رحيل أزنافور عملاق الأغنية الفرنسية وشاعرها

رحيل أزنافور عملاق الأغنية الفرنسية وشاعرها


02/10/2018

رندة تقي الدين

غيّب الموت عملاق الموسيقى وشاعر الأغنية الفرنسية، شارل أزنافور، الذي توفي عن ٩٤ سنة في منزله في جنوب فرنسا ليل الأحد- الاثنين.

وأزنافور من أشهر المغنين الفرنسيين العالميين. عشاقه أحبوا أغانيه وكلماتها، كما أحبوا صوته وأداءه. على أنغامه، حلمت الأجيال وغنّت بالفرنسية والإنكليزية والروسية والأرمنية، أغاني مثل «لا بوهيم» و «لا ماما» وغيرهما. فمجموع أغانية خلال 70 عاماً تجاوز ١٢٠٠ أغنية. وكان دائماً يقول إنه لن يتوقف عن الكتابة والتأليف. وواصل العمل من دون انقطاع حتى آخر أيامه في الإعداد لحفلة موسيقية في بيرسي في ١٣ كانون الأول (ديسمبر)، قبل أن يفاجئه الموت.

أرمني الأصل، لكنه يعتبر نفسه فرنسياً ينتمي أولاً إلى وطنه فرنسا، على حد قوله عندما استضافه برنامج «سي دان لير» الجمعة الماضي، عشية حفلة بيرسي. وقال في الحلقة الأخيرة إنه أُصيب بالطرش، وإنه ينتبه إلى طعامه، وامتنع عن أكل اللحوم بعدما كان يحبها في شبابه. وأضاف أنه لا يرغب أبداً بأن يعمل أحد فيلماً عنه، وإن كان مثّل في 80 فيلماً.

قال فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من سان مارتان حيث وصله الخبر: «أزنافور كان بالعمق فرنسياً ومرتبطاً بقوة بجذوره الأرمنية. وأشار إلى أن المغني واكب ثلاثة أجيال، وأعماله تُحف، وصوته وإشعاع شهرته الفريد يبقيان بعد وفاته».

وأكدت المغنية ميراي ماتيو أن فرنسا فقدت شاعراً كبيراً، مضيفة أنه كتب لها أغاني عدة، كما غنّت معه. وأضافت أنه كان يتمنى الغناء حتى سن المئة، مطالبة بجنازة وطنية له. أما سيلفي فارتان، فاعتبرت أنه كان عامل سعادة ونجاح لها بعدما كتب لها أغنية شهرتها في العالم. وكتبت مجلة «هولوود ريبورتور» أن أزنافور هو فرانك سيناترا الفرنسي.

تحدّث أزنافور في إحدى مقابلاته عن أهم أمرأة في حياته، وقال إنها إيديت بياف، المغنية الفرنسية الشهيرة التي اكتشفته، وعاش عندها وعرف عشاقها، لكنها لم تكن عشيقته. وأضاف أنها أوصته بإجراء عملية تجميل لأنفه، وتابعها وكتب لها أغاني.

كان يُدهش كل من يعرفه بطاقته على العمل، وكان يقول: «دخّنت السجائر وشربت الخمرة، ولكن توقفت عندما كان ذلك ضرورياً». ووصف نفسه بأنه رصين يعيش حياة رصينة. وقال في حلقة الأسبوع الماضي إن زوجته أولا قالت له إنه ربما بلغ سن التوقف عن العمل، فأجابها: «سأموت عندئذ لأنني أعيش سعيداً في حفلاتي». بقي مع زوجته نصف قرن، ولديهما ابنتان، كاتيا وميشا، ولدتا عامي 1969 و1971، وابن ولد عام 1977.

حياة حافلة، وأغانٍ آسرة. أزنافور سيبقى أحد أهم المغنين الفرنسيين، وسيترك فراغاً كبيراً لدى عشاق أغانيه.

عن "الحياة" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية