"فايننشال تايمز": 7 أسباب تجعل أردوغان ضعيفاً

"فايننشال تايمز": 7 أسباب تجعل أردوغان ضعيفاً


14/06/2020

"يبدو أنّ رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا المشاكس، يحاول الظهور بمظهر من يسعى إلى إنجاز شيء، في الخارج على الأقل، لكن أردوغان ضعيف في حقيقة الأمر". هذا ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز".

بينما تنوّع تركيا اعتمادها على الطاقة، فإنها لا تزال تحصل على ما يقرب من نصف وارداتها من الغاز من روسيا

وفي تحليل نشرته الصحيفة تحت عنوان "7 أسباب تجعل الرئيس أردوغان يبدو ضعيفاً"، أورد المحلل ديفيد جاردنر أنّ الرئيس التركي يشتت الانتباه عن العديد من المشاكل في الداخل التركي، والتي تجعله، في ميزان القوة، ضعيفاً، برغم النبرة العالية لتدخلاته في سوريا وليبيا. وتدلل الصحيفة المرموقة على ما تقول بذكر الأسباب؛ وهي: 
أولاً، يعتمد أردوغان على موافقة روسيا على الاحتفاظ التركي بجيبين استولت عليهما في شمال غرب سوريا في 2016 و 2018، وكذلك بالنسبة للمنطقة العازلة التي تحاول إنشاءها عبر شمال شرق سوريا بعد الانسحاب الأمريكي في عام 2019. علاوة على ذلك ، فإنّ موسكو هي التي تتوسط في إجراء تفاهمات بين دمشق والميليشيات الكردية التي كانت متحالفة مع الولايات المتحدة، مما مكن نظام الرئيس بشار الأسد من إعادة دخول مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا التي يسيطرون عليها حالياً.

 

 

ثانياً: تهدف تركيا من تدخلها في ليبيا إلى الاحتفاظ بحقوق بحرية في ثروات النفط والغاز لشرق المتوسط من خلال صفقة حدود بحرية وقعها أردوغان مع حكومة الوفاق الليبية في طرابلس. لكن هذا الأمر أثار تحالفاً آخر من الخصوم (اليونان وقبرص وإسرائيل) ضد أردوغان، لأنهم يريدون ضخ هذا الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب إلى إيطاليا.

 

 

المعارضة التركية اتهمت أردوغان بالاستبداد السلطوي من خلال تجنيد قوة مسلحة موالية له في شوارع البلاد

ثالثاً، ونتيجة لذلك – وخصوصاً تنقيب تركيا عن الغاز عند قبرص- فقد أثار أردوغان حفيظة الاتحاد الأوروبي نفسه، الذي هدّد بفرض عقوبات على تركيا جرّاء ذلك، وفي إطار الدفاع عن حقوق قبرص السيادية. وتنوّه صحيفة "فايننشال تايمز"  في تحليلها إلى أنه على الرغم من تبخر آمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن الكتلة الأوروبية، التي لديها اتحاد جمركي يرغب كلا الجانبين في تعزيز منافعه، لا تزال إلى حد بعيد أهم سوق لها.
رابعاً، لا يستطيع أردوغان الاعتماد على الدعم من الولايات المتحدة. وتواجه أنقرة عقوبات على شراء أنظمة أسلحة روسية (مثل "إس-400") كعضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فضلاً عن كسر تركيا الحصار المفروض على إيران.

اقرأ أيضاً: أردوغان لا يغادر دوامة التناقضات
خامساً، بينما تنوّع تركيا اعتمادها على الطاقة، فإنها لا تزال تحصل على ما يقرب من نصف وارداتها من الغاز من روسيا.
سادساً، ما تزال العملة التركية تنخفض بشكل سريع مرة أخرى، مما يهدد بتكرار سيناريو أزمة العملة لعام 2018.
سابعاً: إنّ العديد من الإشارات التي يرسلها أردوغان في الداخل التركي لا توحي بالقوة، على الرغم من عرضه الواثق للقوة الصارمة في الخارج. وتعدد الصحيفة نقاط الضعف وتآكل الإجماع التركي حول أردوغان بالإشارة إلى الموجة الأخيرة الجديدة من الاعتقالات التي أمر بها أردوغان لنواب المعارضة ورؤساء البلديات في المدن التركية الكبيرة مثل إسطنبول وأنقرة؛ التي خسرها حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، العام الماضي، وفازت بها المعارضة. إلى جانب ذلك، تضيف الصحيفة، فإنّ الصيغة التي نهض عليها في السابق نجاح أردوغان الاقتصادي، والقائمة على العقارات والقروض البنكية السهلة والاستهلاك الرخيص، في طريقها إلى الفشل؛ حتى قبل أن يضرب "كوفيد-19" الاقتصاد التركي؛ بسبب حالة الطوارئ المفروضة على تركيا وباقي دول العالم.

 

 

"لفتة عثمانية ليس أكثر"
وتشير صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أنّ خطة الرئيس أردوغان لتحويل نظام "حراس الليل" إلى كوادر أمنية من الحراس الموالين له لن يكون أمراً مرغوباً فيه من جانب الناخبين الحضريين. وتتابع الصحيفة: الآن يلمح بشدة إلى أنه سيحوّل مجدداً آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد؛ وذلك في مغازلة للقاعدة الانتخابية الإسلامية لحكومة أردوغان ومؤيديه من أصحاب الميول القومية الشعبوية. وتتابع "فايننشال تايمز" بأنّ أردوغان مصمم بذلك على تشتيت الانتباه، بصوت عال، عن المشاكل الداخلية الأخرى، من خلال لفتة عثمانية جديدة ليس أكثر- مثل تدخلاته في سوريا وليبيا.
"حراس الليل".. ميليشيا؟
وفي توضيحها لمسألة "حراس الليل" أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية"، في تقرير لها، أنّ منح الدوريات المخصصة للأحياء نفوذاً أكبر، يرى فيه المنتقدون توجهاً من جانب الرئيس رجب طيب أردوغان نحو بناء "ميليشيا" مخلصة له. وتذكر "الفرنسية" بأنّ القانون الجديد "حراس الليل"، يمنح الذين يجوبون الشوارع ليلاً للإبلاغ عن أي جرائم سرقة واضطرابات، نفوذاً يقارب صلاحيات عناصر الشرطة.
وتضيف: "سيسمح للعناصر حمل الأسلحة وصلاحية إيقاف الناس وتفتيشهم".
وترتبط هيئة "حراس الليل" بوزارة الداخلية التركية، وتضم أكثر من 28 ألف عضو، ويمتد تاريخها إلى أكثر من مائة عام، ونمت باضطراد بالأخص بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي سعت للإطاحة بأردوغان في تموز (يوليو) عام 2016.

 

 

 

 

وشهدت مناقشة تشريع هذا القانون الجديد، بحسب قناة "الحرة" جدلاً حاداً تحت قبة البرلمان التركي، تحوّل إلى اشتباك جسدي بين أعضائه في جلسة الثلاثاء الماضي.
وأشارت قناة "الحرة" إلى أنّ المعارضة التركية اتهمت أردوغان بالاستبداد السلطوي من خلال تجنيد قوة مسلحة موالية له في شوارع البلاد.  وقال ماهر بولات، عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض "إنهم يستغلون هيئة حراس الليل لتحضير ميليشيا"، مضيفاً أنه يجب التركيز على دعم قوى الأمن ورفع عدد عناصرها إن دعت الحاجة إلى ذلك.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية