في اليوم العالمي للطفل.. ما هو واقع الأطفال في مناطق النزاع بالشرق الأوسط؟

في اليوم العالمي للطفل.. ما هو واقع الأطفال في مناطق النزاع بالشرق الأوسط؟


21/11/2021

احتفى العالم أمس السبت، بيوم الطفل العالمي، الذي أقرته الأمم المتحدة بعد إعلانها حقوق الطفل في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1959، ليكون يوماً يتم خلاله تسليط الضوء على الطفل وقضاياه، ومحاولة تحسين رفاهية الأطفال، في وقت يواجه فيه ملايين الأطفال في مناطق النزاع بالشرق الأوسط خطر انعدام الأمن والفقر والتشرد، جراء تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

وفي هذه المناسبة، بثت "اليونيسف" رسالة قوية ومميزة عبر مقطع فيديو مدته 59 ثانية، حمل عنوان "لا تيأسوا من أمر البالغين"، جاء فيها على لسان أطفال العالم وداعميهم "لطالما أنصتنا للبالغين، لكن قد حان الوقت الآن لينصتوا هم إلينا".

اقرأ أيضاً: 216 ألف طفل تعرضوا لانتهاكات جنسية على يد رجال دين كاثوليك.. ما القصة؟

وتابعت "لا تنس الاستماع إلى الأشخاص الأكثر تضرراً.. حان الوقت لنذكّرهم أنّ التغيرات الكبيرة تبدأ صغيرة، وأنّ بوسعنا تغيير العالم لكن فقط إذا تكاتفنا معاً".

واختتمت المقطع برسالة "لا تيأسوا من أمر البالغين، نعلم أنهم بوسعهم فعل ذلك".

كما واحتفل محرك البحث العالمي "غوغل" بهذا اليوم، بنشر صورة مبهجة على واجهة البحث الرئيسية، تعبر عن براءة الأطفال باعتبارهم زهور اليوم ونجوم الغد وأمل المستقبل وشمسه المقبلة التي تنبض بالحياة والحب.

واستبدل محرك "غوغل"، صورته المعتادة على واجهته بصورة كارتونية وكتابتها مرسومة بالزهور على الأرض، إمعاناً فى تصوير حق الأطفال في الاستمتاع والبهجة خلال مرحلة طفولتهم.

29 ألف طفل قُتلوا في سوريا

وبمناسبة هذا اليوم، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم أمس السبت تقريرها السنوي الـ 10، عن الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا، قالت فيه إنّ ما لا يقل عن 29 ألفاً و661 طفلاً قتلوا في سوريا منذ آذار (مارس) 2011 بينهم 181 بسبب التعذيب، فضلاً عن 5036 طفلاً ما زال معتقلاً أو مختفياً قسريّاً.

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس تقريرها السنوي الـ 10، عن الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا، قالت فيه إن ما لا يقل عن 29 ألفاً و661 طفلاً قتلوا في سوريا منذ 2011 

وقال المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني "إنّ هذا التقرير يذكرنا بأنّ هناك العديد من الانتهاكات الواقعة على الأطفال لا تزال تمارس من قبل النظام السوري على مستويات تشكل جرائم ضد الإنسانية مثل الإخفاء القسري، والتعذيب، والتشريد القسري".

وأكد أنّ وقوع هذا العدد الهائل من الضحايا الأطفال في النزاع السوري يعدّ مؤشراً مستداماً على استهداف النظام السوري لأحياء سكنية بعمليات القصف الجوي العشوائية.

وحمَّل التقرير اللجنة المعنية بحقوق الطفل المنبثقة عن اتفاقية حقوق الطفل المسؤوليات القانونية والأخلاقية في متابعة أوضاع حقوق الطفل في سوريا، ووضع حدّ للانتهاكات التي يمارسها النظام السوري.

وحسب التقرير، فقد تسبّب قصف قوات النظام السوري المستمر منذ آذار (مارس) 2011 في تدمير كلي أو جزئي لما لا يقل عن 1197 مدرسة و29 من رياض الأطفال، مما أدى إلى خروج أغلبها عن الخدمة، كما رصد التقرير تحويل قوات النظام السوري وحلفائه عشرات المدارس إلى مقارّ عسكرية.

اقرأ أيضاً: وفاة طفلين في العمل تعيد فتح ملف عمالة الأطفال في تركيا

ووفق التقرير استخدمت أطراف الحرب في سوريا الأطفال ضمن عمليات التجنيد منذ وقت مبكر عقب اندلاع الحراك الشعبي، كما سهَّل النظام السوري عمليات تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات الأجنبية ولم يقم بأي تحقيقات أو مساءلة عنها.

وسجَّل التقرير مقتل ما لا يقل عن 436 طفلاً في هجمات استخدم فيها النظام السوري ذخائر عنقودية، أو إثر انفجار مخلفات قديمة ضمن مناطق قصفها النظام بالذخائر العنقودية سابقاً، وفق ما أورد "المرصد السوري".

استشهد منذ بداية العام الجاري، وحتّى نهاية شهر تشرين الأول الماضي 77 طفلاً، واعتقل 1194 طفلاً في فلسطين

وجاء في التقرير أنّ هناك ما لا يقل عن 2.5 مليون طفل نازح في سوريا، حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يعيش معظمهم داخل مخيمات أو خيام تمتد على مساحات واسعة في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري.

وأوصى التقرير المجتمع الدولي بضرورة تأمين حماية ومساعدة للأطفال المشردين قسريّاً من نازحين ولاجئين، وخصوصاً الفتيات منهن ومراعاة احتياجاتهن الخاصة في مجال الحماية تحديداً.

وطالب التقرير بإيجاد آليات لوقف قصف المدارس وحمايتها، والعمل على إتاحة بيئة تعليمية آمنة.

 أطفال فلسطين ضمن دائرة الاستهداف

 وفي فلسطين، يتعرض الأطفال إلى جرائم متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث استشهد منذ بداية العام الجاري، وحتّى نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 77 طفلاً، واعتقل 1194، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش لـ"وفا" إنّ الحركة وثقت عملية قتل 77 طفلاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة 16 منهم في الضفة الغربية بما فيها القدس، و61 في قطاع غزة، (منهم 60 طفلاً استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي استمر لمدة 11 يوماً، إضافة لطفل بعد العدوان الإسرائيلي).

اقرأ أيضاً: مقتل 13 طفلاً سورياً في 3 أيام... هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب؟

ولفت إلى أنه لم يكن هناك أي اعتبار من قبل دولة الاحتلال لكل المعايير والمبادئ الدولية فيما يتعلق بحماية الأطفال، حيث أن الأطفال الذي تم قتلهم في الضفة الغربية لم يشكلوا أي خطر على حياة الجنود الإسرائيليين لحظة إطلاق النار عليهم، وفي قطاع غزة فقد كان واضحاً الاستخدام المفرط للقوة داخل المناطق المدنية، والنتيجة قتل أعداد كبيرة من المدنيين بينهم الأطفال، مشيراً إلى أنّ العديد من الأطفال الذي تم قتلهم خلال العدوان على القطاع هي من ذات الأسرة الواحدة، حيث وثقنا حالات قتل لأطفال أخوة، وفي بعض الأسر تم محوهم من السجل المدني بسبب الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: الغضب يجتاح مواقع التواصل بعد وفاة الطفلة جوري في لبنان: يتفننون في موتنا

وأضاف أبو قطيش: كل الأطفال الذين يتم اعتقالهم يتعرضون لأشكال مختلفة من إساءة المعاملة والتعذيب، والهدف الأساسي هو انتزاع اعترافات منهم من أجل استخدامها كأدلة إدانة أساسية أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي تفتقد لضوابط ومعايير المحاكمة العادلة، والهدف منها هو أحد وسائل السيطرة والإخضاع التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وفي الوقت الذي تعجز فيه إسرائيل عن إدانة الأطفال في هذه المحاكم يتم إصدار أوامر اعتقال إداري بحقهم، حيث أن هناك 4 أطفال قيد الاعتقال الاداري.

وأكد أن الحركة وثقت خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول (أكتوبر) 2015 ولغاية اليوم إصدار أوامر اعتقال إداري ضد 41 طفلاً فلسطينياً.

وطالب وزير التنمية الاجتماعية د.أحمد مجدلاني المؤسسات الدولية والحقوقية والمؤسسات العاملة في قطاع الطفولة بالعمل على توفير الحماية والرعاية لأطفال فلسطين كما دعا إلى محاكمة مجرمي الاحتلال على قتلهم للأطفال الفلسطينيين وانتهاكاتهم اليومية بحقهم.

اقرأ أيضاً: اليونيسف: 6 ملايين طفل يمني يواجهون خطر الحرمان من التعليم

وشدد المجدلاني، في البيان الذي أصدرته الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للطفل، على ضرورة تكاثف الجهود لفضح ممارسات الإحتلال بحق أطفال فلسطين في كل المحافل الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الطفل، ووضع حد للانتهاكات المتواصلة للاحتلال بحق الأطفال وتوفير الحماية والرعاية والأمن الغذائي للأطفال في قطاع غزة الذي يعاني أطفاله من آثار الحرب والحصار وتبعاتهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

اليمن..عسكرة الطفولة

أما في اليمن، فيتعرض الأطفال في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي لأبشع أنواع الانتهاكات، التي تصادر حقهم حتى في الحياة، من خلال تجنيدهم والقذف بهم في جبهات القتال.

وبحسب تقارير المنظمات الحقوقية اليمنية والدولية، فإن ميليشيات الحوثي درجت خلال الأعوام الـ 3 الماضية (2018، 2019، 2020) على تنفيذ حملة مفتوحة وإجبارية لتجنيد الأطفال.

وانتشرت حملات التجنيد الإجباري في مناطق صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار، واستهدفت الأطفال من عمر 10 أعوام خصوصاً من طلبة المدارس.

ووفقاً لدراسة أجرتها المنظمات المعنية بشؤون الطفل اليمني في شباط (فبراير) عام 2021، بعنوان "عسكرة الطفولة"، فقد جنّد الحوثيون على الأرجح أكثر من 10 آلاف طفل منذ عام 2014.

وزير حقوق الإنسان اليمني السابق، محمد عسكر، قال في تصريحات إعلامية سابقة إن تجنيد الأطفال بهذه الطريقة يصنع ما يشبه "قنبلة موقوتة".

وأكد أن الأطفال يتعرضون لغسيل دماغ في المعسكرات الصيفية التي يديرها الحوثيون، مشيراً إلى أن "رؤوسهم أصبحت مليئة بثقافة الكراهية وشعارات مثل الموت والعنف.

ووفق شهادات أطفال نجوا من معسكرات الحوثيين، فإن الميليشيات تفرض عقوبات مختلفة على الأطفال المجندين في حال عدم تنفيذ الأوامر أو التقاعس عن أداء المهمات، وتشمل تلك العقوبات الحرمان من الأكل، والسجن والاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والتهديد بالقتل.

يذكر أن يوم الطفل هو يوم تذكاري، تم الإعلان عنه لأول مرة خلال المؤتمر العالمي لرعاية الطفل في جنيف عام 1925، ويجري الاحتفال به بشكل دولي منذ عام 1950.

فيتعرض الأطفال في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي لأبشع أنواع الانتهاكات، التي تصادر حقهم حتى في الحياة، من خلال تجنيدهم والقذف بهم في جبهات القتال

وأقرت الأمم المتحدة يوم 20 تشرين الثاني (نوفمبر) يوماً عالمياً للطفل تزامناً مع إعلان حقوق الطفل في اليوم ذاته من عام 1950. وفي بعض البلدان، يكون هذا الأسبوع هو أسبوع الطفل وليس يوم الطفل.

وتنص اتفاقية حقوق الطفل، على أنهم (الأطفال) ليسوا مجرد أشياء، فهم يميلون إلى الانتماء إلى والديهم والذين تُتخذ القرارات بالنسبة لهم أو للبالغين في التدريب، بل هم بشر وكذلك أفراد يميلون إلى التمتع بحقوقهم الخاصة.

وتم تخصيص اليوم لتعزيز المثل العليا وكذلك أهداف ميثاق الأمم المتحدة ورفاهية أطفال العالم.

وألهمت الاتفاقية الحكومات لتغيير القوانين وكذلك السياسات والقيام باستثمارات للعناية بصحة الأطفال وكذلك التغذية، وهو أمر يتطلبه الأطفال للبقاء على قيد الحياة والتطور، ومن الضروري حماية الأطفال من العنف والاستغلال.

ويضمن هذا اليوم حقوق الأطفال، كما يساعد على زيادة الوعي ونشر المعرفة حول ما يواجهه الأطفال على مستوى العالم، حيث أن هناك الملايين من الأطفال الذين لا يحصلون على التعليم أو الرعاية الصحية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية