رئيس مجلس السيادة السوداني يتحدث عن علاقة بلاده بإسرائيل وروسيا.. ماذا قال؟

رئيس مجلس السيادة السوداني يتحدث عن علاقة بلاده بإسرائيل وروسيا.. ماذا قال؟


20/06/2022

بعد نحو عام من تقارير رسمية وغير رسمية عن عزم الخرطوم تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان أنّ العلاقات مع إسرائيل "لم تنقطع".

وفي حوار مع قناة "الحرة" أمس، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان: "إنّ تلك العلاقات مع إسرائيل لم تنقطع حتى نقول إنّها ستعود".

يأتي ذلك بعد نحو (3) أشهر من تصريحات صحفية للبرهان قال فيها إنّه تجرّأ على كسر طوق لاءات قمة الخرطوم الـ3 أمام تل أبيب، بحجة "تقديم مصلحة بلاده وشعبه في ظل متغيرات الأحداث".

واللاءات الـ3 تشير إلى قمّة جامعة الدول العربية التي عُقدت في الخرطوم في أعقاب نكسة 1967، وعُرفت حينها بقمة "اللاءات الـ3" لورود (لا) في نص قرار القمة (3) مرات على النحو التالي: "لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل".

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان أنّ العلاقات مع إسرائيل لم تنقطع حتى تعود

وكان البرهان استولى على السلطة في 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بزعم أنّ الخرطوم لم يكن لها مقصد سوى "استعادة المسار الديمقراطي، وفك هيمنة فصيل معيّن على بقية الشعب السوداني".

وقال إنّ المكون العسكري يريد "تحقيق التوافق"، مشيراً إلى أنّ الوثيقة التي تم توقيعها مع رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك "تثبت ذلك".

كما ادّعى البرهان أنّ التدهور الاقتصادي بالسودان "ليس وليد اللحظة"، مشيراً إلى أنّ عجز الميزان التجاري في نيسان (أبريل) 2022 أفضل من الشهر نفسه في العام الماضي، حتى بعد توقف المساعدات الدولية.

ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالمكون المدني في السلطة بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير.

وفي حين يواجه البرهان ومجلسه اتهامات بقمع الاحتجاجات وقتل محتجين، ولا سيّما بعد مقتل متظاهر في أم درمان الأسبوع الماضي، ممّا رفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى (106)، اتهم البرهان المتظاهرين في بلاده بـ"انتهاك السلمية"، ومهاجمة أقسام الشرطة والمقرات الحكومية، على حدّ قوله.

وحول عدم جدية المكون العسكري في إنهاء الانتهاكات ضد المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عن قتلهم، ردّ البرهان: "هذه الاتهامات لا تخرج عن الكيد السياسي"، مشيراً إلى أنّ أجهزة الشرطة هي من تتولى الحفاظ على الأمن والأماكن السيادية، وأنّ المكوّن العسكري ليس له علاقة بهذه الأمور.

البرهان: علاقات السودان مع موسكو عادية مثل علاقتنا مع أمريكا وكلّ دول العالم، تحكمها المصالح المشتركة

وعن وقوع قتلى في صفوف المتظاهرين، قال: "نحن نتحدث عن واحد أو اثنين، وكلما توفي شخص، فهذا أمر مؤذٍ لنا ويصيبنا بالغثيان"، مستدركاً: "لكنّنا ننظر إلى السودان عموماً، وهناك مئات القتلى في البلاد".

وأشار البرهان، في المقابلة، إلى أنّ لجنة التحقيق في قتل المتظاهرين حددت عدة متهمين، يجري التحقيق معهم من قبل الأجهزة العدلية، مشدداً على أنّه لا يتدخل في عمل هذه الأجهزة، وهي من بيدها إعلان نتائج أعمالها.

 علاقات متشابكة

بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وملف التطبيع مع إسرائيل، يقف السودان في صميم التجاذبات واستقطابات السياسة الدولية، في الوقت الذي لم تُخفِ فيه واشنطن مساعيها لتفتيت القوى الكبرى المنافسة لأجندتها الدولية وعلى رأسها موسكو، وسط تقارير غير رسمية كالعادة عن انتشار كبير لعناصر مجموعة فاغنر الروسية في دول شمال أفريقيا، ولا سيّما مالي والسودان.

وخلال الأسابيع الماضية، كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن تزايد نشاط شركة فاغنر في التنقيب عن الذهب في السودان، والتعاون مع قادة المكوّن العسكري. ومنذ استيلاء الجيش السوداني على السلطة في تشرين الأول (أكتوبر)، كثفت "فاغنر" شراكتها مع قائد قوات الدعم السريع والرجل الثاني بالمجلس العسكري الذي نفذ الانقلاب، محمد حمدان دقلو، الذي وصفته "نيويورك تايمز" بأنّه "متعطش للسلطة".

وفي هذا الصدد، اكتفى البرهان في حواره بقوله: إنّ السودان دوماً مع وقف الحرب وحلّ المشاكل بالطرق السلمية، مشيراً إلى أنّ علاقات السودان مع موسكو "عادية مثل علاقتنا مع أمريكا وكلّ دول العالم، تحكمها المصالح المشتركة".

وأضاف: "نحرص أن تكون علاقتنا متوازنة مع الجميع، وليس لدينا اتجاه لتفضيل طرف عن الآخر، لكن نسعى أن نكون جزءاً من المنظومة الدولية للحفاظ على السلام في بلدنا وإقليمنا والعالم أجمع".

وعلّق البرهان على مناقشات إنشاء قاعدة عسكرية روسية على سواحل السودان في البحر الأحمر، قائلاً: "نتشاور مع أصدقائنا وجيراننا، وكلّ خطوة في هذا الأمر يجب أن تكون بتوافق مع دول الإقليم".

وقد بدأ التعاون مع روسيا في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، وتركَّز في مقايضة الدعم العسكري لنظام الخرطوم (الأسلحة والتدريب) بتسهيلات في استغلال مناجم الذهب (شركة إنفست المقربة من رجل الأعمال بريغوجين). وتعزز هذا التعاون في المجال البحري، بالاتفاق على إنشاء قاعدة عسكرية روسية في بورتسودان على ضفاف البحر الأحمر. وإذا كان هذا الاتفاق قد جُمِّد مؤقتاً إثر سقوط نظام البشير، إلا أنّ كل المؤشرات توحي بأنّه سيُستأنف بعد أن تخلص المجلس العسكري من حكومة عبد الله حمدوك المدنية. ويُعتقد أنّ رجل روسيا الأول في النظام العسكري السوداني هو محمد حمدان دوقلو (حميدتي) الذي يقود "قوات الدعم السريع" المرتبطة بشركة فاغنر الروسية.

 وكان حميدتي قد زار موسكو في 23 شباط (فبراير)، عشية الغزو الروسي لأوكرانيا. وفور عودته للسودان رحب الرجل الثاني في السودان، بإقامة قاعدة عسكرية روسية في بلاده، وفقاً لموقع "السودان اليوم"، حينها.

 وفي آذار (مارس) الماضي، نقل البرهان إسناد قوانين البحار من مجلس السيادة إلى وزارة الدفاع، في خطوة تزامنت مع أنباء إنشاء القاعدة، إلا أنّه أنكر وجود علاقة بين الأمرين، قائلاً إنّ إدارة الحدود البحرية من الأمور التي "تخص السيادة"، وإنّ وزارة الدفاع مكانها الطبيعي.

أمّا عن علاقات الخرطوم بواشنطن، فقد قال البرهان إنّه يتمنّى أن تكون "إيجابية... لا تبنى على أيّ تضاربات أو تداخلات مع علاقتنا مع الدول الأخرى"، مشيراً إلى وجود الكثير من الأمور المشتركة بين البلدين، وأنّ واشنطن تسعى لتحقيق الديمقراطية في السودان، مضيفاً: "وهذا ما نسعى لتحقيقه".

ونفى البرهان تأثر علاقة السودان بالولايات المتحدة بسبب الموقف من روسيا، مؤكداً أنّ المسؤولين بواشنطن لم يخطروه بذلك أو يتطرقوا إليه.

 

 

الصفحة الرئيسية