سجن يحول المجرم إلى مواطن صالح.. هل تعرفه؟

سجن يحول المجرم إلى مواطن صالح.. هل تعرفه؟


08/07/2019

منذ عشرين عاماً، اعتمدت النرويج نظاماً جديداً للتعامل مع المساجين؛ إذ تمكنت من خفض معدلات عودة المحكومين السابقين إلى عالم الجريمة.

اقرأ أيضاً: في ظاهرة هي الأولى.. سجن يسلم مفاتيح الزنازين للسجناء

يخضع نزلاء سجن "هالدن" لدروس اليوغا، ويتخذون أوضاع زهرة اللوتس، أو وضع الكلب، أو وضع الطفل، جنباً إلى جنب مع ضباط سجنهم، وكل منهم في حالة تركيز كامل، ينفذ تعليمات المدربة بحذافيرها.

يقول مدير السجن، آر هويدال، بينما يتابع حصة اليوغا عن بعد "إن هذا يهدئهم، لا نريد غضباً وعنفاً في هذا المكان، نريد للمحكومين أن يكونوا هادئين ومسالمين".

اعتمدت النرويج نظاماً جديداً للتعامل مع المساجين إذ تمكنت من خفض معدلات عودة المحكومين السابقين لعالم الجريمة

يكلف كل نزيل في سجن هالدين نحو 98 ألف جنيه إسترليني في العام، في حين أن متوسط هذه الكلفة في إنجلترا وويلز يبلغ نحو أربعين ألف جنيه إسترليني، و59 ألف جنيه إسترليني في السجون المصنفة درجة أولى، بحسب "بي بي سي".

يقول مدير السجن "هويدال" إن "ضباط السجن والسجناء يمارسون كافة النشاطات معاً وطوال الوقت، يأكلون معاً، يلعبون الكرة الطائرة معاً، يمارسون أنشطة مسلية معاً، وذلك يتيح لنا التفاعل بشكل فعلي مع المساجين، والتحدث معهم، وتحفيزهم".

وفي حديثه عن أوضاع السجون سابقاً، يقول هويدال "كانت الأوضاع صعبة جداً، كانت ثقافة الذكورة والقوة هما المسيطرتان، مع تركيز كبير على جانبي الحراسة، وحفظ الأمن، وكان معدل عودة المحكومين إلى ارتكاب الجريمة ما بين 60-70%، كما هو الحال في الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: مقابر الأرقام.. هل قدر الفلسطينيين السجن حتى بعد الموت؟

ولكن في بداية التسعينيات شهد النظام الإصلاحي في النرويج تغييرات وتحسينات كبيرة، وتراجع التركيز على فكرة الانتقام، لصالح العمل على إعادة التأهيل.

 

السجناء الذين كانوا يمضون معظم الوقت محتجزين في الداخل، أصبحوا يشاركون بتدريبات رياضية يومياً وفي الهواء الطلق، مع برامج تعليمية، كما تم تغيير دور حارس السجن بالكامل. وأضاف: "نحن ضباط السجن وبالطبع نحرص على أن يؤدي كل نزيل عقوبته، لكننا نساعده أيضاً على أن يصبح شخصاً أفضل".

صُمم سجن هالدن بحيث يقلل إحساس النزلاء بأنهم داخل سجن ويخفف توترهم النفسي ويجعلهم في وئام مع الطبيعة المحيطة

وتابع: "نحن نقوم بدور القدوة، والمدربين والموجهين، ومنذ أن اعتمدنا تلك الخطوات الإصلاحية الكبيرة، انخفضت معدلات العودة إلى ارتكاب الجرائم في النرويج إلى 20٪ فقط بعد عامين من إخلاء السبيل، ونحو 25٪ بعد خمسة اعوام منه. وهذا إثبات على أن الأسلوب الجديد فعال فعلاً".

صُمم سجن هالدن بحيث يقلل إحساس النزلاء بأنهم داخل سجن، ويخفف توترهم النفسي، ويجعلهم في وئام مع الطبيعة المحيطة، وقد حصل تصميم السجن، الذي بلغت كلفته 138 مليون جنيه إسترليني، على العديد من الجوائز في عالم التصميم بسبب امتلاكه الحد الأدنى من الأناقة، وهو يقع وسط غابات جميلة من أشجار الصنوبر.

 

كما يمنح شكل مباني السكن المكونة من طابقين، والملحقات المبنية من الخشب والمصممة على طراز الشاليهات، لهذا المكان هيئة حرم جامعي عصري بدلاً من السجن.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية