في اليوم العالمي لمحو الأمية... كيف أثرت جائحة كورونا على التعليم؟

في اليوم العالمي لمحو الأمية... كيف أثرت جائحة كورونا على التعليم؟


08/09/2021

يوافق اليوم الأربعاء 8 أيلول (سبتمبر) اليوم العالمي لمحو الأميّة، الذي نادت به منظمة اليونسكو في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 1965، وبدأ العالم أول احتفالاته بهذا اليوم في عام 1966، بهدف تسليط الضوء على أهمية تحصيل المعرفة للأفراد.

وتحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) اليوم العالمي لمحو الأميّة، بالتركيز على دور المعلمين، وتغيير طرق التدريس، وتسليط الضوء على تعلم القراءة والكتابة من منظور التعلم مدى الحياة، وتعزيز أجندة محو الأميّة نحو مجتمع أكثر معرفة بالقراءة والكتابة.

اقرأ أيضاً: الأمية الثقافية أزمة العصر.. ما مخاطرها وكيف نتجاوزها؟

في هذا العام أدرجت منظمة اليونيسكو خطاباً مؤثراً على صفحتها عبر الإنترنت تناول بعض الإحصاءات الخاصة بمحو الأميّة في بعض الدول وتأثير الجائحة على التعليم وخاصة ما يتعلق بمحو الأميّة، جاء فيه: "تحل الأزمة العالمية دون بذل الجهود الرامية إلى إيجاد سبل بديلة لضمان استمرار التعلّم، على غرار التعلّم عن بُعد الذي كان مشفوعاً في بعض الأحيان بالتعلّم الوجاهي.

لكنّ فرص تعلّم القراءة والكتابة لم تكُن موزّعة توزيعاً متساوياً، وأدى التحول المباغت إلى التعلّم عن بُعد إلى إماطة اللثام عن الفجوة الرقمية القائمة على صعيد الاتصال بالإنترنت والبنية الأساسية، فضلاً عن القدرة على استخدام التكنولوجيا، وأبرز هذا التحول أيضاً أشكال التفاوت في الخدمات الأخرى مثل الانتفاع بالكهرباء، الأمر الذي يقوّض فرص التعلّم".

أسفرت جائحة فيروس كورونا عن اضطراب مسيرة التعلّم على نحو غير مسبوق

وأسفرت جائحة فيروس كورونا عن اضطراب مسيرة تعلّم الأطفال والشباب والكبار على نحو غير مسبوق، وفاقمت أوجه عدم المساواة في الانتفاع بفرص بنّاءة لتعلّم القراءة والكتابة.

وكانت أزمة کورونا بمثابة تذكير صارخ بالفجوة القائمة بين خطاب السياسيين والواقع خلال هذا الوباء، وفي العديد من البلدان، وكانت برامج محو أميّة الكبار غائبة في خطط الاستجابة التعليمية الأولية.

 

اليونيسكو: التحول المباغت إلى التعلّم عن بُعد أدى إلى إماطة اللثام عن الفجوة الرقمية القائمة على صعيد الإنترنت واستخدام التكنولوجيا

 

خلال المرحلة الأولى من الوباء تم إغلاق المدارس، ممّا أدى إلى تعطيل تعليم أكثر من 62% من عدد الطلاب في العالم البالغ عددهم ملياراً وأكثر قليلاً في جميع أنحاء العالم، وتعطيل شامل للمدارس التي تعمل على نظام محو الأميّة في الكثير من بلدان العالم الثالث التي علقت برامج محو أميّة الكبار الموجودة بالفعل، مع استمرار عدد قليل من الدورات عبر التلفزيون والراديو أو في الهواء الطلق، خاصة أنّ تلك الشريحة لم تستفد من التعليم عن بُعد، مع غياب الخطط الرسمية في دمج الأميين في هذا النظام التعليمي المستحدث الذي فرضته جائحة كورونا.

الجائحة دفعت الكثير من النشطاء التعليميين لابتكار أساليب جديدة لمحو الأميّة، والتغلب على اضطرابات تعلم القراءة والكتابة التي أفرزتها أزمة "كوفيد-19".

 

جائحة كورونا أسفرت عن اضطراب مسيرة تعلّم الأطفال والشباب والكبار على نحو غير مسبوق

 

منذ بداية أزمة كورونا، أطلق برنامج "نحن نحب القراءة" (WLR) من الأردن خطة محددة باسم "نحن نحب القراءة لـCORONA"، تدور حول المتطوعين المحليين الذين يقرؤون بصوت عالٍ للأطفال في أحيائهم أو في المنزل في سياق "كوفيد-19".

وحصل البرنامج على جائزة اليونسكو الملك سيجونج لمحو الأميّة في عام 2017، ومنذ ذلك الحين استمر في الوصول إلى الأطفال في 55 دولة حول العالم.

في العاصمة الإندونيسية بالي، كما هو الحال في معظم الأماكن حول العالم، أغلقت المدارس منذ ظهور وباء كورونا، ما أدى إلى الحد من التعلم بشكل مفاجئ.

في العاصمة الإندونيسية بالي أُغلقت المدارس منذ ظهور وباء كورونا ما أدى إلى الحد من التعلم بشكل مفاجئ

لكنّ برنامج  BASAbali Wikiالذي يتحدث بأكثر من 700 لغة حاول التغلب على الأزمة بإنتاج وتوزيع الكتب المفضلة للأطفال مثل مغامرات الأبطال الخارقين، في محاولة لتخطي تحديات الإغلاق ونقص الاتصال بالإنترنت.

وحصل برنامج "باسا بالي ويكي" على جائزة اليونسكو لمحو الأميّة عام 2019، وهو أداة قاموس رقمية تم إنشاؤها للحفاظ على اللغات المحلية في إندونيسيا وتعزيز التنوع اللغوي.

 

في العديد من البلدان كانت برامج محو أميّة الكبار غائبة في خطط الاستجابة التعليمية الأولية خلال الجائحة

 

قبل الإغلاق وبدعم من الحكومة و250 مدرساً في بالي، روّج البرنامج لكتب الأبطال الخارقين لتعليم الكتابة الإبداعية وتشجيع متعة القراءة بين الأطفال والشباب، وخلال الجائحة جمع الأموال لتسليم كتب الأبطال الخارقين هذه للأطفال في المجتمعات النائية والفقيرة.

أمّا في الكونغو الديمقراطية، فقد أطلق تجمع "ألفا أوجوفي" خطة لمواجهة تحديات كورونا والتكيف معها، تستند لاتخاذ تدابير توفر الحماية للأطفال أثناء الجائحة بالتزامن مع مواصلة تعلم القراءة والكتابة في أشكال أخرى.

التجمع الذي يُعرف اختصاراً بـCAU  حاز على جائزة يونسكو "كونفوشيوس" لمحو الأميّة عام 2011، عن برنامجه "محو الأميّة للتعايش السلمي بين المجتمعات والحكم الرشيد"، ويهدف إلى التدريب على تقنيات محو الأميّة وتطوير التنسيق بين المراكز المخصصة للأزمة والإشراف على عملها.

 

ظهرت برامج ومبادرات في الأردن وأندونيسيا وكونغو الديمقراطية وكولومبيا لعلاج اضطراب مسيرة التعليم الذي سببه فيروس كورونا

 

أمّا برنامج "Obras Escuela" الكولومبي، فقد واجه العديد من التحديات منذ ظهور فيروس "كوفيد-19"، ما صعّب من دوره التعليمي لعمال البناء، خاصة من تخطّوا 45 عاماً.

وحصل البرنامج الذي أطلقه فرع أنتيوكيا الإقليمي لجمعية Camacol غير الربحية من كولومبيا على جائزة اليونسكو كونفوشيوس لمحو الأميّة في عام 2019، ويهدف إلى منح عمال البناء الفرصة لتعلم القراءة والكتابة في أماكن عملهم.

وصلت نسبة الأميّة في الوطن العربي إلى حوالي 21 بالمائة

ودفع إغلاق مواقع البناء بعد انتشار الفيروس العمال إلى التوقف عن تعلم القراءة والكتابة، علاوة على ذلك ونظراً لكونهم فوق 45 عاماً وغير متعلمين رقمياً واجهوا صعوبات في استخدام الحلول الرقمية لتحل محل التعلم في الموقع.

البقاء على اتصال عبر الهاتف هي الحيلة التي لجأ إليها القائمون على البرنامج، فتواصل فريق من المعلمين مع العمال من خلال المكالمات لمساعدتهم على التعلم، وذلك بدعم من أسرهم.

ووفقاً للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، فقد وصلت نسبة الأميّة في الوطن العربي إلى حوالي 21%، وبلغت بين الذكور العرب نحو 14,6%، بينما ترتفع لدى الإناث إلى 25,9%، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

وبحسب الإحصاءات العالمية، فإنّ حوالي 773 مليوناً من البالغين والشباب يفتقرون لمهارات القراءة والكتابة الأساسية، و617 مليون طفل ومراهق لا يحققون الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والرياضيات.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية