عام 2023... الإخوان والحوثي علاقات علنية وأهداف موحدة

عام 2023... الإخوان والحوثي علاقات علنية وأهداف موحدة

عام 2023... الإخوان والحوثي علاقات علنية وأهداف موحدة


27/12/2023

لم يتفاجأ اليمنيون بلقاءات حزب الإصلاح الإخواني وميليشيات الحوثي، بعد أن ظلت لوقت طويل سرّية.

وأخرج الحوثيون وإخوان اليمن اتصالاتهم إلى العلن كجزء من ترتيبات بين الطرفين تسعى لاستباق عملية الحل الشامل للأزمة اليمنية، والتي تقودها الأمم المتحدة ودول إقليمية في محاولة لإنهاء الانقلاب الحوثي.

العام الجاري، وبعد أن تم إقصاء الإخوان من الحكومة والمجلس الرئاسي في اليمن، اتخذت الجماعة قراراً للعب على كل الحبال، حتى تنال مرادها ومكتسباتها، ولو كانت على حساب الوطن وخرابه.

بدأ عام 2023 بأخبار عن لقاءات ومؤتمرات بين الحوثيين والإخوان تمّت داخل وخارج اليمن، في تأكيد واضح على التخادم المتبادل والتنسيق بين الجانبين، والانتهازية التي ينتهجها الطرفان للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية، حسبما نقل موقع (تحديث نت).

ففي بداية كانون الثاني (يناير) عام 2023 نظمت قيادات إخوانية مؤتمراً بمشاركة الجناح الناعم للحوثيين في واشنطن، هدفه التأثير على الرأي العام الدولي وتغيير وجهة نظر العالم عمّا يجري في اليمن من حرب حوثية مستعرة.

بدأ عام 2023 بأخبار عن لقاءات ومؤتمرات بين الحوثيين والإخوان تمّت داخل وخارج اليمن

المؤتمر المزعوم الذي أثار الجدل على نطاق واسع وضم نحو (15) شخصية، بينهم خبراء أجانب بجانب قيادات إخوانية يمنية سابقة لم تعد تملك أيّ تأثير فعلي على الأرض، كرّس لاستهداف السعودية ودول التحالف العربي والتحريض على دورها في اليمن، في تعاون واضح مع الميليشيات الحوثية.

واستخدم الإخوان أوراقاً وشخصيات باتت محروقة على الساحة اليمنية، وفق مراقبين، على رأسهم وزير الخارجية السابق خالد اليماني، ونائب رئيس مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري، ووزير النقل اليمني السابق صالح الجبواني، ومحافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وعصام شريم عضو مجلس الشورى اليمني.

 

أخرج الحوثيون وإخوان اليمن اتصالاتهم إلى العلن، كجزء من ترتيبات بين الطرفين تسعى لاستباق عملية الحل الشامل للأزمة اليمنية

 

ورغم محاولة منظمي ما سُمّي بـ "مؤتمر واشنطن نحو سلام وديمقراطية مستدامين في اليمن" إظهاره بمظهر وطني يمني، إلا أنّ الكلمات الصادرة فيه لقيادات إخوانية من حزب الإصلاح اليمني وناشطين موالين له، تؤكد وحدة الهدف للحوثي والإخوان ضد دول التحالف العربي وضد المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس الرئاسي.

وقد هاجمت كلمات المشاركين في المؤتمر المشبوه، بينهم قيادات إخوانية، دور التحالف العربي، ممّا أظهر دعم إخوان اليمن للمشروع الحوثي الإرهابي الانقلابي المدعوم إيرانياً.

وتوج العام الجاري بلقاءات في مدينة صنعاء، وتحت إشراف الحوثيين أنفسهم الذين استضافوا قيادات إخوانية بحجة "دعم غزة".

وبدأت تلك اللقاءات عقب اجتماع عقده القيادي الحوثي علي القحوم بقيادات من تنظيم الإخوان منصور الزنداني وفتحي العزب في صنعاء، لتتبعه سلسلة من الرسائل المتبادلة بين الطرفين امتدت من تعز إلى صنعاء، لبحث مشاركة الاخوان في حكومة الميليشيات التابعة لإيران، وفق ما نقلت صحيفة (العرب) اللندنية.

 

بداية عام 2023 نظمت قيادات إخوانية مؤتمراً بمشاركة الحوثيين في واشنطن، هدفه التأثير على الرأي العام الدولي وتغيير وجهة نظر العالم عمّا يجري في اليمن

 

وكان أبرز تلك الرسائل دعوة القيادي الحوثي مهدي المشاط للإخوان في تعز بتجميد الجبهات وتحييد المحافظة وإدارتها بشكل مشترك، فيما وصف بـ "مبادرة تعز"، التي استهدفت فصل ملف تعز عن اتفاق الهدنة السارية وعن اتفاق استوكهولم، الذي تضمن تفاهمات خاصة بتعز.

ثاني تلك الدعوات هي التي خرج بها القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي من دعوة لحزب الإصلاح الإخواني إلى الانضمام للميليشيات، فيما زعم أنّه "محور المقاومة" لمواجهة ما يجري في غزة.

ودعا البخيتي قادة وأفراد إخوان اليمن إلى "فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي، وتوحيد الصف على امتداد العالم الإسلامي لمواجهة "العدوان الغربي بقيادة أمريكا على فلسطين"، مؤكداً أنّ قادة وقواعد الميليشيات جاهزون لذلك.

القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي

وإجمالاً، استهدفت اللقاءات والدعوات الحوثية-الإخوانية "بناء العلاقات" و"التنسيق المستمر" لتعزيز ما سمّوه "الجبهة الداخلية" و"الشراكة"، حفاظاً على الاستقلال والوحدة.

في محاولة "بائسة" لامتصاص الصدمات بعد نزيف سياسي حاد، أجرى حزب الإصلاح الذي يعتبر الذراع السياسية للإخوان حملة تغييرات واسعة لهيكل قياداته وتدويرها على مستوى المحافظات، منها في مأرب وأمانة العاصمة وصنعاء والحديدة والجوف وسقطرى والمهرة وحضرموت.

 

الكلمات التي ألقتها قيادات إخوانية من حزب الإصلاح تؤكد وحدة الهدف الحوثي الإخواني ضد دول التحالف والمجلس الجنوبي والمجلس الرئاسي

 

خطوة الإخوان بـ2023 التي تُعدّ الأولى منذ أعوام، استهدفت العودة إلى صدارة المشهد اليمني من خلال إزاحة القيادات القديمة وتعيين قيادات "مرنة"، في مسعى لاحتواء النزيف السياسي الذي تعرض له الحزب، فضلاً عن تقويض وحدة الجنوب في مواجهة ميليشيات الحوثي.

وتأتي تلك الخطوة ضمن محاولات إقليمية للبحث عن موطئ قدم لإخوان اليمن في المحافظات الجنوبية، غير أنّ مراقبين اعتبروا الإخوان الوجه الآخر للحوثي، فهما ينطلقان من الفكر والمعتقد نفسه، والحديث عن إعادة تدوير القيادة أو تحديثها ليس أمراً حقيقياً، فتنظيم الإخوان في اليمن سلالي القيادة، مثله مثل ميليشيات الحوثي".

وتكشف اللقاءات الحوثية الإخوانية الشراكة الخفية بين الطرفين، والتي تستهدف إرباك أمن المناطق المحررة، وعلى وجه الخصوص الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي؛ إثر وقوفه حجر عثرة في طريق عودة الحوثي والإخوان إلى المشهد الشرعي، وفقاً لسياسيين يمنيين.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي في اليمن صالح علي الدويل باراس في تصريح صحفي لموقع (المشهد العربي) أنّ "اللقاءات في هذا التوقيت مثالية بالنسبة إلى الحوثي والإخوان، نظراً لانشغال الشارع بأحداث غزة".

وأكد باراس أنّ اللقاءات تثبت أنّ الحوثي والإخوان مشروعان متكاملان، وأنّ جهة إقليمية واحدة ترعاهما، وأنّ لهما مصالح مشتركة.

ولفت إلى أنّ التقارب الحوثي الإخواني يستهدف محاربة مشروع الانتقالي، وكذلك ضد بعض تيارات حزب المؤتمر الشعبي العام شمال اليمن.

 

العام الجاري توّج بلقاءات في مدينة صنعاء، وتحت إشراف الحوثيين أنفسهم الذين استضافوا قيادات إخوانية بحجة "دعم غزة"

 

وقال: "بالتأكيد تستهدف اللقاءات الحوثية الإخوانية مشروع الانتقالي جنوباً، حيث سيوضح الإخوان للحوثي أهمية اختراقاتهم الحزبية على الساحة الجنوبية التي يستدرجون بها قطاعات جنوبية بالخطاب الديني، وهو ما لا يستطيع خطاب الحوثي الطائفي تحقيقه في الجنوب".

وعن بحث الإخوان عن شراكة جديدة مع الحوثي، أكد المحلل السياسي أنّ "استراتيجية الإخوان تقوم أساساً على التحالف مع السلطة أو البقاء بالقرب منها، والمتتبع لتاريخ التنظيم يجد أنّهم كذلك، حتى وإن كانت السلطة قمعية وفي عداء معهم، كما هو حاصل مع ميليشيات الحوثي".

لم يتفاجأ نائب الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح باللقاءات الحوثية الإخوانية، باعتبارها مستمرة ومتواصلة منذ كانت الميليشيات في معقلها الرئيسي في صعدة.

واستذكر صالح في تصريح صحفي نقله موقع (يمن نيوز) أنّه آنذاك ذهب أمين عام حزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي والتقى زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، للتفاهم ما قبل دخول الحوثي صنعاء، والاتفاق على عدم المواجهة من قبل الفرقة الأولى مدرع والقبائل الموالية للإخوان، مقابل بقاء قادة الإخوان واستثماراتهم في صنعاء.

وأشار القيادي الجنوبي إلى "حالات الغزل المستمرة من بعض القيادات الإخوانية خاصة المقيمة في الخارج للحوثي، من خلال مهاجمة التحالف وامتداح الميليشيات، والتأكيد على أنّه مكوّن يمني لا بدّ من القبول به".

 

اجتماع عقده القيادي الحوثي علي القحوم بقيادات من تنظيم الإخوان منصور الزنداني وفتحي العزب في صنعاء لبحث تشكيل الحكومة الجديدة

 

وعمّا إذا كان لقاء الإخوان والحوثي يستهدف مشروع الانتقالي في الجنوب، أكد صالح أنّ "الإخوان والحوثي مهما كان اختلافهما وتباينهما إلا أنّهما يلتقيان في عدائهم للجنوب وقضيته وقياداته، وكلما استشعرا أنّ الجنوب ذاهب لتقرير مستقبله، جمّدت خلافاتهما للتفرغ للجنوب".

واستشهد صالح بتوقيف الإخوان مواجهتهم العسكرية "الهشة" فعلاً مع ميليشيات الحوثي والاتجاه لقتال الجنوب، تحت شعار أنّ الطريق إلى صنعاء يمرّ عبر عدن، بعد ضمان السيطرة عليها ومنع ما تسميه الجماعة "الانفصال".

ويرى مراقبون أنّ اللقاءات الإخوانية الحوثية تأتي في ظل تغيرات على الأرض على الساحة الجنوبية، وهو ما دفع الميليشيات الحوثية والإخوان إلى إعلان لقاءاتهما التي ظلت لفترة طويلة قيد السرّية والكتمان، قبل أن تظهر إلى العلن خلال الفترة الماضية.

مواضيع ذات صلة:

إيران وأمن البحر الأحمر... ما أهداف استعراض القوة؟

هل يعطل إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر عملية السلام؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية