تنامي التهديدات الإرهابية في تونس... من يقف وراءها؟

تنامي التهديدات الإرهابية في تونس... من يقف وراءها؟


23/08/2021

سبّب تصاعد الأحداث في تونس بعد قرارات الرئيس قيس سعيد بإقالة رئيس الحكومة وتجميد مجلس النواب الذي تسيطر عليه حركة النهضة الإخوانية، وملاحقة الفاسدين، سبّب موجة تهديدات إرهابية، خاصة بعد حملة التحريض التي قادها زعيم الحركة  راشد الغنوشي وبعض الجهات الموالية له، وجلّها قادمة من الغرب الليبي، التي تسيطر عليها ميليشيات تابعة للإخوان وموالية لتنظيم داعش الإرهابي.   

 وبعد اتهام الرئيس قيس سعيد قبل يومين لجهات وأطراف، لم يسمّها، باستهدافه وصولاً إلى محاولة اغتياله، مشيراً إلى أولئك الذين "يدّعون الانتماء إلى الإسلام"، كشف عدد من الحوادث التي تؤكد اتهامات سعيد بأنّ هناك جهات خارجية وداخلية، مرتبطة بشكل أو بآخر، تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا، لوضع عراقيل أمام المسار الإصلاحي الذي بدأه سعيد بإقصاء تنظيم الإخوان المسلمين.

 سلسة المحاولات الإرهابية التي كانت تستهدف تونس

تداولت بعض المواقع التونسية والليبية اليوم خبر غارة لطائرات مجهولة قصفت تجمعاً لمقاتلين من جنسيات مختلفة، تابعين لتنظيم داعش الإرهابي، داخل التراب الليبي، كانوا بصدد التخطيط للقيام بعمليات إرهابية داخل الأراضي التونسية، وفق ما نقلت صحيفة الشروق التونسية.

 وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "بوابة أفريقيا" الليبية وثيقة صادرة من مكتب وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، بخصوص تلقي معلومات سرّية من الإنتربول التونسي، عن تجمع 100 عنصر إرهابي في قاعدة "الوطية" الجوية في غرب ليبيا، الخاضعة لسيطرة الأتراك وميليشيات الإخوان.

 وأفادت المعلومات أنّ العناصر الإرهابية كانت تخطط للتسلل إلى الأراضي التونسية لارتكاب أعمال إرهابية.

 وبحسب الوثيقة، فقد طالب وزير الداخلية الليبي اللواء خالد مازن كلاً من رئيس جهاز المباحث الجنائية ومدير الإدارة العامة للعمليات الأمنية ومدير الإدارة العامة للدعم المركزي ومدراء أمن زوارة والسهل الغربي والعجيلات ومدير مكتب المعلومات والمتابعة الأمنية، باتخاذ ما يلزم من إجراءات، كل فيما يخصه، وتكثيف وتنسيق عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات والرصد والمتابعة؛ لإحباط أي مخططات تُحاك للقيام بأي عمليات إرهابية.

 وأمر وزير الداخلية الليبي بإحالة تقارير دورية بما يستجد -حول هذا الأمر- إلى إدارة منع ومكافحة الإرهاب الإدارة العامة للعمليات الأمنية الموكل لها مسؤولية متابعة ورصد التنظيم وعناصره.

 

طائرات مجهولة تقصف تجمعاً لمقاتلين من جنسيات مختلفة تابعين لداعش، داخل ليبيا، كانوا يخططون لعمليات إرهابية داخل الأراضي التونسية

 

 وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية خبراً عن إحباط سلطات بلادها محاولة اغتيال تستهدف رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، في إحدى مدن الساحل.

 وعقب القبض على الإرهابي الداعشي التونسي، الذي وصف بأنه من الذئاب المنفردة، وكان يحاول اغتيال الرئيس قيس سعيد، كشفت مصادر أمنية هوية الإرهابي مخطط عملية الاغتيال، موضحة أنه تونسي الجنسية، وتلقى تدريباً في ليبيا، وتسلل في أوائل شهر آب (أغسطس) عبر الحدود الليبية البرية.

 وأوضحت المصادر الأمنية أنّ التحقيقات الأولية تفيد بانتماء الإرهابي المعتقل لتنظيم داعش الإرهابي، وضُبطت بحوزته شهادة جامعية مزورة، من إحدى الجامعات الوهمية في تركيا.

 وقبل أيام، تمكنت الوحدات الأمنية بمحافظة المنستير من إيقاف إرهابي يحرض على قتل رئيس الجمهورية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إضافة إلى تنزيل تدوينات ذات منحى إرهابي.

 

وثيقة من وزير الداخلية الليبي: تجمع 100 عنصر إرهابي في قاعدة "الوطية"، الخاضعة لسيطرة الأتراك والإخوان، يخططون لارتكاب أعمال إرهابية بتونس

 

 وفي الإطار ذاته، ذكرت صحيفة الشروق التونسية أنّ الوحدات الأمنية التونسية فككت منذ بداية هذا الشهر 4 خلايا إرهابية توصف بالنائمة تنشط في جهتي الساحل التونسي "محافظات سوسة والمنستير والمهدية"، والجنوب الشرقي على الحدود التونسية ـ الليبية.

الإرهاب القادم من الشرق

كشفت مصادر برلمانية وأمنية أنّ ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان في ليبيا مكّنت تنظيم داعش من السيطرة على مدينتي صبراتة والزاوية غرب البلاد، حيث تم رصد عربات داعش بأعلامها السوداء تتجول نهاراً وليلاً داخلهما، مع معلومات عن تدريب عناصره على اقتحام حدود تونس، ممّا يؤكد نظرية أنّ تنظيم الإخوان يحاول استغلال التنظيمات الإرهابية لضرب استقرار تونس.

 وبحسب عضو مجلس النواب الليبي وعضو لجنة الأمن القومي علي التكبالي، فإنّ الدواعش يتواجدون في منطقة الخطاطبة بصبراتة وفي الزاوية، ويتجولون ليلاً بسياراتهم، وترفع عليها الأعلام السوداء.

 وعن اطمئنان التنظيم لعدم اعتراض ميليشيات الإخوان له، قال التكبالي في منشور له على "فيسبوك": إنّ هؤلاء يستخدمون سيارات مصفحة في النهار، وهم يحملون بنادق الكلاشينكوف والمسدسات، وحتى رشاشات بعيدة المدى، مؤكداً أنّ هناك عملاء يحمونهم ويزودونهم باحتياجاتهم وبالمعلومات في كل المدن الغربية الساحلية، ويمتهنون الخطف والسطو والتهريب.

 وتابع أنّ عناصر من تنظيم "أنصار الشريعة" المطرودين من بنغازي (في معركة الكرامة التي قادها الجيش الوطني وطهرت شرق ليبيا من الميليشيات الإخوانية) كانوا يدربون الدواعش القادمين من تونس في مقر الغرفة التي تركها الجيش الليبي في منطقة الدحمان (في صبراتة) بعد القصف التركي، وبعد أن انفضح أمرهم انتقلوا إلى خارج المدينة".

 

السلطات التونسية تحبط محاولة اغتيال تستهدف رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، في إحدى مدن الساحل

 

 وأشار منشور التكبالي إلى أنّ عناصر "أنصار الشريعة" والدواعش القادمين من تونس يمتلكون مقراً رسمياً في مدينة جنزور، غرب طرابلس، وتوفر ميليشيات مدينة الزاوية الحماية الرئيسة لهم.

 وقدّر النائب الليبي عدد المتدربين من تونس بنحو 90 فرداً، يتنقلون مع عناصر "أنصار الشريعة" والميليشيات، ويقيمون في بيوتهم، موضحاً أنّ هؤلاء ركّبوا كاميرات تصوير في أعمدة الإضاءة بالمنطقة التي يقطنون بها.

 وتواصلت "سكاي نيوز" مع مصادر أمنية قالت إنّ ما ذكره التكبالي صحيح، وإنّ عناصر داعش بالفعل بدأت ممارسة سطوتها داخل مدينة الزاوية.

 وتفصيلاً، قالت المصادر إنّ ميليشيات الفار (التابعة لتنظيم الإخوان)، إحدى الميليشيات المتمركزة في الزاوية، والتي تقاتل ضد ميليشيات أخرى في صراعهم حول النفوذ في المدينة، عقدت اتفاقاً مع خلايا لداعش استوطنت المدينة لتحل محلها مؤقتاً؛ لانشغالها بالاقتتال ضد الميليشيات المنافسة.

 وكانت ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان غربي ليبيا قد أعلنت حالة الطوارئ داخل معسكراتها، واستدعت كافة عناصرها بأوامر عليا من قادة التنظيم، تزامناً مع قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد بإقالة الحكومة وتجميد عمل مجلس النواب ذي الأغلبية الإخوانية.

 وجاء هذا بعد قليل من إعلان خالد المشري، رئيس ما يُسمى المجلس الأعلى للدولة التابع لتنظيم الإخوان في ليبيا، وصاحب النفوذ في مؤسسات الدولة غربي البلاد، رفضه لقرارات الرئيس التونسي، واصفاً إياها بـ"الانقلاب".

 

التكبالي: ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان في ليبيا مكّنت تنظيم داعش من السيطرة على مدينتي صبراتة والزاوية غرب البلاد

 

 وأجرى قادة تنظيم الإخوان في ليبيا اجتماعات ولقاءات عديدة بعد قرارات الرئيس التونسي، و"حدث تواصل مع قيادات الإخوان في تونس، وبعدها أعلنت ميليشيات الإخوان حالة الاستنفار داخل معسكراتها".

 وأوضحت المصادر أنّ 3 معسكرات تبعد عن الحدود التونسية 218 كيلمتراً كانت من بين المعسكرات التي استنفرت عناصرها، وأنّ هناك تحركات تم رصدها للميليشيات تجاه الحدود التونسية.

 فهل سيستغل تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا الجماعات الإرهابية والمرتزقة لضرب تونس، وتهديد أمنها واستقرارها بالتواطؤ مع النهضة؟ وكيف سيبرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة هذه المعلومات؟ 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية