في ذكرى ميلاده.. تعرف إلى أبرز محطات حياة الدبلوماسي والأديب السعودي غازي القصيبي

في ذكرى ميلاده.. تعرف إلى أبرز محطات حياة الدبلوماسي والأديب السعودي غازي القصيبي


02/03/2022

تصادف اليوم الأربعاء 2 آذار (مارس) ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب والمحامي والدبلوماسي السعودي غازي القصيبي، والذي شغل عدة مناصب حكومية رفيعة المستوى في المملكة، قبل وفاته يوم 15 آب (أغسطس) من العام 2010، تاركاً خلفه ما يزيد عن 70 كتاباً في شتى الصنوف؛ كالرواية، والقصة، والشعر، والتنمية، والسياسة، والإدارة.

البدايات

ولد غازي القصيبي يوم 2 آذار (مارس) من العام 1940، وقضى سنوات عمره الأولى في مدينة الإحساء بالمنطقة الشرقية، في بيئة مشبعة بالكآبة كما يصفها القصيبي؛ إذ إنه ولد في جو كئيب كانت له مسبباته، فقبل ولادته بقليل توفي جده، وبعد 9 أشهر من ولادته توفيت والدته، وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه.

شغل عدة مناصب حكومية رفيعة المستوى في المملكة

وحول ذلك، يقول غازي: "ترعرعت متأرجحاً بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّماً على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم)".

ومن محطات حياته التي تركت أثرها فيه، رحيله إلى المنامة والقاهرة؛ حيث أنهى في الأولى المرحلة الثانوية، وبعدها حزم حقائبه وتوجه إلى العاصمة المصرية وانتظم بدراسة الحقوق في جامعة القاهرة، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك وصفها بأنها غنية بلا حدود ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ يُقال إنّ رواية شقة الحرية التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة.

ولد القصيبي في بيئة مشبعة بالكآبة كما يصفها، فقبل ولادته بقليل توفي جده، وبعد 9 أشهر من ولادته توفيت والدته

بعد ذلك، عاد إلى السعودية يحمل معه شهادة البكالوريوس في القانون وكان مصرّاً على مواصلة دراسته في الخارج رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته وأهمّها أن يكون مديراً عاماً للإدارة القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية.

ورفض القصيبي عرض والده بالدخول في التجارة معه ومع إخوته وبقي متمسكاً برغبة في الدراسة بالخارج، وهذا ما تم، عام 1962، بعد أن حصل على منحة حكومية إلى جامعة جنوب كاليفورنيا العريقة، حيث حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية.

اقرأ أيضاً: في ذكرى ميلاد ابن بطوطة: تعرف على أهم محطات حياة ورحلات "أمير الرحالة"

وفي أمريكا وأثناء دراسة الماجستير، جرّب غازي منصباً إدارياً للمرة الأولى وذلك بعد فوزه بأغلبية ساحقة في انتخابات جمعية الطلاب العرب في الجامعة، وبعد رئاسته لها بأشهر أصبحت الجمعية ذات نشاط خلاق، بعد أن كانت الفرقة سمتها نظراً للوضع الذي كان يعيشه الوطن العربي آنذاك والذي يؤثر بالطبع على أحوال الطلاب العرب.

المناصب التي تولاها

عاد القصيبي إلى أرض الوطن عام 1964، تولى أول مهامه على الصعيد المهني، فقد شغل منصب أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض.

شغل منصب أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض

كما عمل منذ بداياته مستشاراً قانونياً في مناصب استشارية لدى وزارة الدفاع والطيران، ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.

وفي العام 1967 غادر القصيبي نحو لندن ليحضّر الدكتوراه هناك، وكتب رسالته حول حرب اليمن ثم عاد إلى الرياض في 1971، وتم تعيينه عميداً لكلية التجارة في جامعة الملك سعود.

 في العام 1967 غادر القصيبي نحو لندن ليحضّر الدكتوراه هناك، ثم عاد إلى الرياض في 1971، وتم تعيينه عميداً لكلية التجارة في جامعة الملك سعود

أسس خلال تلك الفترة علاقات قوية مع الأسرة الحاكمة وخاصة مع الأمير نايف والأمير فهد اللذان مهدا دخوله لمجلس الوزراء عبر تشكيلته الجديدة لعام 1975، وكانت أولى المناصب الرفيعة التي تولاها القصيبي تسلمه لوزارة الصناعة والكهرباء عام 1976، ثم وزير الصحة في 1982، قدم فيها العديد من الإنجازات الهامة في تاريخ المملكة، إلى أن تعرض للفصل بسبب بعض مواقفه المعارضة.

اقرأ أيضاً: صلاح حافظ.. انتفاضة بقلم "بقايا إنسان"

بعد فصله انتقل للبحرين وبناء على رغبته أصبح القصيبي سفيراً للسعودية لدى البحرين في 1984، ثم سفيراً للسعودية لدى بريطانيا في 1992، ليعود إلى المملكة من السلك الدبلوماسي إلى مجلس الوزراء وزيراً للمياه والكهرباء عام 2003، ثم وزيراً للعمل عام 2005.

القصيبي الأديب

وبين إلقاء المحاضرات التعليمية، السياسة والسلك الدبلوماسي برز غازي القصيبي كأهم الأدباء السعوديين، فعلى الرغم من تنوع مهامه وتعددها كان للأدب مكانة مهمة لديه.

 وكان القصيبي الإنسان يعبر عن مواقفه ومشاعره وآرائه عبر دواوين الشعر والروايات التي تجاوزت الستين مؤلفاً، أبرز بعضها الوجه السياسي الذي كان يعارض بعض الأحيان السياسات السعودية.

وأهم ما قدم الأديب القصيبي من أعمال روائية: شقة الحرية، حياة في الإدارة، العصفورية، سعادة السفير، الجنية، العودة سائحاً إلى كاليفورنيا، حكاية حب، وآخرها نشرت بعد وفاته بفترة وجيزة هي أقصوصة الزهايمر.

غلاف رواية: شقة الحرية

كما برز له دواوين شعرية عديدة منها؛ "الشرق والصحراء" الذي قام بتقديمه شعراً باللغتين العربية والإنجليزية الصادر في 1971، وديوانه "معركة بلا راية" الذي تعرض للكثير من الاعتراض والنقد بحجة تطرقه لمواضيع دينية وسياسية.

وكذلك قام بترجمة أحد أعمال الكاتب إيريك هوفمان إلى العربية بعنوان "المؤمن الصادق"، وقدم إسهامات هامة وعديدة في المجال الصحفي من مقالات تنموية وسياسية،

كما أسهم بشكل بارز في الأعمال الخيرية والاجتماعية ولعل أبرز ما قدمه في المجال الإنساني هو تأسيس جمعية خيرية للأطفال المعاقين لأول مرة في المملكة، وعمل دون مقابل مادي لآخر 30 عاماً من حياته.

اقرأ أيضاً: منى السعودي: آخت بين الضوء والحجر وعادت إلى بيتها الأرض

توفي القصيبي الذي أثرى الفكر والأدب بأعماله عن عمر حافل بالنجاحات في 15 آب (أغسطس) من العام 2010، بمستشفى الملك فيصل التخصصي، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان القولون عن عمر يناهز الـ 70 عاماً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية