"فيسبوك" يستجير من رمضاء الانتقاد بنار توكل كرمان

"فيسبوك" يستجير من رمضاء الانتقاد بنار توكل كرمان


10/05/2020

أمينة خيري

على غرار "شرطة الأخلاق الحميدة" و"فيلق السلوك القويم"، قررت إدارة فيسبوك أن تبرئ ساحتها وتنقل حلبات اللوم والمساءلة من ملاكها ومسؤوليها وإدارييها إلى مجلس حكماء عالمي يقول البعض إنه أشبه بـ"مجلس إدارة العالم".

العالم الموازي القائم بكل صروحه وأعمدته وكياناته على متن مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها وأقواها وأكثرها انتشاراً وأوسعها أثراً في سياسات الكوكب، وأنظمته الاقتصادية، وهياكله الاجتماعية، وثوراته وحركات تحرره. وفي أقوال أخرى تفتته، منقلبة أحواله رأساً على عقب هذه الآونة، لا سيما في الجزء المسمى بـ"الشرق الأوسط".

شرق أوسط على صفيح ساخن

فمنذ الإعلان من قبل فيسبوك عن تأسيس مجلس إشراف عالمي "مستقل" على محتواه وإنستغرام، وتضمين هذا المجلس اسم الناشطة اليمنية المثيرة للجدل والخلاف والقيل والقال والاستقطاب والاستقطاب المضاد توكل كرمان، وأرجاء الشرق الأوسط على صفيح ساخن.

سخونة الصفيح مصدرها الأصلي سخونة أثير فيسبوك، التي وصلت درجة الانصهار، بل والاحمرار الناجم عن التوتر الذي غطى وجه مؤسس فيسبوك ومديره التنفيذي مارك زوكربيرغ وقت مثوله أمام الكونغرس الأميركي قبل عامين بالتمام والكمال، بعد ما أُعلن أن 87 مليون مستخدم قد تضرروا من اختراق البيانات في فضيحة شركة "كامبردج أناليتيكا للاستشارات" لم تكن سوى القشة الكبرى التي قصمت ظهر فيسبوك.

ظهر فيسبوك في فبراير (شباط) عام 2004 في ماسوتشوستس الأميركية على يد مارك زوكربيرغ واثنين من رفاقه، وقت كانوا يدرسون في جامعة هارفارد ليكون وسيلة للتواصل بين الأصدقاء والزملاء في أماكن الدراسة والعمل. ولا أحد يعلم إن كان المؤسسون قد تنبأوا أو ترقبوا أو تصوروا أن يصل بعد سنوات قليلة ليصبح أداة إشعال ثورات، ومنصة استقطابات أيديولوجية، وحلبة صراعات انتخابية، وجبهة توظيف تكفيرية، وبحور مضطربة على مدار الساعة بموجات من الهبد (مصطلح على وسائل التواصل بمعنى أن صاحبه لا يفقه شيئاً) السياسي والرزع التخويني.

حرية تعبير

لكن المؤكد أن السنوات الأولى التي تلت انتشار فيسبوك السريع في أرجاء الكوكب شهدت تبجيلاً لدوره في حرية التعبير، وتمكين من لا صوت له، مع دمقرطة المعلومات وإتاحتها ومعها إمكانية أن يدلو كل بدلوه فيما يحب. ويكفي أن ما يسمى بـ"الربيع العربي"، وما أدى إليه من أحداث بدت في أولها ثورات وفي آخرها خرابات نُسِب "الفضل" الأولي فيها لفيسبوك.

لكن بعد فترة، وجد البعض أن حرية التعبير لم تعد كذلك، بل تحولت خناقة مستعرة وأدوات ضغط مشتعلة وضربات من تحت الحزام مفتعلة، ووسيلة قياس وطنية هذا وخيانة ذاك وعمالة هؤلاء، وأكل عيش لمجموعات عدة وحائط مبكى لجماعات كثر، وجزرة يلوح بها البعض دون إشهار للعصا للوصول إلى غايات وتحقيق أهداف لا علاقة لها بتحرر الشعوب أو حرية التعبير أو نشر التنوير.

نعمة تتحول إلى نقمة

وبشكل تدريجي لكن متسارع، بدأت قناعة تتجذر لدى متابعين أن دهاليز فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي ليس كلها مجرد أداة تعبير، أو وسيلة تواصل، أو سلاح ضغط. تحولت نعمة الأمس إلى نقمة اليوم. ألوان متناحرة من السياسة، وأشكال متنافرة من المزايدة، وكمّ مذهل من الأخبار الكاذبة والتنظير المرتكز على عدم معرفة، ناهيك عن إغراق في التعبير عن الرأي من دون تفكير، والتأثر بأدرينالين الحشد والغضب والصراخ الجماعي.

وفي المقابل تمسك آخرون بتلابيب فيسبوك، التي تفتح أبواب التعبير على مصاريعها، وتمكن نحو 2.6 بليون شخص على ظهر الكوكب من التواصل والتعبير والضغط على واضعي السياسات وتغيير دفة الأحداث والتحكم في مجريات الأمور، معتبرينه نعمة العصر وفضيلة الثورة الرقمية.

لكن الثورة الرقمية تأتي أحياناً بما لا يشتهي البعض، بمن فيهم رافعو رايات الحريات المطلقة والحقوق من دون قيود تلزم بالواجبات. وبينما كان عدد من الدول العربية يئن تحت وطأة أحداث تفجرها جماعات ومجموعات تتخذ من أثير مواقع التواصل الاجتماعي نقطة انطلاق لها، ويطالب بالتدقيق في حسابات وهمية وميليشيات عنكبوتية وفيالق إلكترونية تخلق عوالم افتراضية وميولاً شعبية غير حقيقية وتوجهات أيديولوجية تخدم فصيلاً من دون غيره، كان العديد من الدول الغربية ومعها جماعات الإسلام السياسي في الداخل العربي والمهجر الغربي ترفض مجرد فكرة التدقيق في المحتوى رفضاً بائناً مطلقاً.

سمعة فيسبوك

ومع مطلع الألفية الثالثة، أخذ فيسبوك يفقد سمعته باعتباره رمز التحرر وأيقونة المقموعين رويداً رويداً، حتى وإن ظل مستخدموه يزيدون بالملايين. تواتر العديد من الأحداث المولودة من رحم فيسبوك حول العالم أقنع كثيرين أن العالم المعلوماتي الافتراضي الموضوع بين أيادي المليارات حول الكوكب لم يعد هذا العالم المثالي كامل الأوصاف، مُمَكِن الفقراء والمحرومين والمقموعين، ومخلص المتشوقين لنور الحقيقة.

لكن شاءت الأقدار أن يتجلى جانب من نور الحقيقة بينما كان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يستعد لمغادرة البيت الأبيض في نهاية فترته الانتخابية. تحدث أوباما عن ضلوع عنكبوتي روسي وقرصنة محتملة لأعداء يتربصون بأميركا. وتزامن ذلك الحديث مع وقوع حوادث إرهابية في دول أوروبية عدة حصدت أرواحاً ووضعت الغرب الأوروبي الآمن الساكن تحت طائلة التطرف والتكفير المروج لهما عبر نشاط عنكبوتي محموم يجند الشباب ويغسل أدمغة المراهقين. ولولا ذلك، لظلت المخاوف الشعبية والتحذيرات الرسمية والعمليات الإرهابية في دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات حبيسة نظريات الاستقطاب ومدارس المؤامرات. ليس هذا فقط، بل أسس أوباما قبل رحيله "المفوضية الرئاسية لتعزيز الأمن الوطني للإنترنت". وأوصى إدارة الرئيس ترمب بتعيين سفير أميركي لأمن الإنترنت، لحماية الولايات المتحدة الأميركية من أخطار أخبار كاذبة واختراق معلومات وتحويل دفة سياسات عبر حسابات وهمية.

وهم وحقيقة

وبين حسابات وهمية وأخرى حقيقية، وآراء تطالب بإسقاط أنظمة وأخرى تدعم استمرارها، وتوجهات تؤمن بالمؤامرات وأخرى تنعتها بالتفاهات، وتدوينات تحوي عنفاً وعنصرية وكراهية وأخرى تعتبرها حرية تعبير، وكل من هذه الجبهات يعتبر فيسبوك مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن تصحيح هذا وتقويم ذلك، وجدت إدارة فيسبوك نفسها أقرب ما تكون إلى المثل الشعبي القائل "ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه (ملابسه)".

وأخيراً، اعترف فيسبوك بعجزه عن إرضاء جميع المنتقدين، لا سيما أن المنتقدين لم يعودوا فقط أفراداً أو مجموعات أو جماعات، بل انضمت إليهم دول وأنظمة ومنظمات وحكومات أخذت على عاتقها مهمة التنديد بهذا المحتوى وشجب هذا التدوين والمطالبة بحجب تدوينات هنا وتعطيل حسابات هناك وغيرها من إجراءات الإصلاح والتهذيب على أثير العنكبوت.

وتفتق ذهن فيسبوك في عام 2018 عن فكرة لوذعية ألا وهي إلقاء كرة مراقبة المحتوى وتهذيب المستخدمين وتأديب المدونين في ملعبهم. كل يراقب غيره، وكل يبلغ عن كله، وكل يهذب من يرى أنه يستحق التهذيب. وفجر في ذلك العام ما يعرف بـ"معايير المجتمع" حيث مسؤولية الرقابة وعبء الإبلاغ والعقاب يقع على كاهل المستخدمين أنفسهم.

سياسة ردود الفعل

وقتها أعلن فيسبوك أنه يدرك مدى أهمية أن يكون مكاناً يمكن للجميع فيه التواصل من دون إساءة استخدام الخدمات، ولذلك طور مجموعة من معايير المجتمع التي تحدد ما هو مسموح وما هو غير مسموح. وأوضح، "سياستنا تعتمد على ردود الفعل التي ترد إلينا من المستخدمين أنفسهم، بالإضافة إلى مشورة الخبراء في مجالات مثل التكنولوجيا والسلامة العامة وحقوق الإنسان، لضمان احترام آراء وأصوات الجميع التي تعكس توجهات وآراء ومعتقدات مختلفة".

وفي محاولة منها لتعليل تعيين الجميع رقباء على بعضهم البعض، صرحت إدارة فيسبوك أنها تريد أن يتمكن الكل من التعبير عن آرائه بصراحة، حتى لو اختلف معهم آخرون. ليس هذا فقط، بل أعلنت أنها تسمح أحياناً بمحتوى يناقض معايير المجتمع التي حددها من عبارات أو آراء تحض على الكراهية أو العنف أو العنصرية إلخ، في حال كانت ذات قيمة خبرية، وأضافت، "لا نفعل ذلك إلا بعد تقييم المصلحة العامة في مقابل مقدار الخطورة الناجم عن الحجب. ونحن نعتمد في ذلك على المعايير الدولية لحقوق الإنسان".

تأرجح وتخبط

وطيلة الأشهر الماضية، تتخبط وتتأرجح إدارة فيسبوك بين التأكيد على احترامها المطلق لحرية التعبير من جهة واحترامها المطلق للجميع حيث يؤلمها ويقلقها كثيراً أن يروج البعض لإساءات أو ضرر أو ما شابه. وعلى قدر الانتقادات الموجة لها على قدر تأرجحها بين التعبير عن احترام هذا وذاك. لكنها مهمة بالغة الصعوبة، وإرضاء الجميع مهمة مستحيلة، والوصول إلى إجراء يعتبره الجميع محققاً للمراد من رابع المستحيلات.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقد فيسبوك بشدة متهماً إياه بمراقبة وحجب وجهات النظر المعبرة عن التيارات اليمينية. وفي الوقت ذاته، فإن جمعيات وجماعات مدنية ويسارية تتهمه بإطلاق العنان للتيارات اليمينية لتنشر فكرها العنصري وتوجهاتها المتطرفة. وفي دول عربية عدة مثل مصر، يتهمه مستخدمون بإطلاق أيادي جماعات الإسلام السياسي لنشر أفكارها والترويج لمظلوميتها وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، عبر خلق حالة يرونها وهمية من التعاطف معهم وصناعة قاعدة يعتبرونها كاذبة لشعبيتهم وقوة انتشارهم. وفي المقابل، يتهمه القابعون على الجهة المقابلة بترك العلمانيين الكفار أو أنصار الديكتاتورية الأشرار ينشرون بغيهم أو يعبرون عن انبطاحهم من دون حساب أو حجب أو إلغاء، وهلم جرا.

ليست مسؤولية الشركات

وقبل نحو الشهرين، وفي أثناء مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني في ألمانيا، دعا زوكربيرغ إلى سن قدر أوفر من القوانين للحد من المحتوى السيئ والمسبب للضرر على صفحات الإنترنت، مبرئاً شركات الإنترنت من مسؤولية تقرير ما الذي يقع ضمن نطاق حرية التعبير وما الذي يعرض البعض للخطر أو التجريح. كلمات زوكربيرغ لم تكن مفاجئة. فهو على مدى العامين الماضيين يحاول جاهداً تبرئة ساحات شركات مواقع التواصل الاجتماعي من السهام المتلاحقة الموجهة صوبها واتهامها بالمساهمة في نشر الأخبار الكاذبة والتدخل في تشكيل الرأي العام ونتائج انتخابات وغيرها من المجريات التي أسهمت في قلب حال الكوكب رأساً على عقب، حتى قبل أن يجهز كورونا عليه.

كورونا ومستخدمون جدد

ومع الزيادة المطردة في أعداد المستخدمين الجدد لـ"فيسبوك" تحت وطأة العزل والحظر المفروضين بسبب كورونا ومزيد من تسليط الضوء عليه وما يحمله من محتوى يراه البعض ضاراً والبعض الآخر نافعاً، واستمرار تبادل الاتهامات حول من المتسبب في تفشي الفيروس، رفعت إدارة فيسبوك شعار المثل الشعبي القائل "يطلع من مطب يقع في حفرة".

بيان فيسبوك يشير إلى أن أعضاء مجلس الحكماء تم اختيارهم لخبراتهم المتنوعة، وكونهم عاشوا في نحو 27 دولة ويتحدثون 29 لغة. هم صحافيون وقضاة ومسؤولون حكوميون سابقون وناشطة في مجال حقوق الإنسان. وبينما أشار إلى أن الأميركيين الخمسة الذين تم اختيارهم من بين أعضاء المجلس العشرين الأولين يمثلون وجهات نظر مختلفة تعكس تيارات سياسية متراوحة، جاء اختيار الناشطة اليمنية توكل كرمان المثيرة للجدل والمؤججة للخلاف والمضرمة لنيران الاستقطاب بين تيارات الإسلام السياسي وغيرها من الرافضين لها ليشعل الأثير العربي اتهامات جاء بعضها من نصيب فيسبوك نفسه.

كرمان للتمكين

كرمان قالت على موقعها إنها تنضم إلى مجلس فيسبوك للمساعدة في حماية وتمكين أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير. وأشارت إلى أن "المجلس سيعمل بكل استقلالية وشفافية للفصل في قضايا المحتوى، واتخاذ قرارات ملزمة بشأن النشر، مع مراعاة حرية التعبير ومبادئ حقوق الإنسان في حماية وتمكين أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير".

وأضافت أن أعضاء المجلس سيكونون عدسة ناقدة ومسائلة لفيسبوك وإنستغرام وقراراتهم ستكون ملزمة لهما، وسيعملان على تنفيذها بغض النظر عن مصالحهما الاقتصادية أو السياسية". وما هي إلا دقائق حتى أصبح هاشتاغ No Tawakol Karman  متصدراً "تويتر"، بالإضافة إلى تدوينات "فيسبوك" ومحتوى "إنستغرام.

كرمان المعروفة بتوجهاتها الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، بالإضافة لمعاداتها الشديدة للأنظمة السياسية في مصر والسعودية والإمارات ودعمها للحوثيين في اليمن وجدت صورها وهي تلوح بعلامة رابعة في أرجاء مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الصور التي استخدمها المعارضون لهذا الاختيار. ووصفه البعض بأنه أشبه بمن "أعطى القط مفتاح الكرار"، أي مكّن كرمان من نشر الفكر الإخواني والانحياز لصالح أنظمة قطر وتركيا والحوثي في اليمن، على حساب الغالبية.

انحياز للإخوان

الغالبية من المدونين والمغردين ترى أن اختيار فيسبوك لكرمان يعني دعماً وانحيازاً للإخوان. فريق آخر اعتبر الاختيار عاكساً لاستمرار اعتماد الكثير من المؤسسات الغربية من شركات وجامعات ومراكز أبحاث على مصادر مسيسة وخبراء أصحاب توجهات معروفة مسبقاً لاتخاذ قراراتهم وتسيير أعمالهم فيما يختص بالمنطقة العربية. فريق ثالث رأى اختيار إدارة فيسبوك لكرمان، لا يعكس إلا ضحالة معرفة بما يجري في العالم العربي.

وفي بقية أنحاء العالم، أصوات كثيرة معارضة للمجلس وفكرته، واعتباره "محكمة عليا" أو "هيئة رقابية" أو "مقصلة تنفيذ حكم الإعدام" وجميعها يرتكز على ما يعتبره الأعضاء بحكم توجهاتهم الشخصية والأيديولوجية، حقاً مطلقاً أو شراً شنيعاً.

هذه هي الدفعة الأولى من أعضاء المجلس. ومقرر أن ينضم إليهم 20 آخرون في العام المقبل مع دعوات من هنا وهناك بعدم استمرار فيسبوك بالاستجارة من الرمضاء بالنار.

وإلى أن يتم اختيار بقية أعضاء المجلس الناري، ينشغل البعض من المستخدمين حالياً إما بالدعوة إلى مقاطعة فيسبوك أو التنقيب في مخزون الذكريات من صور ومقاطع فيديو وتصريحات لكرمان تعلن فيها عن توجهاتها أو ربما لدعم كرمان والتغني بهذا الاختيار العظيم الذي من شأنه أن ينقي فيسبوك وإنستغرام من "الشوائب".

ويظل هناك فريق يتابع ويحلل ويرصد مسيرة مواقع التواصل الاجتماعي التي سيطرت على العالم وهيمنت على شعوب الأرض بالأمس القريب على اعتبار أنها كيان غير كل الكيانات، ويوتوبيا لا تعرف الرقابة أو الهيمنة أو الفبركة، فإذ بها اليوم تعاني أمراض الأرض العادية من صراعات وتحزبات واستقطابات وسياسات خاطئة وقرارات كارثية ومجالس إصلاحية جاءت لتكحلها فتهدد بأن تعميها.

عن "اندبندنت عربية"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية