"حرب الظل" لا تجلب لطهران ما تريد.. ماذا عن الضغوط الدولية عليها؟

"حرب الظل" لا تجلب لطهران ما تريد.. ماذا عن الضغوط الدولية عليها؟


10/08/2021

لا يظهر أنّ "حرب الظل" المتبادلة بين إيران وإسرائيل تجلب لطهران ما تريد، في ظل تزايد الضغوط الأمريكية-الغربية على إيران والإصرار على أنها "لايجوز أن تفلت من العقاب". مع ذلك، فإنّ الطرفين (واشنطن وطهران) يعتقدان أنّ لديهما أوراقاً تمكنهما من تمديد اللعب قبل الوصول إلى صيغة تقود إلى اتفاق نووي.

 والواضح حتى الآن أنّ الضغوط الأمريكية-الغربية لم تصل إلى الحدّ الذي يدفع إيران إلى التراجع، مع أنّ التلويح بعمل عسكري غربي-إسرائيلي دفع الجمهورية الإسلامية لإعادة حساباتها، خصوصاً وأن الحديث هذه المرة كان يتناول ردّ فعل دولي على إيران؛ وليس أمريكياً أو إسرائيلياً فقط.

اقرأ أيضاً: حريق ضخم في مجمع بتروكيماويات في بوشهر الإيرانية... من وراءه؟

وكانت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية ذكرت أول من أمس أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية وصلت إلى اليمن، ليل السبت، لملاحقة من يعتقد أنهم نفذوا هجوماً بطائرات مسيّرة على الناقلة "ميرسر ستريت" في بحر العرب، والذي أودى بحياة رجل أمن بريطاني ومواطن روماني. وذكر تقرير الصحيفة أن قوة مشكلة من 40 فرداً، وصلت إلى مطار الغيضة بمحافظة المهرة باليمن، حيث "يعتقد أنهم يستعينون ببعض السكان المحليين ممن يملكون المعرفة بالمنطقة"، للمساعدة في ملاحقة عناصر من جماعة الحوثي، "الذين يقفون وراء الهجوم"، وفق الصحيفة التي أفادت بأن الفريق البريطاني الذي وصل إلى اليمن، ضم "وحدة حرب إلكترونية متخصصة".

وأمس، توعد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مجدداً بمعاقبة ايران على خلفية الهجوم على ناقلة نفط في بحر العرب، مؤكداً أن العالم لا يمكنه السماح "بالإفلات من العقاب". أما المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج، فقال أمس، إن العلاقة بين إيران والحوثيين في اليمن "لا تساعد على وقف الصراع المحتدم في البلاد"، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، أن الجهود يجب أن تتركز على وقف إطلاق النار وعودة المهجرين.

 

الضغوط الأمريكية-الغربية لم تصل إلى الحدّ الذي يدفع إيران إلى التراجع، مع أنّ التلويح بعمل عسكري غربي-إسرائيلي دفع الجمهورية الإسلامية لإعادة حساباتها

 

وأعلن المبعوث الأمريكي، تخصيص 165 مليون دولار، مساعدات إنسانية جديدة لليمن، عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وفقاً لقناة "الشرق" السعودية.

ماكرون يدعو رئيسي لاستئناف مباحثات فيينا

في هذه الأثناء، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي يجب أن تحفظ "حقوق" الجمهورية الإسلامية، بينما دعاه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي جرى بينهما أمس، الى استئناف سريع لمباحثات فيينا.

وفي أول تواصل معلن مع مسؤول غربي منذ توليه مهامه الأسبوع الماضي، شدد الرئيس الإيراني على أن بلاده ستعمل على حفظ "الردع" في مياه الخليج وبحر عمان، وذلك في خضم اتهامات وتحذيرات وجهتها الى طهران أطراف عدة أبرزها واشنطن وتل أبيب، على خلفية هجوم استهدف ناقلة نفط في بحر العرب، تنفي الجمهورية الإسلامية أن تكون ضالعة فيه، كما تذكر "وكالة الأنباء الفرنسية".

من جهتها، أشارت الرئاسة الفرنسية الى أن ماكرون دعا إيران "إلى أن تستأنف سريعاً المفاوضات في فيينا من أجل التوصل الى إنهائها ووضع حد، من دون تأخير، لكل نشاطاتها النووية التي تشكل مخالفة" للاتفاق، واسمه الرسمي "خطة العمل الشاملة المشتركة".

ست جولات

وأبدى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي تولى مهامه في مطلع 2021، عزمه على العودة الى الاتفاق شرط عودة إيران لاحترام التزاماتها بموجبه، والتي تراجعت عن غالبيتها اعتباراً من 2019 رداً على الانسحاب الأمريكي منه.

 

وضع محللون الهجوم في سياق "حرب ظل" سرية بحرية بين إيران وإسرائيل، إذ سبق لكل طرف اتهام الآخر باستهداف سفنه في منطقة الخليج وبحر عمان

 

وتخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف لإحياء الاتفاق. وأجريت ست جولات بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو)، من دون تحديد موعد لجولة جديدة، كما تذكر "الفرنسية".

 وسبق لمسؤولين إيرانيين التأكيد أن استئناف المفاوضات سينتظر تولي الحكومة الجديدة مهامها، في حين تحدث مسؤول في الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي، عن إمكان عودة الأطراف الى التباحث مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل.

ضرورة المحاسبة!

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن الدولي حول الأمن البحري، إن استهداف الناقلة "ميرسر ستريت" أتى ضمن "سلسلة هجمات وسلوك استفزازي آخر"، مضيفاً "على كل دولنا محاسبة هؤلاء المسؤولين. وعدم القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تأجيج شعورهم بالإفلات من العقاب، ويشجع الآخرين الذين يميلون إلى تجاهل النظام البحري".

وسبق لطهران أن رفضت الاتهامات الغربية الموجهة إليها بشأن قضية الناقلة، وحذّرت من أنها سترد على أي "مغامرة" عسكرية قد تستهدفها.

ووضع محللون الهجوم في سياق "حرب ظل" سرية بحرية بين إيران وإسرائيل، إذ سبق لكل طرف اتهام الآخر باستهداف سفنه في منطقة الخليج وبحر عمان، وصولاً الى البحرين الأحمر والمتوسط.

كذلك، بحث رئيسي وماكرون في اتصالهما قضايا إقليمية منها لبنان والعراق.

وأكد رئيسي لمحدّثه، كما تذكر "الفرنسية"، أن إيران "ستدعم أي خطوة نحو الاستقرار، الأمن وتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب اللبناني، ونرحب بمواكبة فرنسا لهذه الجهود".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية