كيف امتد الخلاف بين المدنيين والعسكريين في السودان إلى "التطبيع"؟

كيف امتد الخلاف بين المدنيين والعسكريين في السودان إلى "التطبيع"؟


27/09/2020

لم تعد الخلافات داخل مقتسمي السلطة الانتقالية في السودان من المدنيين والعسكريين حول ملفات عدة خافية، غير أنّ ذلك الخلاف طفا إلى السطح أخيراً، وامتدّ إلى ملف التطبيع مع إسرائيل، ففيما تتحفظ الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك على التطبيع، باعتبارها حكومة انتقالية لا يحقّ لها حسم أمور مصيرية كهذه، يرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان أنّ الفرصة سانحة لتحقيقه.

وتعاني السودان من أوضاع اقتصادية صعبة، ويبدو أنّ ضغوطات تُمارس على الخرطوم من أجل الانضمام إلى التوجه العربي الذي بدأته الإمارات ولحقت به البحرين في التطبيع مع إسرائيل، وذلك مقابل رفع السودان من قوائم الإرهاب الأمريكية التي وضعت فيها خلال النظام البائد، ما يمهّد لحصولها على مساعدات مالية أو إعفائها من الديون.

مسؤولون أمريكيون  أشاروا، خلال محادثات مع وفد سوداني، إلى رغبتهم في أن تحذو الخرطوم حذو الإمارات والبحرين في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل

وأعرب رئيس الحكومة السودانية، بحسب ما أورده موقع "بي بي سي"، عن رفض بلاده الربط بين حذفها من قائمة الإرهاب الأمريكية، وبين تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وكشفت مصادر هذا الأسبوع، بحسب المصدر ذاته، أنّ مسؤولين أمريكيين أشاروا، خلال محادثات مع وفد سوداني، إلى رغبتهم في أن تحذو الخرطوم حذو الإمارات والبحرين في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قائلاً: إنّ "قضية التطبيع مع إسرائيل تحتاج إلى نقاش عميق وسط قطاعات المجتمع السوداني".

وأوضح حمدوك، في كلمة خلال مؤتمر اقتصادي محلي السبت، أنّ مثل هذه القضية لا يمكن أن يقرر فيها شخص أو جهة واحدة، بل لا بدّ من إجراء نقاش كبير قبل اتخاذ أيّ قرار بشأنها.

في المقابل، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني أنّ الحكومة السودانية تسعى للاستفادة ممّا وصفها بفرصة متوفرة، لرفع اسم بلاده من القائمة الأمريكية للإرهاب، قائلاً: إنّ "ما حققه السودان من سلام سيمكنه من إجراء إصلاحات بنيوية وسياسية في كافة أرجاء البلاد، مضيفاً أنّ هناك "فرصة سانحة يجب اغتنامها لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

وأشار البرهان إلى أنّ بقاء اسم السودان في القائمة يعرقل اندماجه في المجتمع الدولي، وتعزيز اقتصاده وإعادة بناء علاقاته الخارجية بما يعزّز مصلحته الوطنية، وذلك بعد أيام من مباحثات أجراها البرهان في أبو ظبي مع مسؤولين أمريكيين وإماراتيين حول اتفاق سلام مع إسرائيل، والدور الذي يمكن أن يلعبه السودان في هذا الصدد.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية