في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. إيران تتذيل قائمة حرية الصحافة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. إيران تتذيل قائمة حرية الصحافة


03/05/2021

يحتفل العالم اليوم الإثنين 3 أيار (مايو) باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي اختير لإحياء ذكرى اعتماد "إعلان ويندهوك" التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين الذي نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا يوم 3 أيار (مايو) من العام 1991، في وقتٍ تستمر فيه الأنظمة القمعية، سيما نظام الملالي في إيران، بشتى أنواع الانتهاكات بحق الصحفيين على أراضيها.

تذيلت إيران قائمة حرية الصحافة في عام 2021، متراجعة عن العام 2020 بدرجة واحدة؛ لتحتل المرتبة 174 من أصل 180 دولة شملتها قائمة "مراسلون بلا حدود"

وينص "إعلان ويندهوك" على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلّا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم.

إيران من الدول الأكثر قمعاً

وفي هذا اليوم؛ الذي يُمثل فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، حافظت إيران على صدارة قائمة البلدان التي تقمع الصحفيين؛ إذ يستمر النظام الإيراني بالزجّ بالصحفيين في السجون رغم المطالبات الدولية بالإفراج عنهم.

حافظت إيران على صدارة قائمة البلدان التي تقمع الصحفيين

وحدّدت منظمة "فريدوم هاوس"، وهي منظمة غير حكومية تدعم وتجري البحوث حول الديمقراطية والحرية السياسية وحقوق الإنسان، حدّدت في تقريرها الصادر يوم 4 شباط (فبراير) من العام الجاري، كلاً من النظام في روسيا وفي جمهورية الصين الشعبية وفي جمهورية إيران الإسلامية باعتبارها تتصدر قائمة الأنظمة الأكثر انتهاكاً لحرية الصحافة وتهديداً لحياة الصحفيين، وفق ما أورد موقع "shareamerica".

قامت طهران باختطاف وإعدام الصحفي المُعارض روح الله زم، واتهامه بنحو 13 تهمة من بينها التحريض على إثارة حرب أهلية وتأجيج الاحتجاجات

ويوثّق تقرير "فريدوم هاوس" الصادر بعنوان "بعيداً عن الأنظار، وليس بعيد المنال"، 608 حالات من القمع العابر للحدود الوطنية، بما في ذلك الاغتيالات والاختطافات والاعتداءات والاحتجاز والترحيل غير القانوني، مشيراً إلى أنّ النظام الإيراني يستهدف أيضاً الصحفيين خارج البلاد، فيقوم بتهديدهم في الدول المتواجدين فيها، ويشن هجمات إلكترونية على حواسيبهم، ويقبض على أقاربهم في إيران.

المزيد من التضييق

وفي هذا الصدد، تقول منظمة "مراسلون بلا حدود" إنّ إيران تذيلت قائمة حرية الصحافة من جديد في التقرير الخاص بعام 2021، متراجعة عن العام 2020 بدرجة واحدة؛ لتحتل المرتبة 174 بدلاً من المرتبة 173 من أصل 180 دولة في القائمة التي أصدرتها المنظمة.

أحكمت السلطات الإيرانية سيطرتها على تدفّق المعلومات وضاعفت وتيرة محاكمة الصحفيين

ووفق تقرير المنظمة، أحكمت السلطات الإيرانية سيطرتها على تدفّق المعلومات وضاعفت وتيرة محاكمة الصحفيين في سعيها للتلاعب بأرقام الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 بعيداً عن ضغط وسائل الإعلام.

وأحصت المنظمة ما لا يقل عن 54 استدعاء واحتجازاً وأحكاماً بالسجن بحق صحفيين في إيران.

اقرأ أيضاً: تركيا تحافظ على ترتيب متدنٍّ في حرية الصحافة

ووفق ما نقله موقع "إيران إنترناشيونال"، عن رضا معيني، رئيس مكتب المنظمة في طهران، فإنّ الصحفيين المسجونيين حرموا من حقوقهم الأساسية وحكم عليهم بأحكام قاسية في محاكم غير عادلة، بعد احتجازهم تعسفياً، حيث طالب معيني النظام الإيراني بالإفراج عن هؤلاء السجناء فوراً.

إعدام الصحفيين

وتطرّقت المنظمة في تقريرها إلى قيام طهران باختطاف وإعدام روح الله زم، مدير قناة "آمد نيوز"، الذي تم اتهامه بنحو 13 تهمة من بينها التحريض على إثارة حرب أهلية وتأجيج الاحتجاجات التي شهدتها إيران بين عامي 2017 و2018، و"نشر الفساد في الأرض" والتجسّس لصالح جهات أجنبية.

روح الله زم

وتم اختطاف الصحفي المعارض الذي كان يعيش في المنفى في فرنسا، بعدما سافر إلى العراق. وتشير تقارير إلى أنّ الحرس الثوري الإيراني يقف وراء تنفيذ عملية اختطاف زم وإعادته إلى طهران.

واعتبرت منظمة العفو الدولية في وقت سابق أنّ تثبيت المحكمة العليا الإيرانية حكم الإعدام الصادر بحق زم الذي وصفته بأنه "صحفي ومعارض" يُشكّل "تصعيداً صادماً في مجال استخدام إيران عقوبة الإعدام وسيلة للقمع".

اقرأ أيضاً: حزب الله اللبناني يواصل قمعه للصحافة... من المستهدَف بآخر حملاته؟

وأتى هذا الإعدام بحق الصحفي امتداداً لسلسلة لا تنتهي من الاغتيالات التي يقوم بها النظام الإيراني بحق كل معارض له، تارة عبر محاولات الحرس الثوري تصفية المعارضين خارج إيران، وتارة أخرى عند محاولة استدراجهم إلى إيران عبر عمليات معقدة، ويتم بعد ذلك تنفيذ حكم الإعدام الظالم بحقهم أمام العالم، في تحدّ صارخ لكافة المنظمات الحقوقية وكذلك للمجتمع الدولي.

وكشفت وثائق سابقة لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، أنّ طهران عمدت إلى اعتقال أو سجن ما لا يقل عن 860 صحفياً، من بينهم 218 امرأة، خلال الـ 30 عاماً التي تلت الثورة، أي في الفترة بين عامي 1979 و2009، وأشارت إلى أنّ السلطات الإيرانية نفذّت عمليات إعدام بحق 4 منهم على الأقل.

تشير التقارير الصحفية القادمة من إيران إلى أنّ الصحفيين في السجون الإيرانية لم يستفيدوا من العفو الذي استفاد منه 1000 سجين بمناسبة عيد النوروز

ولفت التقرير الذي صدر العام الماضي إلى أنه إلى جانب الصحفيين، تحتجز إيران منذ ثمانينيات القرن الماضي قرابة 61900 سجين سياسي من مختلف الأعمار.

ولا يتوانى نظام الملالي عن مضايقة الصحفيين المعارضين بشتى الطرق؛ إذ تشير التقارير الصحفية القادمة من إيران إلى أنّ الصحفيين في السجون الإيرانية لم يستفيدوا من العفو الذي أعلن عنه المسؤولون الإيرانيون واستفاد منه 1000 سجين بمناسبة عيد النوروز.

وتقول منظمة "مراسلون بلا حدود" إنّه "لم تسلم حتى أسر الصحفيين من مضايقات وابتزاز المسؤولين الإيرانيين".

السيطرة على المعلومة

ورغم أنّ العديد من الأنظمة القمعية حاولت في الأعوام الأخيرة السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُشكّل مصدراً مهماً للحصول على المعلومات التي تخدم الصحفيين، من خلال السيطرة على الإنترنت في أراضيها، ومحاكاة جدار الحماية الذي يعزل شبكة الصين المحلية عن العالم الخارجي، اتخذت إيران نهجاً مختلفاً، فهي تغمر هذه المنصات بالدعاية التي تروج لها ولمصلحتها.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، تحاول إيران إغراق تطبيق "كلوب هاوس"، الذي انجذب إليه الإيرانيون مؤخراً للاجتماع بصحفيين وحقوقيين وناشطين في غرف الدردشة لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد والقضايا الثقافية ومقاطعة الانتخابات، تحاول إغراقه بمعلومات مضللة تخدم أجندتها سواء عبر كبار مسؤوليها أو من خلال انتحال شخصيات لصحفيين معارضين.

وتم إطلاق التطبيق العام الماضي، وهو يوفّر للمستخدمين طريقة للتجمّع في "غرف" افتراضية حيث يمكن لأي شخص الانضمام إلى المناقشة.

وقالت مهسا المرداني، التي بحثت في نهج إيران في وسائل التواصل الاجتماعي في جامعة أكسفورد، إنّ "إيران تتبّع تجاه كلوب هاوس نفس النهج الذي اختبرته مع باقي وسائل التواصل، مشيرة إلى أنّ طهران استجابت لصعود تطبيق "تلغرام للمراسلة" من خلال حظره أولاً ثم إغراقه بالرسائل المؤيدة للنظام، وفق ما أورد موقع "الحرة". 

ولفتت إلى أنّ بعض الحسابات الإيرانية الأكثر متابعة على تليغرام يديرها الحرس الثوري أو وسائل الإعلام الحكومية المتشدّدة، والتي تقوم ببث الأخبار والشائعات التي يرغب النظام في انتشارها.

الصفحة الرئيسية