كيف أثرت جائحة كورونا على أسواق الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة؟

كيف أثرت جائحة كورونا على أسواق الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة؟


14/09/2020

أثرت جائحة فيروس كورونا وما تبعها من إجراءات وقائية فرضتها الدول للحد من تفشي الفيروس المستجد على مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم، لكن هذه الآثار تفاوتت من قطاع لآخر.

ساهم تضرر القطاعات الاقتصادية بفعل الإغلاقات والركود الذي شهده الاقتصاد العالمي في زيادة مخاوف المستهلكين وانعدام رغبتهم في شراء أجهزة هاتف جديدة

ففي حين شهدت أسواق الهواتف الذكية انخفاضاً كبيراً في الطلب على منتجاتها بسبب خوف الناس من المجهول وتركيزهم على استهلاك السلع الغذائية والأساسية فقط، شهدت أسواق الحاسوب المحمول ازدهاراً كبيراً نتيجة حظر التجول وممارسة العديد من الموظفين لأعمالهم من المنازل، ولجوء معظم المؤسسات التعليمية إلى نظام التعليم عن بعد.

كورونا يهدد قطاع الهواتف المحمولة

انخفضت مبيعات الهواتف الذكية في العام الحالي إلى أدنى مستوى منذ اختراع أول هاتف ذكي؛ فقد أثر انتشار فيروس كورونا في الصين وما ترتب عليه من إجراءات وقائية فرضتها السلطات، على إنتاج وتصدير الأجهزة الخلوية، كما ساهم تضرر القطاعات الاقتصادية بفعل الإغلاقات والركود الذي شهده الاقتصاد العالمي، في انعدام رغبة معظم المستهلكين  بشراء أجهزة هاتف جديدة، بسبب الخوف من المجهول الذي دفعهم إلى استهلاك السلع الأساسية فقط، وفق ما أورد موقع "بي بي سي".

انخفضت مبيعات الهواتف الذكية في العام الحالي إلى أدنى مستوى منذ اختراع أول هاتف ذكي

ورغم أن شركات الهواتف الذكية كانت تتوقع أن يشهد هذا القطاع انتعاشاً كبيراً في بداية العام، تزامناً مع انعقاد المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة، الذي يُميط اللثام عن أحدث الهواتف الذكية في شهر شباط (فبراير)، إلا أن المؤتمر كان من أوائل الفعاليات التي ألغيت في إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا.

اقرأ أيضاً: دراسة: الإمارات أحسنت توظيف "الذكاء الاصطناعي" في تجنُّب مفاجآت كورونا

وشهد الربع الثاني من العام الحالي 2020 شحن وبيع حوالي 278.4 مليون هاتف ذكي في جميع أنحاء العالم، ما يعني تراجعاً بمقدار 53.1 مليون وحدة، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وفق دراسة حديثة لمؤسسة "أي دي سي" المهتمة بأبحاث السوق.

تتوقع شركات الهواتف الذكية ارتفاعاً ملحوظاً بالطلب على الأجهزة الذكية العام المقبل مع ازدياد انتشار شبكات الجيل الخامس (5G)

وعانت شركة سامسونغ، التي كشفت عن أحدث هواتفها "إس 20" مؤخراً، من بطء شديد في المبيعات الأولية لهذا الجهاز، كما قالت شركة آبل إنها لن تحقق مبيعاتها المتوقعة في سوق الهواتف الذكية هذا العام.

مع اتجاه معظم دول العالم إلى التعايش مع الجائحة عبر تخفيف القيود المفروضة والدفع بالعجلة الاقتصادية، إلى جانب العودة إلى الدراسة، تتوقع شركات الهاتف المحمول انتعاشاً  في الطلب على الأجهزة اللوحية مثل "التابلت"، من قبل المؤسسات التعليمية والمدارس وغيرها.

تتوقع شركات الهاتف المحمول انتعاشاً  في الطلب على الأجهزة اللوحية من قبل المؤسسات التعليمية

كما تتوقع هذه الشركات أن يشهد العام المقبل 2021 ارتفاعاً ملحوظاً بالطلب على الأجهزة الذكية مع ازدياد انتشار شبكات الجيل الخامس "5G" التي من المقرر أن تصل إلى الهواتف الذكية الأقل سعراً خلال الأشهر المقبلة.

التعليم والعمل عن بعد ينعش سوق الحواسيب المحمولة

اتجهت العديد من المؤسسات إلى تشغيل موظفيها من المنزل، الأمر الذي رفع من الطلب على أجهزة الحاسوب الشخصي

تزامناً مع فرض الحكومات إجراءات صارمة للحد من تفشي فيروس كورونا والتي وصلت إلى حظر التجول في بعض الدول، اتجهت العديد من المؤسسات والشركات التجارية إلى تشغيل موظفيها من المنزل، الأمر الذي رفع من الطلب على أجهزة الحاسوب الشخصي كونها أكثر ملائمة للعمل من المنزل.

كما أن توجه العديد من المؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمعاهد والمدارس وغيرها، إلى تفعيل نظام التعليم عن بعد للمحافظة على التباعد الاجتماعي والحيلولة دون تفشي المرض على نطاق أوسع، رفع من نسبة الطلب على أجهزة الحاسوب المحمول، على حساب الطلب على أجهزة الهواتف الذكية، لأن الأولى أكثر ملاءمة لطبيعة الحياة الجديدة.

سجلت شركات الحاسوب ارتفاعاً كبيراً في المبيعات خلال جائحة كورونا

وسجلت شركات أنظمة التشغيل مثل "مايكروسوفت" المزيد من الوقت الذي يقضيه المستخدمون أمام شاشات الحواسيب، التي سجلت بدورها ارتفاعاً كبيراً في المبيعات.

وقال مسؤول المنتجات في شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، المالكة لنظام التشغيل "ويندوز 10"، بانوس باناي، إنّ "أكثر من 4 تريليونات دقيقة تُقضى أمام (ويندوز 10) شهرياً، بزيادة وصلت إلى 75 بالمئة مقارنة بالعام الماضي".

اقرأ أيضاً: الإمارات الأولى عربياً والثانية عالمياً في انتشار الهاتف الذكي

كما حققت شركة "آبل" تسارعاً في نمو عائدات جهاز "ماك"، الذي نمت مبيعاته بنسبة 53 بالمئة تقريباً خلال شهر نيسان (إبريل)، وفق ما أوردت شبكة "سي إن بي سي".

وقد تسبب ارتفاع الطلب الذي وصل إلى 3 بالمئة مقارنة بالعام الماضي في ارتفاع أسعار أجهزة الحاسوب في بعض الدول، سيما وأن شركات الأجهزة المحمولة واجهت مشاكل عدة في عمليات تصنيع المكونات الرئيسية لهذه الأجهزة بسبب الإغلاقات التي فرضتها الدول، خاصة الصين، التي تتواجد فيها مصانع بعض هذه الشركات، ناهيك عن صعوبة توريد وتزويد بعض الأسواق بالكميات المطلوبة.

ويرى بعض الخبراء أن هذا العصر الذهبي الذي تعيشه أسواق أجهزة الحاسوب المحمولة قد لا يستمر لفترة طويلة، حيث إن هذا النمو مرهون بالقرارات الحكومية والمتعلقة بإمكانية عودة الناس إلى مكاتبهم ومدارسهم.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية