسمح لحزب الله بأن يكون القوة الوحيدة المسيطرة في البلاد

 

وأشار المسؤول إلى أنّ الجيش "لديه واجبات كثيرة" تتضمن الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

وقال المسؤول العسكري- الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشياً مع اللوائح - "قيادة الجيش قلقة بشأن تطورات الوضع الأمني على الأرض والقدرة على التعامل مع هذه القضية".

وأضاف أنّ دعم الجيش "أمر حاسم" لتجنب سقوط لبنان في الفوضى.

هذا، وكانت فرنسا قد عقدت مؤتمراً عبر الفيديو في حزيران (يونيو) لجمع تبرعات ومساعدات طارئة للبنان.

يأتي ذلك بعد أن زار جوزيف عون قائد الجيش باريس لطلب المساعدة من الحكومة الفرنسية، التي حذرت من أنّ الجيش اللبناني "ربما لم يعد قادراً على تنفيذ مهامه الضرورية لاستقرار البلاد بشكل كامل".

يوازن الجيش اللبناني جزئياً حزب الله، الجماعة الشيعية المدعومة من إيران، والتي تتمتع بقوة مسلحة قوية، فضلاً عن الهيمنة السياسية.

اقرأ أيضاً: التململ الشيعي من "حزب الله" في لبنان ينمو‎

وكان كبير مستشاري برنامج الشؤون المدنية - العسكرية في الدول العربية بمركز كارنيغي للشرق الأوسط، آرام نركيزيان قد حذر من أنّ تدهور الجيش سيسمح لحزب الله بأن يكون القوة الوحيدة المسيطرة في البلاد، وهي نتيجة لا يريد معظم دول العالم، ولا سيما واشنطن، أن تتحقق.  

ويمكن أن يفتح ذلك الباب أمام دول مثل روسيا أو الصين أو إيران أو سوريا لاستمالة الجيش، وإيجاد طرق للتأثير عليه.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً، فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في 4 آب (أغسطس) وإجراءات مواجهة فيروس كورونا.

وفقدت العملة اللبنانية 90% من قيمتها في مقابل الدولار، وبات أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، ويعاني البلد الذي يفتقر إلى العملات الأجنبية من نقص في قطاعات عدة، لا سيّما الخبز والأدوية والوقود وغيرها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية