توظيف الإرهاب الحوثي والراعي الرسمي

توظيف الإرهاب الحوثي والراعي الرسمي


31/01/2022

سعيد الحمد

الراعي الرسمي «النظام الإيراني» للإرهاب الحوثي استشعر تراجعه في سلسلة هزائمه داخل الأرض اليمنية ما يعكس أزمة الحوثة مع الشعب اليمني كافة فأمر بتصعيد عدوان الحوثة في جرائم إرهابية تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية في محاولة لترحيل أزمة الحوثي داخليًا إلى دول الجوار «السعودية والإمارات» مع حملة بروباغندا في الشوارع العربية الموالية لنظام طهران بدفع إعلامي من منصات الجماعات الولائية لرفع الروح المعنوية للحوثة.

وفي مقابل العمليات الإرهابية للحوثة لم يكن الموقف العملي للمجتمع الدولي في مستوى المطلوب من قوة التصدي والمواجهة الفاعلة للعمليات الإرهابية التي ترتكبها جماعات معروفة «الحوثة» مستخدمةً فيها أسلحة متطورة «الصواريخ الباليستية» بما يهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي نفسه، فليس لأي طرف أن يكون بمأمن من الإرهاب والعمليات الإرهابية التي تزعزع استقرار العالم وأمنه وتهدد سلامته.

صحيح أن المجتمع الدولي استنكر العدوان الإرهابي على «السعودية والإمارات» لكنه ظل استنكار تصريحات وبيانات لم ترافقه إجراءات ومواقف فاعلة ومؤثرة تكبح جماح الانفلات العصبوي الإرهابي للحوثة.

وقد ذهب بعض المراقبين إلى أن هناك مشاريع مساومة تجري في الكواليس السرية لتوظيف إرهاب الحوثي في صفقات يجري الإعداد لها من قبل جهات ودول تدير لعبة أو مفاوضات مصالحها غير عابئة بدماء الضحايا العرب في منطقتنا الذين يهددهم إرهاب الحوثيين ويزعزع أمنهم واستقرارهم.

ويعتقد كل طرف في إدارة لعبة المصالح الخفية أن ورقة إرهاب الحوثة «جوكر» في يده سيحرق به أوراق الطرف الآخر في صراع المصالح الخاصة به، فإنه في النهاية سيحترق بهذه الورقة «الجوكر» فالإرهاب لا وطن له ولا انتماء ولا حتى قضية وإنما هو باختصار بندقية مستأجرة يملكها من يدفع أكثر ويتحكم فيها فتحكمه في نهاية المطاف.

والحوثة ليسوا استثناءً فهم جماعة اعتمدت الإرهاب أسلوبًا ومنهجًا، فاستأجرها نظام طهران لضرب الخاصرة الخليجية أولاً ثم واصل استخدامها بالإيجار لضرب العمق الخليجي في مشروعه الذي يستهدف تهديد أمن العالم والمجتمع الدولي بمجموعة أذرع إرهابية عديدة توزعت وتعددت وانتشرت في أكثر من عاصمة، ما يعني مباشرة أن مشروعه أبعد من منطقتنا وأوسع جغرافيًا ومناطقيًا.

ونظام طهران الذي تديره عقلية الملالي الديكتاتوريين إذا كان اليوم يراهن على الإرهاب الحوثي، فإنه غدًا سيفتح رهانًا آخر في منطقة أخرى ليهدد بها المصالح العالمية وفق حساباته ولما يخدم مشروع التوسع الذي اعتمده منذ أكثر من أربعة عقود.

فنظام طهران لديه مشروع تأسيس الإرهاب الدولي بحيث يمكنه الإرهاب الدولي من فرض وجوده وتمرير أجندة مصالحه وإحكام سيطرته.

ولعلّ تصعيد العمليات العدوانية الإرهابية للحوثة على السعودية والإمارات برغم هزائم وتراجع وخسارة الحوثة على الأرض، يكشف أن الراعي الرسمي لهم «نظام طهران» يدفع بهم لنقل عملياتهم الإرهابية إلى الخارج وهو خارج مفتوح لن يقف أو يتوقف عند عاصمة أو بل بعينه، فكل الخارج كما هو معروف ميدان تصل إليه يد الإرهاب.

وبالنتيجة فإن مسؤولية المجتمع الدولي بأسره تتضاعف اليوم لوقف الإرهاب الحوثي عند حدوده واجتثاثه من جذوره حفظًا لسلامة المجتمع الدولي والعالم الذي تنهده عملياته الإرهابية وتهدد مصالحه في منطقتنا وستصل إلى ما هو أبعد، ما لم تواجه أعماله العدوانية والإرهابية بمواقف عملية من المجتمع الدولي تقطع دابره وتنهي جماعته بوصفها جماعة إرهابية تهدد العالم.

عن "الأيام"

الصفحة الرئيسية