تنظيم داعش- ولاية خراسان... نشأته وعدد عناصره وطرق تجنيده للشباب

تنظيم داعش- ولاية خراسان... نشأته وعدد عناصره وطرق تجنيده للشباب


18/10/2021

أعاد التفجيران الأخيران اللذان وقعا في مسجدين في قندهار وقندوز بأفغانستان، خلال الفترة الأخيرة وتبنّاهما تنظيم داعش ـ ولاية خرسان، تسليط الضوء على التنظيم الإرهابي ومكوّناته، وكيف تشكل، وأين يتمركز في أفغانستان.

 إعلان المسؤولية عن تفجير مسجد قندهار الذي أوقع ما لا يقل عن 47 قتيلاً وعشرات الجرحى تضمن معلومات حول منفذي الهجوم الانتحاري المزدوج، وهما أنس الخراساني وأبو علي البلوشي، بحسب ما ذكرت وكالة أعماق التابعة لـ"داعش"، وكانت الوكالة ذاتها قد وزعت الأسبوع الماضي بيان إعلان المسؤولية عن تفجير مسجد قندوز الذي راح ضحيته أكثر من 40 قتيلاً، وجاء فيه أنّ انتحارياً يدعى محمد الإيغوري، هو من فجّر نفسه وسط المصلين.

 

تنظيم داعش ـ خراسان نشأ عام 2014 نتيجة انشقاق عناصر من طالبان وتحالفهم مع مجموعات أخرى أبرزها تلك التابعة لحركة طالبان ـ باكستان

 

 ويبدو واضحاً من ألقاب هؤلاء أنّ بعضهم على الأقل ليس أفغانياً، فـ(الإيغوري)، كما يوحي لقبه، من الإيغور الصينيين (أو تركستان الشرقية)، في حين أنّ (البلوشي) ينتمي إلى عرقية البلوش، ومقرها الأساسي في إقليم بلوشستان الباكستاني، لكنها تنتشر أيضاً في إيران وأفغانستان.

 أمّا (الخراساني)، فيوحي لقبه أيضاً بأنه ينتمي إلى إحدى الدول التي تشكل خراسان القديمة التي تمتد عبر أجزاء من أراضي أكثر من دولة: أفغانستان، باكستان، تركمانستان، طاجيكستان، أوزبكستان، إيران، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

 في الواقع، يجب ألّا يكون وجود عناصر غير أفغانية ضمن صفوف (داعش ـ خراسان) مثار استغراب، لا سيّما أنّ خراسان نفسها لا تعني أفغانستان فقط، لكنّ العنصر غير الأفغاني يبدو اليوم كأنه بات أكثر بروزاً، ليس فقط لجهة الانتحاريين، بل أيضاً في قمة هرم التنظيم.

 

ألقاب منفذي الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش في قندهار وقندوز تدل على أنهم ليسوا أفغاناً

 

 وقد نشأ تنظيم داعش ـ خراسان عام 2014 نتيجة انشقاق عناصر من طالبان عن قيادتهم وتحالفهم مع مجموعات أخرى أبرزها تلك التابعة لحركة طالبان ـ باكستان، وإعلان مبايعتهم زعيم داعش في سوريا والعراق، أبو بكر البغدادي، الذي أعلن رسمياً إنشاء فرع لتنظيمه في أفغانستان باسم ولاية خراسان في كانون الثاني (يناير) 2015، وعيّن البغدادي على رأس هذا التنظيم الجديد قيادياً باكستانياً من طالبان يدعى حافظ سعيد خان الذي كان مسؤولاً عن العمليات في منطقة القبائل بباكستان.

 وأشعل تشكيل ولاية خراسان فتيل مواجهة مع طالبان الأفغانية التي خشيت التمدد السريع للتنظيم الجديد في مناطق سيطرتها، فدفعت بقواتها لوأد التمرد في مهده، وقد نجحت في ذلك ببعض المناطق وفشلت في أخرى، ففي ولاية جوزجان، بشمال البلاد، اضطرت ولاية خراسان إلى الاستسلام أمام طالبان عام 2018، لكن في شرق أفغانستان، لا سيّما في ولايتي ننغرهار وكونار، نجح تنظيم داعش في امتصاص هجمات طالبان، وهي هجمات كانت تحظى أحياناً بدعم غير مباشر من القوات الحكومية الأفغانية، وأيضاً من القوات الأمريكية التي استخدمت في قصف مقر قيادة لداعش بأضخم قنبلة غير نووية يستخدمها الجيش الأمريكي، وقد نجح الأمريكيون بالفعل في توجيه ضربة قوية لـ (ولاية خراسان) بقتلهم زعيمها حافظ سعيد خان بضربة جوية في ننغرهار عام 2016.

اقرأ أيضاً: إدانات عربية ودولية لتفجير داعش مسجداً شيعياً بقندهار

 خلفه في قيادة فرع داعش قيادي آخر يدعى عبد الحسيب، لكنّه سرعان ما قُتل في عملية للقوات الخاصة الأمريكية والأفغانية في ننغرهار، ربيع عام 2017.

وبدا أنّ ولاية خراسان مرّت بعد ذلك بتغييرات داخلية، فقد تولى قيادتها في البداية المولوي ضياء الحق (أبو عمر الخراساني)، ومن بعده انتقلت القيادة في نيسان (أبريل) 2019 إلى أسلم فاروقي، وهو باكستاني كان ينشط سابقاً في صفوف (طالبان ـ باكستان).

 وبعد اعتقال فاروقي في ننغرهار عام 2020 انتقلت القيادة إلى (شهاب المهاجر) الذي يُعتقد أنه عربي من المهاجرين إلى أفغانستان، وكان ينشط سابقاً ضمن ما يُعرف بـ(شبكة حقاني)، حسب تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس)، وتميّز عهد (المهاجر) بتصاعد كبير في الهجمات (النوعية) الضخمة التي شنها التنظيم، بما في ذلك تفجيرات دامية في كابول استهدف أبرزها عيادة للتوليد وجامعة العاصمة الأفغانية.

اقرأ أيضاً: لماذا حذر مستشار الكاظمي "حزب الله العراقي" من مصير داعش؟

 وتعهدت حركة طالبان بعد سيطرتها على كابول في نهاية آب (أغسطس) الماضي بأنها لن تسمح لتنظيمات إرهابية بالنشاط على الأراضي الأفغانية في ظل حكمها، وبدا في البداية أنها سلكت سياسة مهادنة إزاء التنظيم، إذ قالت إنه لم يعد هناك من مبرر لداعش للنشاط بعد انسحاب الأمريكيين من البلاد، لكنّ هذا التنظيم ردّ، على ما يبدو، بتصعيد عمليات التفجير والاغتيالات التي تستهدف عناصر طالبان بولايات شرق البلاد، وكذلك بسلسلة هجمات انتحارية استهدفت تحديداً الهزارة الشيعة، وهي هجمات دانتها طالبان.

 

بوتين: عدد عناصر تنظيم داعش في شمال أفغانستان يبلغ حوالي 2000 شخص، ويسعون لتوسيع نطاق نفوذ المجموعة المتطرفة في أنحاء دول سوفياتية سابقة

 

 وفي السياق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ مئات المقاتلين الموالين لتنظيم داعش يحتشدون في شمال أفغانستان.

وصرّح بوتين في اجتماع عقد عبر الفيديو مع قادة دول أخرى كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي يوم الجمعة الماضية: "بحسب معلوماتنا الاستخباراتية، يبلغ عدد عناصر (تنظيم داعش) وحدهم في شمال أفغانستان حوالي 2000 شخص"، وفق ما نقلت "روسيا اليوم".

 ولفت بوتين إلى أنّ قادة تنظيم "داعش" في أفغانستان يسعون لتوسيع نطاق نفوذ المجموعة المتطرفة في أنحاء دول سوفياتية سابقة في وسط آسيا، لإثارة نعرات دينية وعرقية، وهي منطقة تعتبرها موسكو باحة خلفية لها.

 وأفاد بوتين بأنّ "الإرهابيين يسعون للتغلغل في أراضي الكومنولث، بما في ذلك تحت صفة لاجئين"، في إشارة إلى مجموعة من الدول كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي ويتشارك بعضها الحدود مع أفغانستان.

 وفي وقت سابق هذا الأسبوع، حذّر بوتين من التهديد الماثل من عبور مقاتلين مخضرمين من سوريا والعراق على ارتباط بتنظيم داعش إلى أفغانستان، وأشارت الخارجية الروسية إلى أنها تتوقع أن تتعامل "طالبان"، التي سيطرت مؤخراً على البلاد، مع التهديد.

 وفي سياق متصل، أعلنت حركة طالبان اليوم اعتقال "والي داعش" في ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان، التي تُعد معقلاً للتنظيم المتشدد، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

 ولجأ المئات من عناصر تنظيم داعش إلى ولاية ننغرهار، وأصبحت معقلاً لهم، خصوصاً عقب إخلاء حركة طالبان السجون بعد سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول منتصف آب (أغسطس) الماضي.

 

فاروق: ولاية خراسان نفذت أكثر من 120 عملية مسلحة في العمق الأفغاني منذ بداية عام 2021، 80% منها كان موجهاً ضد طالبان

 

وفي 4 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أعلنت حكومة طالبان عن مداهمة أمنية استهدفت إحدى خلايا تنظيم "داعش خراسان" في المنطقة الأمنية 17 بالعاصمة الأفغانية كابول.

ونشر حساب حكومة طالبان الرسمي على تويتر تغريدة قال فيها إنّ "هذه المداهمة التي كانت ناجحة جداً أسفرت عن القضاء على الخلية بأكملها، ومقتل جميع عناصرها".

 وفي الـ8 من الشهر ذاته، أعلنت حركة طالبان إلقاء القبض على خلية من تنظيم داعش، تتألف من 8 أشخاص، في قرية "مولى علي" بولاية نيمروز جنوبي البلاد.

 واتهمت طالبان هذه المجموعة بالتخطيط لتنفيذ هجمات تستهدف الحركة، وأعلن عضو اللجنة الإعلامية والثقافية لطالبان محمد جلال العثور على أسلحة وقنابل في مخبأ الخلية.

 عن قدرات تنظيم داعش ولاية خرسان وأهدافه، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة عمرو فاروق في تصريح لـ"روسيا اليوم": إنّ زيادة وتيرة عمليات "داعش" ضد "طالبان" في عمق أفغانستان تهدف إلى إحراج الحركة دولياً ومحلياً، وكشف ضعفها وعجزها.

اقرأ أيضاً: داعش وطالبان.. تصاعد صراعات النفوذ والسيطرة

 وأضاف أنّ ذلك يأتي "ضمن مسعى لفضح وتناقض قيادات "طالبان"، التي تتغنى بقدرتها على إحكام سيطرتها الأمنية والسياسية على المشهد الداخلي".

 وأوضح فاروق أنّ "ولاية خراسان نفذت أكثر من 120 عملية مسلحة في العمق الأفغاني منذ بداية عام 2021، 80% منها كان موجهاً ضد طالبان، إذ تعتبرها حركة مرتدة، فضلاً عن أنّ العلاقة العدائية بين تنظيم "داعش" وحركة "طالبان"، وتنظيم "القاعدة"، يحكمها مباشرة التنافس في السيطرة على زعامة الحالة الجهادية عالمياً، والمغالبة في الهيمنة المطلقة على الساحة الجغرافية والانتصار لمنهجيتها الفكرية، وفرض مذهبها الإقصائي التكفيري على مخالفيها، ممّا يمثل انطلاقة حتمية لمعارك دامية منتظرة في العمق الأفغاني".

اقرأ أيضاً: هل باستطاعة طالبان قمع التهديد المتصاعد لداعش؟

وأضاف فاروق أنّ "فرع ولاية خراسان يُعد واحداً من أقوى فروع تنظيم "داعش"، الممتدة من شمال أفريقيا حتى جنوب شرق آسيا، لما يتمتع به من قدرة على الانتشار والتمدد، خاصة في المناطق القبلية الباكستانية وولاية ننغرهار، وبعض مناطق ولاية كونر".

 أكد فاروق أنّ "حركة طالبان مخترقة فعلياً من قبل تنظيم داعش؛ إذ إنّ الإشكالية الكبرى لدى "طالبان"، وتخوفها من التنظيم في خراسان، تتمثل في أنه قام على أكتاف الكثير من قياداتها السابقين، الذين انشقوا عن صفوفها، وأعلنوا بيعتهم للتنظيم، ويتمتعون بخبرة عسكرية طويلة، وقدرة على قراءة طوبوغرافية الحركة وكياناتها".

 وبحسب دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، فقد سعى  تنظيم "ولاية خراسان"، التابع لتنظيم "داعش" في أفغانستان، إلى توسيع نطاق نفوذه في البلاد، لتجنيد عناصر جديدة من الشباب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: داعش وشيعة أفغانستان: الحرب القادمة من وسط آسيا

 ووفقاً لتقديرات عديدة، يتراوح عدد عناصر تنظيم "ولاية خراسان" المتمركز في المنطقة الواقعة بين أفغانستان وباكستان ما بين  2000 إلى 3000 مقاتل، ورغم أنّ ذلك العدد ليس كبيراً، لا سيّما عند مقارنته بعدد عناصر حركة "طالبان"، إلا أنهم يمتلكون خبرة قتالية اكتسبوها من داخل الحركة، كما أنّ التنظيم يضم بين صفوفه مجموعة من المقاتلين الأجانب من منطقة آسيا الوسطى كانت لديها تجارب سابقة في تنفيذ العمليات الإرهابية، على نحو يزيد من قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات إرهابية نوعية، ولا سيّما الهجمات الانتحارية. 

 إلى جانب اعتماد "ولاية خراسان" على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب عناصر جديدة من الشباب المتطرف، عبر الترويج لأفكاره وتوجهاته الإيديولوجية، فإنّ التنظيم يتبنى مجموعة أخرى من الآليات لتحقيق الهدف نفسه، حيث يحاول التنظيم أن يتبع ما كان يقوم به التنظيم الرئيسي في العراق وسوريا، قبل انهياره تنظيمياً بشكل كامل في الفترة الماضية، عبر تبنّي أساليب دعوية غير تقليدية، مثل "الإذاعات المحلية"، التي تركز دعايتها على إقامة ما يُسمى بـ"الخلافة الإسلامية"، وقد تمكن تنظيم "ولاية خراسان" بالفعل من إنشاء "إذاعة الخلافة"، التي كانت تبث بالأساس بالعربية والبشتونية ثم أضيفت إليها الفارسية والأردية، ورغم أنّ المقاتلات الأمريكية دمرتها خلال هجمات شنتها في تموز (يوليو) 2016، إلا أنه تمكن من إنشاء ترددات جديدة في المناطق الشرقية والحدودية مع باكستان، يبث عبرها مواد دعائية، مثل التسجيلات المرئية والخطابات، باللغات المحلية.

 هذا، بالإضافة إلى التحفيز المادي، فقد سعى التنظيم إلى استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد، خاصة بين قطاعات الشباب الذين يعانون من ارتفاع مستوى البطالة، من أجل دفع عدد منهم للانضمام إليه، وذلك عبر عرض مبالغ مالية عليهم، وهو ما كشفت عنه السلطات الأفغانية، في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، بعد اعتقال مسؤول تجنيد الشباب في صفوف تنظيم "داعش"، حيث كان يقوم بمحاولة دفعهم للانضمام إلى صفوف التنظيم مقابل دفع مبلغ 478 دولاراً.

 بالإضافة إلى استغلال داعش الانقسامات ليتمكن من تجنيد تلك الأعداد من المقاتلين المحترفين من أصحاب الأفكار المتطرفة، خاصة من عناصر حركة "طالبان"، من خلال الانقسامات التي نشبت داخل الحركة وأدت إلى خروج أعداد كبيرة من أعضائها انضموا فيما بعد إلى "ولاية خراسان"، نظراً لأنهم كانوا يبحثون عن البديل الأكثر تشدداً، في رؤيتهم، وهو ما جعل التنظيم يعمل على تعميق هذا الانقسام، حتى يتمكن من جذب مجموعات أخرى من عناصر الحركة، على نحو انعكس في ما جاء في العدد 137 من مجلة "النبأ" الصادرة عن التنظيم، في حزيران (يونيو) 2018، الذي هاجم فيه الحركة واتهمها بـ"الضلال والابتعاد عن طريق الشريعة"، لقبولها إجراء مفاوضات والتواصل من القوى الدولية، ودعا عناصرها إلى الانضمام لـ"ولاية خراسان".

اقرأ أيضاً: من هو نائب زعيم تنظيم داعش الذي قبض عليه العراق؟

وحاول تنظيم داعش، قبل الهزائم العسكرية التي تعرض لها في كل من العراق وسوريا، جذب عناصر جديدة إلى صفوفه، عبر الدعوة إلى "الهجرة إلى أرض الخلافة"، وهو ما كشف عنه في إصدار مرئي سابق حمل عنوان "الحياة في ظل الشريعة"، سعى من خلاله إلى إظهار قوته ونفوذه في المناطق التي يسيطر عليها في الدولتين، وكيفية إدارته لشؤون تلك المناطق، والخدمات التي يقدمها للسكان المحليين والأحكام التي يطبقها عليهم، فضلاً عن نظام التعليم الديني الذي يتبعه فيها. ويبدو أنّ ذلك دفع عناصر أفغانية عديدة إلى الانضمام إليه في كل من سوريا والعراق، وهو ما أشار إليه سفير أفغانستان لدى بريطانيا سعيد جواد بقوله في 5 آب (أغسطس) 2018 إنّ "أفغانستان صارت قاعدة جديدة لداعش بعد هزيمته في العراق وسوريا"، ويبدو أنه سعى إلى استغلال ذلك من أجل دفع تلك العناصر إلى العودة مجدداً لأفغانستان من أجل تعزيز نشاط تنظيم "ولاية خراسان" فيها.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية