صحيفة إماراتية: إخلاء المواطنين المقدسيين من بيوتهم تقويض لحقوقهم وتراثهم وكرامتهم

صحيفة إماراتية: إخلاء المواطنين المقدسيين من بيوتهم تقويض لحقوقهم وتراثهم وكرامتهم


16/05/2021

لا تغيّب جولة الصراع الحالية في قطاع غزة معركة المقدسيين في الدفاع عن بيوتهم وتاريخهم الممتد في المدينة المقدسة.

في هذا السياق، قالت صحيفة يومية إماراتية صادرة باللغة الإنجليزية إنّ عمليات إخلاء المواطنين المقدسيين من بيوتهم لا تؤدي إلى تقويض المعايير القانونية فحسب، بل تقوض أيضاً تراث الفلسطينيين في القدس وكرامتهم. وأضافت "ذا ناشونال" الصادرة في أبوظبي، في افتتاحيتها بأنّ العديد من العائلات الفلسطينية، الذين يعيشون بشكل رئيسي في القدس الشرقية، لهم جذور قديمة في المدينة المقدسة تمتد لمئات السنين، وضربت مثالاً على ذلك بعائلة نسيبة التي تمتد جذورها إلى 637 سنة، وغيرها كثيرون.

"ذا ناشونال": عمليات إخلاء المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم في القدس الشرقية لا تؤدي إلى تقويض المعايير القانونية فحسب، بل تقوّض أيضاً تراث الفلسطينيين في القدس وكرامتهم

ولفتت الصحيفة الإماراتية في عنوان "لماذا ينبغي أن يعيش الفلسطينون بسلام في القدس" إلى أنّ تاريخ المدينة المقدسة يؤكد مكانتها المميزة كرمز عالمي للتعايش بين الأديان التوحيدية والتسامح الاجتماعي بين سكانها، وذكرت أنّ المفتاح الحديدي لكنيسة القيامة في القدس، وعلى مدى كل صباح تقريباً قبل الفجر لأكثر من 800 عام، استخدمه أحد أفراد عائلة نسيبة المسلمة لفتح أبواب الكنيسة أمام رجال الدين المسيحيين الذين يترأسون خدماتها.

وتضيف الصحيفة: قد يكون انحسر من الذاكرة العامة كيف أو متى بدأ هذا الترتيب بالضبط. لكن بالنسبة للأوصياء ورجال الدين، فإنّ الطريقة التي بدأ بها كل شيء لا تهم بقدر ما تمثله طقوسهم اليومية، وهو الاحترام وروح التعاون التي تنظر بها مجتمعاتهم إلى بعضهم بعضاً في مدينتهم المشتركة.

تذكير بالرسالة

 وتقول الصحيفة إنّ هناك حاجة ماسّة للتذكير بهذه الرسالة الآن في القدس، حيث لا تزال المدينة - وغيرها في فلسطين وإسرائيل - تشهد اندلاع مواجهات بين اليهود والعرب، بسبب التهديد الإسرائيلي والمتطرفين اليمينيين في إسرائيل بطرد السكان الفلسطينيين من أحد أحيائها في القدس الشرقية المحتلة، الشيخ جراح هذا الشهر.

اقرأ أيضاً: هل تتدحرج موجة التصعيد إلى حرب إسرائيلية رابعة على غزة؟

وتتابع الصحيفة الإماراتية: استخدم المستوطنون اليهود قانون 1970 الذي يعطي الأولوية لمطالبات ممتلكات اليهود على تلك الخاصة بالفلسطينيين في قضية علقتها المحكمة العليا في إسرائيل بعد بدء المواجهات الأخيرة. وأضافت: تصاعد التطرف اليميني في إسرائيل منذ السبعينيات من القرن الماضي، وفي عام 1980، أقر الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يعلن أن "القدس كاملة وموحدة" هي عاصمة إسرائيل". واستطردت: "مع إعلان السيادة هذا، جاء إعلان آخر لبسط الولاية القانونية الإسرائيلية على القدس الشرقية، التي لا يزال المجتمع الدولي يعتبرها أرضاً محتلة بشكل غير قانوني. بموجب القانون الدولي، تعتبر أي عمليات إخلاء داخل الأراضي المحتلة غير قانونية أيضاً؛ فمن المتصور أن تكون القدس الشرقية عاصمة لأي دولة فلسطينية في المستقبل".

إسرائيل وتقويض المعايير القانونية والتراث والكرامة

"ذا ناشونال" أكدت في افتتاحيتها أنّ عمليات إخلاء المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم في القدس الشرقية لا تؤدي إلى تقويض المعايير القانونية فحسب، بل تقوّض أيضاً تراث الفلسطينيين في القدس وكرامتهم؛ خصوصاً وأنّ العديد منهم، الذين يعيشون بشكل رئيسي في القدس الشرقية، لهم جذور قديمة في المدينة- إذْ تعود أصول عائلة نسيبة إلى 637. وآخرون هم لاجئون، بعد أن نزحوا من أجزاء أخرى من فلسطين أثناء قيام إسرائيل في عام 1948

وأضافت الصحيفة الإماراتية بأنّ هذه العائلات، على وجه الخصوص، واجهت ضغوطاً مستمرة للمغادرة منذ احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في عام 1967. وكما قال رئيس البرلمان الأردني في اجتماع لجامعة الدول العربية هذا الأسبوع، فإنّ ما حدث في حي الشيخ جراح ليس مجرد "نزاع عقاري".

العديد من العائلات الفلسطينية، الذين يعيشون بشكل رئيسي في القدس الشرقية، لهم جذور قديمة في المدينة المقدسة تمتد لمئات السنين

وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنّ عمليات الإخلاء، مثل تلك الجارية في حي الشيخ جراح "تخلق بيئة قسرية" قد تؤدي إلى "الترحيل القسري" للسكان الفلسطينيين الأوسع من أرضهم. وطالما بقي شبح مثل هذه المأساة باقياً، فإنها ستوفر رياحاً في أشرعة الحركات المسلحة العنيفة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وصفت بلاده نفسها منذ فترة طويلة بأنها الحَكَم في السلام الفلسطيني الإسرائيلي المحتمل، لم يتمكن بعد من التأثير على الأحداث. وبدلاً من ذلك، تعرضت إدارته لانتقادات بسبب مراوغتها الواضحة مع تفاقم العنف.

اقرأ أيضاً: 73 عاماً على النكبة: إسرائيل مستمرة في مشروعها العنصري التوسعي.. حقائق وأرقام

وفي إيجاز يوم الخميس الماضي، حرص بايدن على تجنب أي تصريحات قوية، واختار  الجانب الأكثر حذراً وأماناً بدلاً من إبراز الحقائق العالمية الخاصة بحقوق الفلسطينيين. وتضيف "ذا ناشونال": كان إحدى هذه الحقائق التأكيد بأنّ القدس، "مدينة ذات أهمية كبيرة لأصحاب الإيمان والديانات التوحيدية من جميع أنحاء العالم، ويجب أن تكون مكاناً للسلام".

وتختتم الصحيفة بأنّ السبيل الوحيد لحدوث ذلك هو أن تتخذ إسرائيل إجراءات قوية لتخفيف التوترات والاعتداءات. وتضيف: "بعد ذلك، يجب على إسرائيل رفع دعوى من أجل حل سياسي طويل الأمد يضمن حقوق الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس، ويترك أي مطالبات بالملكية الحصرية لهذه المدينة المقدسة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية