حكومة أردوغان تلاحق الصحفيين والمعلمين وتدفع رواتب الإرهابيين... وقائع وتقارير

حكومة أردوغان تلاحق الصحفيين والمعلمين وتدفع رواتب الإرهابيين... وقائع وتقارير


10/09/2020

أصدرت محكمة تركية أمس أحكاماً بالسجن على 5 صحفيين لكشفهم هويات اثنين من عملاء المخابرات التركية لقيا حتفهما في ليبيا.     

وتركزت الاتهامات، بحسب محامي الدفاع، على مقالات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي نُشرت بعد وقت قصير من إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان في شباط (فبراير) الماضي، عن وقوع قتلى أتراك في ليبيا، وفق وكالة "رويترز".

وقال محامي الدفاع جلال أولجن: إنّ صحفيين اثنين حكم عليهما بالسجن 3 أعوام و9 أشهر، بينما حكم على 3 آخرين بالسجن 4 أعوام و8 أشهر، بزعم انتهاكهم قانون وكالة المخابرات الوطنية، في حين أنهم قاموا بعملهم الصحفي بكشف الخسائر التركية في ليبيا.

 

محكمة تركية تقضي بسجن 5 صحفيين لكشفهم هويات اثنين من عملاء المخابرات التركية لقيا حتفهما في ليبيا

وقال أولجن: "سنرفع هذا الحكم إلى محكمة الاستئناف، هذا ليس قراراً قانونياً، إنه قرار سياسي".

وفي آذار (مارس) الماضي، شنّت قوات الأمن التركية حملة اعتقالات طالت عدداً من الصحفيين، نشروا حينها تقريراً عن مقتل عناصر من المخابرات التركية بليبيا.

الصحفيون نشروا آنذاك، عبر موقع "أوضه تي في" الإخباري المعارض، مقطع فيديو يقول إنّه لمراسم الدفن التي جرت في تكتّم.

وقد تمّت ملاحقة الصحفيين لكشفهم هوية قتلى عناصر الاستخبارات التركية، ونشر الموقع اسم العنصر المزعوم، والحرف الأول من اسمه العائلي، مضيفاً أنّه دُفن غربي تركيا.  

والصحفيون الذين تمّ اعتقالهم حينها، هم: باريش ترك أوغلو، وهوليا قلينج، وباريش بهلوان، وآيدين كَسَر، وفرهاد جليك، ومراد آغر أل، وجاء اعتقالهم بمزاعم "انتهاك قانون المخابرات" التركية.

وفي سياق مرتبط بانتهاكات السلطات التركية وبازدواجية معاييرها وفق رؤى الرئيس رجب طيب أردوغان، كشف تقرير استخباراتي سرّي، نشره موقع "نورديك مونيتور" السويدي، أنّ حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أبقت على معلم متشدّد ينتمي لتنظيم القاعدة على كشوف رواتب الحكومة في تركيا، بينما قامت بعزل عشرات الآلاف من المعلمين المعارضين لحكومة أردوغان.

تقرير استخباراتي سرّي يكشف أنّ حكومة أردوغان أبقت على معلم متشدد ينتمي لتنظيم القاعدة على كشوف رواتب الحكومة

وأشار تقرير المخابرات إلى أنّ مدرساً يُدعى إركان أكغول، يعمل في مدرسة ثانوية في مقاطعة ملاطية جنوبي شرق تركيا، يتردّد على مدرسة تابعة لخلية تركية تابعة لتنظيم القاعدة اسمها: "تهشييجلار" المتلصّصون.

وأضاف التقرير أنّ من يقود الجماعة الإرهابية هو محمد دوغان، المعروف أيضاً باسم الملا محمد القصري، الذي أعلن إعجابه بزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ودعا إلى ما سمّاه "الجهاد المسلح" في تركيا.

وقدّم رئيس وحدة المخابرات في قسم شرطة ملاطية علي أرباش التقرير في 9 نيسان (أبريل) 2010 بتفاصيل حول تحركات أكغول في مدرسة حكومية.

وأشار التقرير إلى أنّ المعلم شارك في حلقة متشددة في منزل حولته الجماعة الموالية لتنظيم القاعدة إلى مدرسة. وكان المنزل بالفعل تحت المراقبة كجزء من عملية استخباراتية مخططة بناء على أوامر من مقرّ الشرطة في أنقرة.

وتمّ القبض على الملا محمد وأتباعه في عملية للشرطة في كانون الثاني (يناير) 2010.

وعثرت الشرطة على 3 قنابل يدوية، وقنبلة دخانية، و7 مسدسات، و18 بندقية صيد، وأجزاء إلكترونية للمتفجرات، وسكاكين، ومخبأ كبيراً للذخيرة في منازل المشتبه بهم. كما ارتبطت الجماعة بنشر مقاتلين أتراك إرهابيين في الخارج، خاصّة في أفغانستان.

وكشف التحقيق كيف طلب الملا محمد من أتباعه زرع قنابل وقذائف هاون في منازل الأمريكان، وحثّ على قطع رؤوسهم، مدعياً أنّ الدين يسمح بمثل هذه الممارسات.

ووفقا لدوغان، كان جميع المسلمين ملزمين بالردّ على القتال المسلح الذي يُشنّ ضدّ زعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن.

وعلى الرغم من توجيه الاتهام إلى الملا محمد وأتباعه ومحاكمتهم، إلّا أنّ أردوغان بدأ في الدفاع عن الجماعة في عام 2014.

وبدأت حملة إنقاذ الملا محمد لأول مرّة من قبل صحيفة صباح اليومية التركية، المملوكة لعائلة أردوغان.

وفي 13 آذار (مارس) 2014 حاول مقال تصوير الملا محمد على أنه ضحية، وزعمت الحكومة أنّ حركة الداعية التركي المعارض فتح الله غولن هي من لفقت التهم للملا محمد.

وقد وجّهت حكومة أردوغان حملة مطاردة واسعة غير مسبوقة للمعلمين والأكاديميين وغيرهم من المتخصّصين في قطاع التعليم.

ووفقاً لتقرير صادر عن مركز ستوكهولم للحرّية، فقد تمّ طرد 96719 معلماً وأكاديمياً من المؤسسات التعليمية العامة والخاصة في تركيا بين عامي 2016 و2018، بتهمة الانتماء إلى حركة غولن بشبهة المشاركة في الانقلاب المزعوم في تركيا.

الصفحة الرئيسية