"صحة أبوظبي" وإدارة الأزمة

"صحة أبوظبي" وإدارة الأزمة


04/04/2020

علي القحيص

الدول المتحضرة والمتطورة والقادرة على حماية شعوبها من الأخطار والكوارث ومعالجة الأزمات، تظهِر تفوقها في وقت الشدائد والأزمات الطارئة. ومع بداية أزمة وباء فيروس كورونا الحالي، الذي ضرب العالم فجأة وشلّه بل أرعبه بدون رحمة ولا تمييز، حاولت كل الدول التصدي لهذه الآفة الخطيرة، العمل على معالجة هذا الوباء المزعج والمخيف، الذي عصف بالعالم كله وجعل العقول الطبية البشرية تقف مندهشة مذهولة ومفزوعة من هول المرض العجيب الغريب، لكن دون الوصول حتى الآن إلى معرفة أسباب انتشاره بهذا الشكل المخيف والمرعب أو القدرة على إيجاد علاج أو لقاح ضده.
وقد هجم كورونا على الدول الكبرى والمتقدمة ذات النفوذ العالي، قبل الدول الفقيره والنامية التي تعاني أصلاً في المجال الصحي والوقائي بسبب الفقر وضعف الإمكانيات المادية والتنظيمية ونقص الوعي الصحي.
ومن المناطق التي وصلها المرض الخطير، منطقة الخليج التي تعد دولها متحضرة وغنية بمواردها المتنوعة، لكن طبيعة فيروس كورونا المستجد وسرعة انتقاله وانتشاره تصعّبان التعامل معه وتقييم خطورته التي لم يتوقع أحد أن تكون بهذا الحجم الذي سجلته في الصين ودول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
ومن إنجازات بعض الدول في هذه الظروف الصعبة، وطريقتها الناجعة في كيفية التعامل مع إدارة الأزمات ومعالجتها، لاحظ الجميع الإنجازات المذهلة لـ«دائرة الصحة أبوظبي»، وسرعتها الفائقة في إعداد وتحضير وتجهيز أطقمها الطبية المتخصصة، لإدارة هذه الأزمة الصحية الإنسانية ولحماية الإنسان وتوعيته بوسائل وأساليب فعالة للغاية.
وقد تابعت لقاءات المدير التنفيذي للخدمات العلاجية الخارجية في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، محمد حواس الصديد، في أكثر من وسيلة إعلام، وهو يتحدث عن كيفية إعداد وإنجاز وتجهيز الطواقم الطبية لصحة أبوظبي، بغية تأمين الفحص الفوري لكبار السن في منازلهم وتوفير العلاج الكافي والفعال لهم كذلك، علاوة على إعدادها محطات للفحص الفوري في أكثر من مكان لفحص المواطنيين والمقيمين مجاناً، وهم في سياراتهم الخاصة، وعن كيفية الإسراع بتجهيز وتوفير أجهزة طبية متطورة متخصصة لاكتشاف فيروس كورونا بسرعة قبل انتشاره وقبل أن يعلم المريض أنه مصاب به. وقد تم نصب هذه الأجهزة وإعدادها لخدمة المواطن والمقيم بسرعة قياسية.
ويعد هذا إنجازاً مهماً وحالة متقدمة جداً لدولة عربية وخليجية في هذه الظروف الحرجة، وهو مفخرة للإمارات والدول العربية الأخرى وإنجاز متطور لمعالجة الوباء الذي فاجأ الجميع وبات يتطلب يقظة وحذراً كبيرين واستنفاراً تاماً.. بغية التصدي لخطره الذي يشكل تهديداً للعالم كله، مما جعل بعض قادة العالم ينتحبون أمام كاميرات التلفزة ووسائل الإعلام المختلفة، محبطين ويائسين من هول المصيبة التي حلت بشعوبهم، ومن حجم الكارثة الإنسانية التي لا يعرفون مداها وضررها النهائي وأين تضرب وأين تتوقف، ولا يستطيعون مكافحتها وعلاجها والوقوف أمامها من كثرة الإصابات والحالات المستعصية، معترفين بعجزهم وضعفهم وعدم قدرتهم أمام هول هذا الحدث الكوني الذي يهدد البشرية كلها، والذي لا يعرف حدود خطورته إلا الله سبحانه وتعالى، والذي ربما اقتضت حكمته أن يمتحن إنسان عالمنا المعاصر هذا بعد أن ادعى أنه أسس نظاماً عالمياً جديداً قوياً وقادراً على حماية البشر وتطورهم وتقدمهم، لكنه اكتشف في لحظة أنه قاب قوسين أو أدنى من الانهيار!

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية