توكل كرمان أداة الإخوان الناعمة التي خدعت المجتمع الدولي

توكل كرمان أداة الإخوان الناعمة التي خدعت المجتمع الدولي


08/05/2020

بعد نيل توكل كرمان جائزة نوبل للسلام صارت واجهة للسياسات الإخوانية في المنطقة العربية.. وسرعان ما غيرت مكان إقامتها متنقلةً ما بين الدوحة وإسطنبول كمتحدثة وراعية لسياسة البلدين.. ومروجة لسياسات الإخوان في وسائل الإعلام

تفاجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالخطوة التي قامت بها شركة “فيسبوك”، عبر اختيارها الناشطة اليمنية المثيرة للجدل توكل كرمان، كأحد أعضاء مجلس الإشراف العالمي الذي سينظر في المحتوى المنشور على منصاتها.

مهمة هذا المجلس تبدو رقابية، كما يشير إليها البيان الرسمي لشركة “فيسبوك”، وتتمثل في تقديم استشارات تتعلق بحجب أنواع من المحتوى على منصتي “فيسبوك” و”إنستغرام”، وقد تمتد تلك الاستشارات إلى اتخاذ قرارات ملزمة لـ”فيسبوك” ما لم تنتهك القانون.

 

ويتكون المجلس بدايةً من عشرين عضواً، وسيصل عددهم بعد ذلك إلى أربعين؛ نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء. ونقرأ إلى جانب كرمان أسماء مهمة؛ مثل ألان روسبريدجر رئيس التحرير السابق لصحيفة “الجارديان” البريطانية، ورئيسة الوزراء الدنماركية السابقة هيلي ثورنينغ شميت، الرئيسة السابقة لمنظمة “Save the Children” غير الحكومية، وأندراس ساجو، القاضي المجري السابق ونائب رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

 

واجهت شركة “فيسبوك” مؤخراً انتقادات عدة حول الإشراف على المحتوى المنشور على منصاتها، ووجهت إليها اتهامات بضعف الرقابة على نشر صور ومحتويات اعتبرت مضللة؛ لكن السؤال الذي طرحه المتابعون للمنصة الشهيرة كان عن السبب الذي دفع إلى اختيار توكل كرمان تحديداً رغم مواقفها المتضاربة منذ بداية ما بات يعرف بـ”الربيع العربي”.

 

صحيح أن كرمان قد حازت على جائزة نوبل للسلام رغم معارضة الكثيرين لترشحها؛ بسبب انتمائها إلى جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كإرهابية في معظم دول العالم، إلا أن حضورها المتواصل على شاشة قناة “الجزيرة” القطرية، أثناء الحراك اليمني ضد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، أثار الكثير من علامات الاستفهام في ذلك الوقت، وما إذا كانت كرمان أداة تم تضخيمها والدفع بها على الساحة الدولية للتلاعب بالرأي العام.

 

لا يجد المتتبع لخطابات كرمان السياسية ما يبرر تلك الهالة التي صنعها الإعلام حولها، سوى كونها إخوانية، وقام الإخوان بدفعها إلى صدارة المشهد اليمني؛ بل على العكس من ذلك سرعان ما يُصدم المتابع لخطاباتها السياسية والتحررية واستخدامها لغة غير مؤثرة وخالية من الفصاحة.

 

لكن يبدو أن انتماءها إلى جماعة الإخوان كان كفيلاً بتضخيم دورها، وتحويلها إلى “مناضلة” دائمة الظهور على قناة “الجزيرة”، شاشة الإخوان التي توزع الألقاب على ضيوفها بالمجان؛ تبعاً للدور الذي يقومون به، فتجد على شاشتها المناضل الإخواني، والناشط الإخواني، وشاهد العيان الذي ينقل ما يريد الإخوان.

 

سبب آخر يقف خلف شهرة توكل كرمان، هو عمل أختها صفاء كرمان، كمراسلة لقناة “الجزيرة” في العاصمة اليمنية صنعاء؛ وهي أول مراسلة للقناة في اليمن، الأمر الذي عجَّل من صعود توكل، متجاوزةً آلاف النشطاء والناشطات ممن هم أكثر علماً وفصاحةً وكاريزما واستقلالية من توكل.

 

 بعد نيل توكل كرمان جائزة نوبل للسلام، صارت واجهة للسياسات الإخوانية في المنطقة العربية. وسرعان ما غيَّرت مكان إقامتها متنقلةً ما بين الدوحة وإسطنبول، كمتحدثة وراعية لسياسة البلدين، ومروجة لسياسات الإخوان في وسائل الإعلام العالمية.

 

خرجت كرمان من ثوبها اليمني، وصارت ناشطة دولية، فحاولت الدخول إلى مصر للاعتصام في ميدان “رابعة” أثناء ثورة 30 يونيو ضد الإخوان؛ في محاولة للتأثير في الرأي العام العالمي لصالح الإخوان، فتم رفض دخولها من مطار القاهرة. بدأت كرمان بعدها في شن حملة إعلامية ضد الجيش والمؤسسات المصرية.

 

إبان بداية الحرب في سوريا صعَّدت كرمان من هجومها على “حزب الله” اللبناني وحليفه إيران عندما كانت علاقتهما سيئة بالمحور القطري- التركي؛ حيث تم استخدامها إعلامياً لتحذر على الملأ من المشروع الصفوي الإيراني، إلا أن ذلك الزمن انتهى بالنسبة إلى كرمان، وتوقفت عن مهاجمة مشروع إيران بعدما تصالح المحوران واتفقا ضد المشروع العربي بعد المقاطعة الخليجية للدوحة في عام 2017.

 

كما قامت توكل كرمان في 2 أبريل 2015، بزيارة إلى سفارة بلادها في الرياض، والتقت الرئيسَ هادي، ووصفته بـ”الأخ الرئيس المناضل”، قبل أن تنهال عليه وعلى التحالف العربي الذي يدعم شرعيته، بحملات السب والتشويه، وبما يتناسب مع الأهواء الخارجية للسياسة الخارجية القطرية والتركية.

 

في تلك الزيارة تحديداً أجرت توكل كرمان حواراً مع جريدة “الرياض”، وقالت فيه صراحةً إن “عاصفة الحزم أنقذت اليمن”، عاصفة الحزم ومع دخولها عامها السادس لم تتغير أهدافها؛ ولكن من تغيَّر هم الحلفاء الذين انقلبوا، ورفعوا شعارات قد ترضي الأطراف التي يدينون لها بالتبعية، ومن تبدلوا هم الأدوات التي استخدمتها تلك الأطراف؛ ومنهم توكل كرمان التي يختارها “فيسبوك” اليوم عضواً في مجلسه الاستشاري.

(كيو بوست)

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية