"فورين بوليسي": آسيا الوسطى معقل "المتطرفين الجدد"

"فورين بوليسي": آسيا الوسطى معقل "المتطرفين الجدد"


12/11/2020

نبّه تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية من استقطاب المتشددين الجدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي من منطقة آسيا الوسطى، لافتاً إلى أنّ التنظيمات المتطرفة وجدت وكرها في تلك المنطقة، مستغلة التربة الخصبة هناك.

وأوضحت المجلة، بحسب ما أورده موقع العربية، تلك التربة الخصبة في أنّ التنظيمات المتطرفة يمكنها استهداف أعداد كبيرة من الشباب الذين يواجهون مستقبلاً كئيباً بفرص تعليمية قاتمة وفرص عمل محدودة وحراك اجتماعي ضئيل، علماً بأنّ متوسط العمر في تلك المناطق يبلغ 27 عاماً فقط، مقارنة بـ38 عاماً في الولايات المتحدة، و44 عاماً في أوروبا الغربية.

ولطالما كانت آسيا الوسطى منطقة راكدة "رقمياً"، لكن خلال العقد الماضي خضعت جمهوريات المنطقة الـ5 -كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان - لتحول رقمي سريع. فبدأت اتصالات الألياف (fiber connections) عالية السرعة والهواتف المحمولة والوسائط الاجتماعية تنتشر على نطاق واسع، بالإضافة إلى الخدمات عبر الإنترنت ومراكز التكنولوجيا.

الخلايا الإرهابية التي لها صلات بآسيا الوسطى كانت وراء الهجمات في نيويورك وسانت بطرسبرغ عام 2017، وستوكهولم عام 2018، وإسطنبول عام 2019

وسبق أن أفادت بعض المعلومات والتقارير أنّ الخلايا الإرهابية التي لها صلات بآسيا الوسطى كانت وراء الهجمات في نيويورك وسانت بطرسبرغ عام 2017، وستوكهولم عام 2018، وإسطنبول عام 2019، وقد عمدت حكومات آسيا الوسطى لاحتواء الأنشطة الإرهابية المنظمة، خاصة بعد عودة عدة آلاف من المقاتلين الأجانب الذين تمّ اختبارهم في المعارك في أفغانستان والعراق وسوريا.

 في غضون ذلك، أوضحت المجلة الأمريكية أنّ الشباب المحبط في تلك المناطق يتجه إلى الحركات الراديكالية بشكل متزايد، والتي يمكنهم العثور عليها بسهولة أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من المنصات عبر الإنترنت.

ولفتت إلى أنّ العديد من المتطرفين العنيفين في آسيا الوسطى غالباً ما تتمّ تنشئتهم محلياً، إلا أنهم مرتبطون بشبكات القاعدة وداعش وطالبان. وغالباً ما تكون تحالفاتهم مرنة وذات دوافع واسعة النطاق.

وبحسب "فورين بوليسي"، فإنهم لا يكتفون بالبحث عن مجندين جدد في دول آسيا الوسطى على الإنترنت فحسب، بل يلجؤون أيضاً إلى الشتات المتزايد، حيث يسعى الشباب العاطلون عن العمل للحصول على ثروتهم في أماكن أخرى من المنطقة، بما في ذلك روسيا المجاورة.

ففي سوريا، على سبيل المثال، يعمل معظم مقاتلي آسيا الوسطى تحت مظلة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً وذراع القاعدة في سوريا)، وهي تضم مجموعتين أوزبكيتين بشكل أساسي، والتي تعمل أيضاً في أفغانستان، حيث تتعاون مع طالبان. كما تنشط هيئة تحرير الشام أيضاً في منطقة شمال القوقاز في روسيا وتضم مجموعات متطرفة. أمّا هدفها الأساسي، فهو تحرير الشيشان وداغستان وإنغوشيا من الحكم الروسي، وهي منشغلة في تجنيد مجموعة كبيرة من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى في روسيا.

وحدّد SecDev ما يقرب من 500 قناة منفصلة تستخدمها المنظمات المتطرفة في آسيا الوسطى على تليغرام، بالإضافة إلى فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب والمنصات الروسية الشهيرة VKontakte وOdnoklassniki - حيث يستخدم الكثير منها اللغة الروسية، التي ما تزال لغة مشتركة في المنطقة، ولكن أيضاً الأوزبكية والطاجيكية والقيرغيزية. وهناك أكثر من 174000 اشتراك في هذه القنوات، ويقدّر إجمالي الجمهور بالملايين.

وتروج العديد من المنشورات من هذه المجموعات المتباينة بنشاط لاستخدام العنف لتحقيق غايات سياسية، وتميل القنوات أيضاً إلى ربط قضاياها المحلية بالصراعات في أماكن أخرى من العالم.

ومع تصاعد القتال في ناغورنو كاراباخ، على سبيل المثال، اكتشف الأمن القومي الديمقراطي زيادة في الأحاديث من قبل الجماعات التابعة لهيئة تحرير الشام في سوريا، والتي دعمت أذربيجان وتركيا، بحسب "فورين بوليسي"، التي لفتت إلى أنّ التوترات بين روسيا وتركيا هي موضوع بارز آخر، غالباً ما يقترن بدعوة لحمل السلاح لدعم أنقرة، ويستهدف معظم هذا المحتوى بشكل مباشر آسيا الوسطى.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية