"لعبة الحبار": مسلسل كوري يحقق نجاحاً باهراً ويتحول إلى ظاهرة.. ما قصته؟

"لعبة الحبار": مسلسل كوري يحقق نجاحاً باهراً ويتحول إلى ظاهرة.. ما قصته؟


10/10/2021

حاز المسلسل الكوري "Squid Game" أو "لعبة الحبار"، الذي عُرض قبل نحو أسبوعين على منصة نتفليكس العالمية، أعلى نسبة مشاهدة في كل من الولايات المتحدة وإنجلترا وكثير من البلاد في شتى أنحاء العالم، وأصبح ظاهرة عالمية.

 واللافت في المسلسل الكوري الذي يمزج بين الرمزية الاجتماعية والعنف الشديد من خلال رؤية بائسة لمجتمع مستقطب، أنه حقق هذا النجاح الباهر دون أي ترويج أو حملات دعائية واسعة من قبل الشركة المُنتجة.

 

بعد الضجة التي أحدثها المسلسل، صرح أحد مسؤولي "نتفليكس"، بالقول إنّ ثمة احتمالاً كبيراً بأن يصبح أكبر مسلسل على الإطلاق في تاريخ المنصة

 

 وحقق المسلسل كل هذا الانتشار بالسمعة الطيبة التي جناها بين المشاهدين، والدعاية التي قاموا بها بأنفسهم بصورة مباشرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ذلك أنه يسلط الضوء على فساد الرأسمالية، وهي قضية تجد صدى عالمياً، وشكلت بالتالي مفتاح نجاحه في كل مكان.

 وتشكل ظاهرة المسلسل أحدث التجليات المعبرة عن تأثير كوريا الجنوبية المتزايد على المشهد الثقافي العالمي، بعد النجاح الهائل الذي حققته فرقة البوب الكورية "بي تي إس"، وفوز فيلم "باراسايت"، بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، وتمكنه من أن يصبح أول عمل بغير اللغة الإنجليزية ينال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم.

اقرأ أيضاً: بالصور: مسلسل عروس بيروت يعود من جديد في الموسم الثالث

 وكون فيلم "باراسايت" الروائي شهرة عالمية للسينما الناطقة باللغة الكورية، من خلال تناوله بأسلوب ساخر الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في الدولة التي يحتل اقتصادها المركز الثاني عشر عالمياً.

وبعد الضجة التي أحدثها المسلسل، صرح أحد مسؤولي "نتفليكس"، بالقول أنّ ثمة "احتمالاً كبيراً بأن يصبح أكبر مسلسل على الإطلاق" في تاريخ المنصة.

 ما قصة المسلسل؟

 ويتناول المسلسل قصة شخصيات من الفئات الأكثر عرضة للتهميش في كوريا الجنوبية، بينها مهاجر هندي وهارب من كوريا الشمالية، يشاركون في ألعاب الأطفال التقليدية أملاً في الفوز بـ 45.6 مليار وون (38.1 مليون دولار). ويُقتل الخاسرون في هذه الألعاب، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 تبدأ أحداث "لعبة الحبار" التي تدور في كوريا الجنوبية، برجل غارق في الديون، ويعيش تحت خط الفقر مع والدته، بعدما فقد عمله في إحدى الشركات الكبيرة نتيجة للتقلبات الاقتصادية الدائمة الحدوث في كوريا، وينفصل نتيجة ذلك عن زوجته وابنته.

 ويقضي البطل أيامه البائسة في محاولة الحصول على مبلغ من المال ليقامر به ظناً منه أنه سيحقق الثراء السريع الذي ينقذ عائلته، ولكن بدلاً من ذلك لا يقابل سوى المشاكل والدائنين، وبالمصادفة يتعرف على رجل يلعب معه لعبة أطفال لكن على مبلغ كبير من المال، ثم يدعوه إلى ما يمكن أن يعده فرصة العمر، وتضغط عليه ظروفه القاسية حتى يقبل هذه المغامرة التي تقلب حياته رأساً على عقب، وفق ما ورد على موقع "ويكيبيديا".

أنجز مخرج "سكويد غايم" وضع سيناريو المسلسل قبل 10 أعوام، لكن المستثمرين أحجموا عن المراهنة على عمل وجدوه "دموياً جداً وغير مألوف وغامض"

 يجد بطل المسلسل نفسه أحد أبطال لعبة عملاقة غامضة، حيث يصبح آخر أفراد مجموعة من البائسين المدينين الذين قد يقبلون القيام بأي شيء فقط من أجل الفوز في هذه اللعبة المميتة، والحصول على ما يكفي من المال لإنهاء مشاكلهم، ويصبح عليه خوض العديد من المغامرات المرعبة لينجو بحياته ومستقبله.

 عمل غامض وغير مألوف

 وأنجز مخرج "سكويد غايم" وضع سيناريو المسلسل قبل 10 أعوام، لكن المستثمرين أحجموا عن المراهنة على عمل وجدوه "دموياً جداً وغير مألوف وغامض".

 وقبل هذا المسلسل، عالج المخرج، هوانغ هيوك، في أعماله مواضيع عدة، منها الاعتداءات الجنسية والتبني الدولي والإعاقة، انطلاقاً من وقائع حقيقية استوحى منها بحريةٍ روائياً.

 

يقضي بطل المسلسل أيامه البائسة في محاولة الحصول على مبلغ من المال ليقامر به ظناً منه أنه سيحقق الثراء السريع الذي ينقذ عائلته

 

 أما مسلسله هذا، وهو الأول له عبر نتفليكس، فيتضمن إشارات واضحة إلى عدد من الصدمات التي لا تزال تطبع إلى اليوم الذاكرة الجماعية لكوريا الجنوبية، مثل الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 وعمليات صرف العاملين في شركة "سانغ يونغ" لصناعة السيارات عام 2009، وهما حدثان أديا إلى حالات انتحار.

 ويرى أستاذ الدراسات الكورية في جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ "كوريا الجنوبية تحولت في الآونة الأخيرة وبسرعة خلال العقدين المنصرمين مجتمعاً يتسم بدرجة كبيرة من عدم التكافؤ".

اقرأ أيضاً: شاهد.. مسلسل صالون زهرة يحصد نجاحاً كبيراً ونادين نجيم تتصدر "الترند"

 أما أستاذ السينما في جامعة سان دييغو العامة في الولايات المتحدة براين هو، فاعتبر أنّ الشعبية التي حصدها المسلسل في أكثر من 100 دولة دليل على أنه لم يُنتَج لمشاهدي الغرب فقط، مضيفاً أنّ ما يميز "سكويد غايم و"باراسايت" هو أنّ هذين العملين، "رغم كونهما يتناولان الفقر وعدم المساواة الطبقية، يفعلان ذلك بطريقة تُبرز الحداثة الفنية والسينمائية في كوريا".

 ضجة على مواقع التواصل

 وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ إطلاق المسلسل، بالتعليقات المرتبطة به، كما نشر كثيرون صوراً لهم وهم يقلدون أبطال المسلسل في بعض مشاهده.

 كما انتشر مؤخراً مقطع مصور من الفلبين يظهر الدمية الشهيرة التي ظهرت في الحلقة الثانية من المسلسل وباتت أحد رموزه مثبتة في مدخل أحد المراكز التجارية.

 

بدأ تصوير مسلسل "سكويد غايم" عام 2019، لكن بسبب انتشار فيروس كورونا تم إيقاف التصوير واستكمل مجدداً في مطلع هذا العام

 

 وفي العالم العربي، انتشرت على مواقع التواصل وصفات لعمل الحلوى التي ظهرت في أحد تحديات المسلسل.

وعلى صعيد آخر وجه البعض انتقادات للمسلسل وحذروا من مشاهدة الأطفال له. 

وقالت الممثلة المصرية أيتن عامر، على صفحتها الشخصية في موقع تويتر، "المدرسة باعتين email بيحذروا فيه من مسلسل squid games  وبيقولوا إنه مشاهدته خطر على الأولاد وبيطلبوا مساعدة الأهالي في السيطرة على الموضوع لأن الفكرة بتاعة اللعبة اللي في المسلسل ابتدت تنتشر وقت البريك والولاد بيلعبوها.. المسلسل الظاهر أنه عنيف فعلاً لأن الدنيا مقلوبة بسببه".

يذكر أنّ مسلسل (سكويد غايم) بدأ تصويره عام 2019، لكن بسبب انتشار فيروس كورونا تم إيقاف التصوير واستكمل مجدداً في مطلع هذا العام.

وكان العمل في البداية يحمل اسم "الجولة السادسة" وتم تغييره إلى "لعبة الحبار" وهو اسم إحدى الألعاب الطفولية في كوريا الجنوبية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية