تقويض الإخوان داخل السودان يتطلب سد ثغرات تسللهم إلى الفوضى

تقويض الإخوان داخل السودان يتطلب سد ثغرات تسللهم إلى الفوضى


17/02/2021

على الرغم من الهدوء النسبي للأوضاع في السودان، إثر الاحتجاجات التي شهدها عدد من المدن بالتزامن خلال الأسبوع الماضي، واستغلتها عناصر وقيادات فلول جماعة الإخوان المسلمين من حزب المؤتمر الوطني المنحل لإثارة الفوضى بحسب المسؤولين، فإنّ ذلك لا ينفي وجود أزمات حقيقية في السودان، تظلّ مخاطر انفجارها قائمة ما لم يتمّ حلها.

اقرأ أيضاً: السودان: عوائق سياسية وقانونية تهدد عمل لجنة إزالة التمكين؟

وقد تعهد المجلس الوطني السوداني بتقويض نفوذ الجماعة، ووضع استراتيجية لمنع حضورهم في المشهد مستقبلاً، ومطالبة الدول بتسليم قياداتهم الفارين لمحاكمتهم في السودان، وتعمل اللجنة المشكلة لحلّ الأزمات المعيشية في السودان، جنباً إلى جنب، للبحث عن مخارج لتلك الأزمات.

وكانت لجنة تفكيك نظام الإخوان قد أمرت بالقبض على قيادات حزب المؤتمر المنحل، الضالعة في أعمال الفوضى التي شهدها السودان، إثر احتجاجات شعبية على تردّي الأوضاع المعيشية وأزمات اقتصادية، فقد تدخلت بعض العناصر وقامت بتخريب المنشآت العامة، ولجأت عدة ولايات سودانية إلى إعلان حظر التجوّل للسيطرة على الفوضى.

اقرأ أيضاً: السودان يحبط مخططاً إخوانياً لتفجير ميناء الخرطوم

وفي غضون ذلك، قال عضو مجلس السيادة السوداني ونائب رئيس لجنة تفكيك الإخوان محمد الفكي سليمان: إنّ مجموعات تتبع للنظام السابق اندست وسط المظاهرات التي خرجت في الولايات احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية، وجنحت بها نحو الفوضى والتخريب والحرق والنهب، بحسب ما أورده موقع "العين".

عضو مجلس السيادة السوداني: مجموعات تتبع للنظام السابق اندست وسط المظاهرات التي خرجت في الولايات ضد الأوضاع الاقتصادية، وجنحت بها نحو الفوضى والتخريب والحرق والنهب

وأشار الفكي إلى ضبط عدد من العناصر الإخوانية المتورطة في أعمال تخريب، وتجري محاكمتهم الآن، لافتاً إلى أنّ النيابة العامة خاطبت عدداً من الدول لتسليم قيادات الإخوان الهاربين من أجل محاكمتهم في السودان.

وكشف الفكي عن لجنة سودانية برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وعضوية وزيري العدل والمالية والنائب العام، مهمتها استرداد الأموال التي حوّلها نظام الإخوان إلى الخارج.

وأوضح أنّ اللجنة كلفت شركات ومكاتب محاماة للقيام بمهمّة استرداد أموال الإخوان بالخارج.

بحث عن انفراجة

وفي الوقت الذي تنشط فيه قوات الأمن والسلطات لمواجهة مخططات نشر الفوضى في السودان، تحاول الحكومة البحث عن انفراجة للأزمات المعيشية الملحّة، والتي يمكن أن تنفجر مجدداً في أي لحظة.

وبحسب ما أورده موقع "سودان تربيون"، فإنّ اجتماعاً ثانياً لمجلس الوزراء بحث أمس "فكّ الاختناقات الحالية في الكهرباء والقمح والوقود والغاز بأسرع فرصة".

ويعاني السودانيون من الطوابير للحصول على الوقود والخبز والغاز، فضلاً عن برمجة انقطاعات للتيار الكهربائي تمتدّ لساعات طويلة يومياً، بحسب المصدر ذاته.

اقرأ أيضاً: أعضاء "المؤتمر الوطني" المنحل بالسودان يحرضون لإسقاط الحكومة

وقال وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف في تصريح صحفي: إنّ جُلّ الاجتماع ركّز على مناقشة قضيتي المعيشة والقضية الأمنية.

وأوضح أنه، فيما يخصّ قضية المعيشة، تمّت متابعة الإجراءات المتخذة مؤخراً من قبل اللجنة المكوّنة من مجلس الوزراء لتوفير الاحتياج اللازم للبلاد من القمح لفكّ الضائقة الموجودة في دقيق القمح.

وأشار إلى اتخاذ معالجات، منها بداية إجراءات التعاقد مع شركات موردة للقمح لاستلام 200 ألف طن، وتجري خطوات مع برنامج الغذاء العالمي لاستلام 200 ألف طن أخرى.

 

في الوقت الذي تنشط فيه قوات الأمن والسلطات لمواجهة مخططات نشر الفوضى في السودان، تحاول الحكومة البحث عن انفراجة للأزمات المعيشية الملحّة، والتي يمكن أن تنفجر مجدداً في أي لحظة

 

وحول أزمة الوقود أعلن الوزير عن مراجعات لمسألة الوقود والغاز والفيرنس، وبشأن الكهرباء أوضح أنّ اللجنة الوزارية اتخذت عدداً من المعالجات، وتتمّ متابعتها عبر وزارة الطاقة من أجل فكّ الاختناق الحالي بأسرع فرصة ممكنة.

ولفت الوزير إلى أنّ الحكومة وضعت لها 5 أولويات في الفترة الحالية، سيتمّ الإعلان عنها خلال أيام بمجرّد إجازتها، قائلاً: قريباً سيتمّ نشر هذا البرنامج بأهداف محددة وجداول زمنية وجهات التنفيذ للرأي العام، حتى يكون على اطلاع ومراقبة للحكومة.

طي الخلافات

وفي إطار المخاطر المحدقة بالسودان، ما بين أزمات داخلية وخارجية، لجأت السلطات الحاكمة إلى طيّ خلافاتها، فقد جمع لقاء بين لجنة تفكيك نظام الإخوان، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان.

وقد انفجرت الأزمة بين الجانبين إثر اتهام أحد أعضاء اللجنة، وهو صلاح المناع، للبرهان بالتسبب في إطلاق سراح حرم الرئيس المعزول عمر البشير، وداد بابكر، عن طريق توصية للنائب العام، ما دفع رئيس المجلس الرئاسي إلى التقدّم ببلاغات ضده.

وبلغ التوتر بين المكوّن العسكري بمجلس السيادة ولجنة التفكيك، بحسب "سودان تربيون"، حدّ استقالة رئيس اللجنة وعضو المجلس السيادي الفريق أوّل ياسر العطا، ولاحقاً تمّ منع أعضاء اللجان من دخول القصر الرئاسي. وطبقاً لتعميم صادر عن مجلس السيادة، فإنّ البرهان التقى مساء الثلاثاء أعضاء لجنة تفكيك النظام، برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان رئيس اللجنة المناوب وحضور أعضاء اللجنة العليا صلاح مناع ووجدي صالح وطه عثمان وإيهاب الطيب.

اقرأ أيضاً: السلطات السودانية تلاحق فلول نظام البشير... ماذا يحدث في السودان؟

وقال التعميم: "تناول اللقاء التصريحات خلال الفترة الماضية، وتمّ فيه تصحيح المعلومات الخاطئة".

وقد جدّد رئيس مجلس السيادة خلال اللقاء دعم لجنة تفكيك نظام الـ30 من يونيو 1989، وإزالة التمكين، والوقوف معه بوصفه أهمّ متطلبات الثورة، وأكد الاجتماع على ضرورة عودة ياسر العطا رئيس اللجنة لممارسة مهامّه بصورة طبيعية.

وناقش اللقاء، بحسب بيان تداولته وسائل إعلام سودانية، العديد من القضايا، واستمع رئيس مجلس السيادة لتنوير عن أعمال اللجنة، وتمّ تصحيح بعض المعلومات الخاطئة.

وقال البيان: إنّ الاجتماع أمّن على تفكيك نظام 30 يونيو الذي لا مجال لعودته، باعتبار ذلك استحقاقاً دستورياً وثورياً واجب النفاذ، في وقت أقرّ فيه الاجتماع أن تتكامل كلّ مؤسسات الدولة والسلطة الانتقالية في أداء واجباتها ومهامّها من أجل إنجاز مهمّة تفكيك التمكين، الذي يستند على العدالة منهجاً في عمله.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية