كيف أثّر متحور "دلتا" على العالم؟ وهل تحمي اللقاحات منه؟

كيف أثّر متحور "دلتا" على العالم؟ وهل تحمي اللقاحات منه؟


28/06/2021

بعد أن بدأ العالم يتنفس الصعداء مع تقدّم حملات التطعيم وتسجيل تراجع نسبي في أعداد الإصابة بفيروس كورونا، وبدء العديد من دول العالم في رفع القيود وفتح الحدود تدريجياً، عادت الكثير من هذه الدول إلى فرض إغلاقات جديدة وقيود صارمة بسبب ظهور المتحور "دلتا"، التي يُحذّر علماء من أنّه يرتبط بخطر مضاعف لدخول المصابين به إلى المستشفى بالمقارنة مع متحور "ألفا"، السابق له.

 بحسب المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فثمة احتمال ضئيل بأن يصاب الأشخاص الملقحون بالسلالات الجديدة

وبات متحوّر دلتا، الذي رصد أول مرة في الهند في نيسان (أبريل) الماضي، منتشراً في 92 بلداً على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية، ما يزيد المخاوف من موجات جديدة من الوباء الذي أودى بحياة 4 ملايين شخص حتى الآن رغم حملات التطعيم.

وكانت البرتغال أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن أنّ المتحوّر دلتا بات منتشراً في أوساط سكانها. كما ينتشر متجور دلتا في بريطانيا وجنوب أفريقيا فيما تنسب إليه حالياً ما بين 9 و10 في المئة من إصابات كوفيد المسجّلة في فرنسا، وفق "يورونيوز".

سرعة انتشار السلالة الجديدة كبيرة مقارنة بغيرها

بماذا تختلف عن المتحورات السابقة؟

وما يجعل السلالة الجديدة مخيفة مقارنة ببقية السلالات أنّ سرعة انتشارها كبيرة، مقارنة مع المتحورات السابقة؛ إذ تشير الدراسات إلى أنّ "قابلية انتقال متحور دلتا ارتفعت بنحو 40- 60 بالمئة".

اقرأ أيضاً: الإمارات تسمح للسياح بالحصول على لقاح كورونا مجاناً... تفاصيل القرار

كما تُظهر البيانات الحديثة في إنجلترا أنّ خطر الدخول إلى المستشفى يتضاعف بعد الإصابة بمتحور دلتا (مقارنة مع متحور ألفا)، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من حالات صحية أخرى.

ارتفاع الإصابات

وسجلت دولة جنوب أفريقيا، وهي الدولة الأشد تضرراً في أفريقيا، 18 ألفاً و762 إصابة جديدة يوم أمس الأحد، وهو أعلى رقم يومي منذ كانون الثاني (يناير)، ما رفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة مختبرياً إلى مليون و895 ألفاً و905، توفي منها 59 ألفاً و621.

وقال علماء في جنوب أفريقيا، خلال مؤتمر صحفي، إنّ السلالة المتحورة "دلتا" هي السائدة بين إصابات فيروس كورونا الجديدة في البلاد.

وفي بريطانيا، أظهرت بيانات رسمية أنّ المملكة المتحدة سجلت 18 ألف و270 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم السبت، في أكبر عدد يومي للإصابات منذ الخامس من شباط (فبراير)، فضلاً عن تسجيل 23 وفاة.

سجلت دولة جنوب أفريقيا 18 ألفاً و762 إصابة جديدة يوم أمس الأحد

وتتزايد الإصابات اليومية في بريطانيا منذ شهر، لكن يبدو أنّ برنامج التطعيم السريع كسر إلى حد كبير الصلة بين العدوى والوفيات، مع بقاء الوفيات اليومية في نطاق 20 أو أقل، وأظهرت البيانات أيضاً أنّ 83.7 بالمئة من البالغين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح وأنّ 61.2 بالمئة تلقوا الجرعتين.

 في ظل الزيادة "الخطيرة والمقلقة" في انتقال العدوى بالمتحوّر دلتا، ستفرض بنغلادش إغلاقاً جديداً مشدداً اعتباراً من اليوم الإثنين

وفي روسيا، سُجلت السبت 21 ألفاً و665 إصابة جديدة، في رقم قياسي منذ كانون الثاني (يناير) مع تفشي المتحور "دلتا" على نطاق واسع، وخصوصاً في سان بطرسبورغ والعاصمة موسكو ومحيطها.

وأحصت، السبت، مدينة سان بطرسبورغ، ثاني المدن الروسية والتي تستضيف مباريات ضمن بطولة أوروبا لكرة القدم، 107 وفيات في الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب تعداد رسمي، وهذا أكبر عدد من الوفيات اليومية بالفيروس في كل مدن البلاد منذ بدء الوباء، وفق وكالات الأنباء الروسية.

العودة للإغلاق

في مجمل أنحاء روسيا، فإنّ عدد الوفيات اليومية هو الأكبر منذ كانون الأول (ديسمبر) مع 619 وفاة، مع ارتفاع الحصيلة يوم السبت الماضي إلى 132 ألفاً و683 وفاة منذ بدء الجائحة.

وفي أستراليا، بعدما فرضت السلطات إغلاقاً الجمعة في 4 أحياء في وسط سيدني، قررت توسيع نطاق هذا الإجراء ليشمل كل أرجاء المدينة المترامية الأطراف والأكبر في أستراليا لأسبوعين.

اقرأ أيضاً: بسبب فيروس كورونا... قرار إماراتي جديد يتعلق بـ3 دول أفريقية

وقالت رئيسة الوزراء في ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجيكليان: "حين نواجه متحورة شديدة العدوى مثل دلتا، فإن إغلاقاً لثلاثة أيام لن ينجح. علينا أنّ نستعد لعدد كبير من الحالات في الأيام المقبلة".

كانت أستراليا من بين البلدان التي تمكّنت من احتواء الوباء بشكل جيّد

وبينما كانت أستراليا من بين البلدان التي تمكّنت من احتواء الوباء بشكل جيّد، مع تسجيلها 910 وفيات فقط في أوساط سكانها البالغ عددهم 25 مليوناً، تواجه الحكومة انتقادات حالياً على خلفية بطء حملة التطعيم؛ إذ تم إعطاء نحو 7,2 ملايين جرعة فقط من اللقاحات فيما لم تحصل إلا نسبة ضئيلة من هؤلاء على الجرعتين.

وعلى إثر ذلك، أعلنت نيوزيلندا السبت تعليق "الفقاعة الجوية" التي تسمح بالسفر جواً بدون حجر مع أستراليا، وذلك لمدة 3 أيام.

وفي ظل الزيادة "الخطيرة والمقلقة" في انتقال العدوى بالمتحوّرة، ستفرض بنغلادش إغلاقاً جديداً مشدداً اعتباراً من اليوم الإثنين.

 تُظهر البيانات الحديثة في إنجلترا أنّ خطر الدخول إلى المستشفى يتضاعف بعد الإصابة بمتحور دلتا (مقارنة مع متحور ألفا)، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من حالات صحية أخرى

كما أعلنت تايلاند عن قيود جديدة يبدأ تطبيقها اعتباراً من اليوم ولمدة شهر في بانكوك وضواحيها لمواجهة موجة إصابات جديدة، تشمل إغلاق المطاعم ومواقع البناء.

وفي البرتغال، تمثّل الإصابات بالمتحوّر دلتا أكثر من 51 بالمئة من الحالات الجديدة وأكثر من 70 بالمئة من تلك المسجّلة في منطقة لشبونة.

وقرر البلد الأوروبي تشديد القيود في المناطق الأكثر تضرراً مثل العاصمة، حيث تم خفض ساعات العمل والقدرة الاستيعابية للمطاعم والمتاجر.

تخفيف القيود في بعض الدول

مع ذلك، تمضي دول أوروبية عدة قدماً في تخفيف القيود. فعلى سبيل المثال، لم يعد وضع الكمامات إلزامياً في الأماكن الخارجية في إسبانيا منذ السبت.

تمضي دول أوروبية عدة قدماً في تخفيف القيود

وفي إيطاليا أيضاً، سيكون بإمكان السكان التخلي عن الكمامات في الخارج اعتباراً من الإثنين.

أما في المملكة المتحدة، فبدا الوضع مغايراً حيث تظاهر الآلاف السبت وسط لندن للتنديد بالقيود المعتمدة لمواجهة الوباء بعد تأجيل رفع ما تبقى من القيود حتى نهاية يوليو (تموز) القادم جرّاء ارتفاع عدد الإصابات.

وفي هذا السياق، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الذي لعب دوراً محورياً في خطة الحكومة للتعامل مع الوباء، استقالته السبت بعدما كشفت صحيفة بأنه خالف قواعد احتواء الفيروس.

هل تحمي اللقاحات من السلالة الجديدة؟

وبحسب المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فثمة احتمال ضئيل بأن يصاب الأشخاص الملقحون بالسلالات الجديدة، وفي حال الإصابة، يمكن أن تكون أقل ضرراً، لكن النقطة الأكثر أهمية في هذا السياق هي "المطعمون بالكامل"، لأن الجرعة الثانية ضرورية للحصول على وقاية كاملة من المتحورات.

شهدت الآونة الأخيرة تراجعاً في عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، وذلك بعد تقديم نحو مليارين و400 مليون جرعة من الأمصال في جميع أنحاء العالم

وفي حديث إذاعي، وجهت مديرة مراكز السيطرة على الأمراض في أمريكا، روشيل والينسكي، إلى رسالة إلى المواطن الأمريكي قائلة: "من فضلك احصل على جرعتك الثانية من اللقاح".

وتابعت: "ما نعرفه هو أن الجرعة الأولى تمنح بعضاً من الحماية، لكن الجرعة الثانية تمنحك حقاً حماية أكبر في مواجهة المتحورات الجديدة كدلتا وغيرها".

يشار إلى أن الآونة الأخيرة شهدت تراجعاً في عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، وذلك بعد تقديم نحو مليارين و400 مليون جرعة من الأمصال في جميع أنحاء العالم، ثم شهدت المؤشرات الرسمية تذبذباً في أعداد الإصابات الجديدة مع ظهور السلالة الجديدة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية